أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-26
876
التاريخ: 2023-04-09
1977
التاريخ: 10-7-2016
4728
التاريخ: 12-1-2023
1059
|
كانت آلية عمل الكون حتى نهاية القرن التاسع عشر تعمل على أروع ما يمكن، فبظل أعمال نیوتن والعمالقة الذين سبقوه صارت آلية عمل الكون مفهومة جيدا ولا شيء فيها يدعوا للقلق. إن كل ما نحتاجه لمعرفة حالة الكون المستقبلية هو معرفة شروطه الابتدائية فقط. لقد بات الكون أشبه بالة عملاقة تعمل بدقة الساعة لا يصيبها الخلل ولا الملل منذ أن أطلقت للعمل. فإذا ما علمنا عن موضع وسرعة كوكب أو نجم ما أو حتى ذرة شاردة في الكون في لحظة معينه، فانه بإمكاننا تحديد كل حركاته المستقبلية تحديدا دقيقا بشرط أن نأخذ في الحسبان جميع التأثيرات الخارجية بهذه الطريقة تستطيع من حيث المبدأ بواسطة استخدام قوانين الفيزياء تحديد حالة كل ما في الكون من أكبر مجراته إلى اصغر ذراته عندها ستكون صورة الكون المستقبلية مائلة أمام أعيننا تماما كالماضي. وفي ذلك يقول الرياضي اللامع لابلاس:
(يجب أن تنظر إذن إلى الحالة الراهنة للكون كنتيجة لحالته السابقة وكسبب لحالته اللاحقة. فلو أن عقلا يمكنه أن يعرف في لحظة من اللحظات، جميع القوى التي تحرك الطبيعة، وكل الأوضاع المتتالية التي تتخذها فيها الكائنات التي تتألف منها – أي الطبيعة – ولو أن هذا العقل نفسه هو من الاتساع والشمول بحيث يمكنه أن يخضع هذه المعطيات للتحليل فانه سيكون قادرا على أن يضم في عبارة رياضية واحدة حركات أكبر الأجسام في الكون وحركات أصغر وأدق الذرات، فلا شيء يكون بالنسبة إلى هذا العقل موضع شك أن الماضي والمستقبل سيكونان، كلاهما حاضرين أمام عينيه) *
لكن هذه الصورة الجميلة للكون لم تدم طويلا. لقد ظهرت مشكلتان شوهتا معالم تلك الصورة الرائعة وباتت قوانيننا العظيمة غير قادرة على التوافق مع نتائج تلك المشكلتان تعرف اليوم تلك المشكلتان باسم معضلة الجسم الأسود والتأثير الكهروضوئي. لقد كان حل هاتين المعضلتين بداية لثورة وانطلاقة جديدة في دنيا العلم غيرت نظرتنا المعتادة إلى ذاك الكون الآلي إلى الأبد.
_________________________
هوامش
* أخذنا هذه الترجمة من كتاب مدخل إلى فلسفة العلوم العقلانية المعاصرة وتطور الفكر العلمي، الدكتور محمد عابد الجابري (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية الطبعة السادسة، 2006)
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
معهد الكفيل للنطق والتأهيل: أطلقنا برامج متنوعة لدعم الأطفال وتعزيز مهاراتهم التعليمية والاجتماعية
|
|
|