المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

معنى كلمة سكت‌
22-11-2015
هل الأفعال خارقة للعادة جارية للمشاهدة و النقل
23-09-2014
Dealing with a Nuclear Breakup: Balancing Reactions
29-12-2016
معلومات عامة حول الشهب
23-11-2016
ماذا بعد الموت؟
25-9-2017
Wolstenholmem,s Theorem
16-1-2020


الحزن يوم عاشوراء سُنة  
  
3379   10:30 صباحاً   التاريخ: 19-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص401
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-04-2015 3822
التاريخ: 17-3-2016 3113
التاريخ: 22-5-2019 2173
التاريخ: 2024-08-24 365

من السنة يوم عاشوراء إظهار الحزن والجزع والبكاء والجلوس لذلك:

أولا:  لأن فيه مواساة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي لا شك في أنه حزين في ذلك اليوم جزعا على ولده وفلذة كبده ومن كان في حياته يحبه أشد الحب ويعزه ويكرمه ويلاعبه ويداعبه ويحمله على كتفه والذي كان بكاؤه يؤذيه ولم يرض من أم الفضل أن تناله بشئ يبكيه وأي مسلم يرغب عن مواساة نبيه في حزنه على حبيبه وولده وفلذة كبده أم اي طاعة أعظم وأجل وأفضل عند الله تعالى وأحب إليه وأشد تقريبا لديه من مواساة أفضل رسله في حزنه على ولده الذي بذل نفسه لأحياء دينه .

 ثانيا : إنه ثبت عن أئمة أهل البيت النبوي انهم أقاموا المآتم في مثل هذا اليوم بل في كل وقت وحزنوا وبكوا لهذه الفاجعة وحثوا اتباعهم على ذلك فقد ثبت عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا وكانت الكابة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام منه فإذا كان العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وقد مر بكاء الصادق (عليه السلام) لما أنشده السيد الحميري حتى بكى حرمه من خلف الستر ومر بكاء زين العابدين بعد قتل أبيه (عليه السلام) طول حياته واحتجاجه لما ليم في ذلك بان يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كان نبيا ابن نبي وقد بكى على فراق ولده يوسف حتى ذهب بصره واحدودب ظهره وابنه حي في دار الدنيا قال وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر رجلا من أهل بيتي صرعى مقتولين فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي وتقدم بكاء سائر أئمة أهل البيت (عليه السلام) لذلك وهم نعم القدوة ولنا بهم أحسن الأسوة .

اما اتخاذ يوم عاشوراء يوم عيد وفرح وسرور واجراء مراسيم الأعياد فيه من طبخ الحبوب وشراء الألبان والاكتحال والزينة والتوسعة على العيال فهي سنة أموية حجاجية وهي من أقبح البدع وأشنعها وإن كان قد اختلق فيها علماء السوء وأعوان الظلمة شيئا من الأحاديث فإنما ذاك في عهد الملك العضوض عداوة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليه السلام) ومراغمة لشيعتهم ومحبيهم وتبعهم من تبعهم غفلة عن حقيقة الحال وكيف يرضى المسلم لنفسه أن يفرح في يوم قتل ابن بنت نبيه وفي يوم يحزن فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته كما مر في مطاوي ما تقدم ولم يكن جعل يوم عاشوراء عيدا معروفا في الديار المصرية وأول من  دخله إليها صلاح الدين الأيوبي كما حكاه المقريزي في خططه والظاهر أن الباعث عليه كان أمرا سياسيا وهو مراغمة الفاطميين الذين سلبهم صلاح الدين ملكهم فقصد إلى محو كل اثر لهم.

ومن السنة في يوم عاشوراء ترك السعي في الحوائج وترك ادخار شئ فيه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.