يعد مفهوم البيئة من المفاهيم التي راجت حديثاً ، وكثر استخدامها بصورة لافتة، في النصف الثاني من القرن العشرين، كما لو كان هذا المفهوم واضحاً تماماً، لكن عند تحليله يغدو جسماً هلامياً غير محدد الأبعاد. وبادئ ذي بدء نشير إلى أن تحديد مفهوم البيئة ليس أمراً ميسوراً ، كما يتصور لبعضهم ، وإنما يتعذر أحياناً تقديم مفهوم محدد للفظ شائع الاستعمال، يفهمه كل فرد في حدود استخدامه المباشر له وكان من أثر شيوع استخدام لفظ البيئة أن تعددت مفاهيمه، نظرا لارتباط كل مفهوم بنمط العلاقة بينه وبين مستخدمه. بعبارة أخرى يتعدد هذا المفهوم باختلاف رؤية الباحث في كل فرع من فروع العلوم المختلفة، إذ يعرف البيئة وفقا لرؤيته ومن زاوية تخصصه وذلك يرجع إلى كثرة العلوم التي تهتم بدراسة البيئة وتعدد المداخل لها مثل علوم النبات والحيوان والفيزيولوجيا والكيمياء والجيولوجيا علاوة على الفيزياء والإلكترونيات وبعض العلوم الإنسانية. ويعزو البعض هذا الاختلاف إلى التداخل بين مفهوم البيئة والعلاقة المتبادلة بين الكائنات الحية وبيئتها أي مفهوم الإيكولوجيا Ecology إذ يستوعب المفهوم الأخير معنى البيئة ويشمله. بناءً على ما سبق نستطيع أن نورد هنا، كمقدمة ، بعض المفاهيم المستخدمة في دراسة علوم البيئة.