اقتصار العباسية على الرياسة الدينية بعد أن كانت لهم الرياستان وفي اختراع منصب أمير الامراء وتأسيس شوكة البويهيين. |
1198
02:39 صباحاً
التاريخ: 2023-10-01
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-01
855
التاريخ: 2023-09-12
982
التاريخ: 2023-08-29
1408
التاريخ: 2024-03-13
769
|
ما زال الخلفاء يبعثون أميرًا يحكم بمصر والشام حتى بعثوا مملوكًا تركمانيا يدعى أبا بكر محمدًا الإخشيد، علم أنه سيغضب عليه الخليفة ويعزله عن منصبه، فألف أحزابًا عصى بهم الخلافة لضعف شوكتها، واستقل بالحكم سنة ست وثلاثين وتسعمائة ميلادية، وخلفه في الاستقلال بحكم مصر والشام أبو القاسم محمود ثم أبو الحسن علي، فكافور فأبو الفوارس. وقد نصب بالجزيرة رجل من ذرية الأمير همدان راية الاستقلال زمن المعتضد سنة ثلاثين وتسعمائة ميلادية، وأخذ عدة مدن بهذه الجزيرة وجال برجاله فيما جاوره حتى في الشمال الشرقي من بر الشام سنة سبع وثلاثين وتسعمائة ميلادية، واتخذ مدينة الموصل تخت مملكته التي خلفه فيها ناصر الدولة المتوسط في تسكين الفتن البغدادية وسيف الدولة المظهر في حربه مع اليونان الشجاعة والشهامة. وأخذت هذه العائلة الهمدانية تنازع العائلة الإخشيدية في حُكْمِ الشام، ودخلوا مرات دمشق وملكوا حلب واستقل بالحكم حزبا الرائقية والباريدية، وتنازَعا سنة أربعين وتسعمائة ميلادية في الاستيلاء على مدينتي البصرة وواسط وإقليم الأهواز، وكذلك استقل أرمنستان وجرجستان وصارتا حكومتين، وأشهر السلاح رئيس من أعيان إقليم جيلان يسمى مرداويج بن بويه فأخذ على بحر جرجان أقاليم مازندران وجيلان وشروان وجرجان، وأخذ إيالة طبرستان من السمانية ومعظم إقليم أذربيجان، فكان مؤسسا للعائلة البويهية، إلا أنه لم يَنَلْ فَخَارًا؛ حيث نازعه إخوته الثلاثة الذين كانوا في جيشه، زاعمين أنهم من نسل الأكاسرة بني ساسان مع أن أباهم بويه كان صياد سمك فقيرًا، ضموا إلى ممالك مرداويج أقاليم كرمان ومكزان والعراق العجمي وسورستان وخوزستان من سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة إلى سنة أربعين وتسعمائة ميلادية، وأحيطت بغداد بالولايات المستقلة من ابتداء هذا الزمن الذي استمر فيه القتل في القُوَّادِ والوزراء والملوك المستقلين بالحكم، وكذا الخلفاء؛ فقد قتل من التسعة والخمسين خليفة ثمانية وثلاثون وعذبوا بالجوع أو إدمان السجن أو الرمي في وعاء كبير مملوء ثلجا؛ ولذا خرج القاهر من السجن مفقوء العينين عليه ثياب بالية يسأل الناس على أبواب المساجد، وتغلب على الراضي ضابط العساكر التركمانية، وتصرفوا كما شاءوا في سائر فروع المملكة، فاخترع منصب إمارة الأمراء، وأعطاه ابن رائق فتولى قيادة الجيوش وخزينة المملكة وسائر أمور الرعية، وقرن اسمه باسم الخليفة في الخطبة، وما زال متصرفًا بالمملكة حتى حنق منه جندي يسمى ياقم، فحاصر بغداد وقبض على الراضي سنة أربعين وتسعمائة ميلادية، وألزمه أن يُوَلِّيَه إمارة الأمراء فولاه وحكم حتى مات في خلافة المتقي سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة ميلادية، فتنازعها بنو رائق ونبو بريدة أصحاب واسط وبنو همدان أصحاب الموصل، وتردَّد المتقي فيمن يُوَلِّيه إياها، واستحسن أن ينضم إلى الإخشيديين، ثم نصر رئيس التركمانية على هؤلاء فأمر بقتل المتقي لتردده في إعطاء الإمارة وولى بدله المستكفي، وحنق البغداديون من مفاسد التركمانية فاستغاثوا بالبويهيين المستقر حكمهم إذ ذاك في أقاليم مملكة الفرس القديمة، فأتوا للإغاثة بجيوش فتح لهم أهل بغداد الأبواب سنة خمس وأربعين وتسعمائة ميلادية، وتَقَلَّدَ معز الدولة إمارة الأمراء، وعزل الخليفة بآخر كان باذلًا نفسه في نجاح مصلحة المعز أول الأمراء البويهية المستمرين في ذلك المنصب أكثر من مائة سنة، واقتصر الخلفاء داخل قصورهم يُسَلُّونَ أنفسهم بمجالسة العلماء، ثم مات الراضي آخر من اتَّخَذَ أرباب المعارف أخص جلسائه؛ فأخذ البويهيون ينشرون العلوم ويوسعون علم الفلك والعلوم الرياضية، وأحضروا من الأقاليم التي تحت حكمهم عساكر أسكتوا بها أحزابًا تعصبوا عليهم واختصوا بالحكم وأما المطيع والطائع والقادر والقائم فجردوا عن الحكم ، ولم يَكُنْ عند كل منهم إلا كاتب واحد، ومع ذلك كان أغلب العائلات المتحكّمة في أقاليم آسيا يقلدون الحكومة من قبل هؤلاء الخلفاء؛ لما عليه أهل السنة من أن العباسية أحق بالخلافة، ولكن أهل الطمع تغلبوا على الحكم السياسي وتركوا لهم الحكم الديني.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|