المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



روائع البطولة  
  
3219   05:53 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص417-418
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2019 2312
التاريخ: 28-3-2016 3452
التاريخ: 12-6-2019 2107
التاريخ: 23-4-2019 3528

لم يزل الحسين (عليه السلام) سائرا حتى انتهى إلى قصر بني مقاتل فنزل به فلما كان آخر الليل أمر فتيان فاستقوا من الماء ثم أمر بالرحيل فارتحل من قصر بني مقاتل ليلا . قال عقبة بن سمعان فسرنا معه ساعة فخفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه وهو يقول إنا لله وانا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا فاقبل إليه ابنه علي الأكبر  فقال يا أبه جعلت فداك مم حمدت واسترجعت قال يا بني إني خفقت خفقة فعن لي فارس على فرس وهو يقول القوم يسيرون والمنايا إليهم فعلمت انها أنفسنا نعيت إلينا فقال له يا أبه لا أراك الله سوءا أ لسنا على الحق ؟ قال بلى والذي إليه مرجع العباد ، قال إذا لا نبالي ان نموت محقين .

فقال له الحسين (عليه السلام) : جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده .

فلما أصبح نزل فصلى الغداة ثم عجل الركوب فاخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفر بهم فيأتيه الحر فيرده وأصحابه فجعل إذا ردهم نحو الكوفة ردا شديدا امتنعوا عليه وارتفعوا فلم يزالوا يتياسرون كذلك حتى انتهوا إلى نينوى فإذا راكب على نجيب له عليه السلاح متنكب قوسا مقبل من الكوفة وهو مالك بن النسر الكندي فوقفوا جميعا ينتظرونه فلما انتهى إليهم سلم على الحر وأصحابه ولم يسلم على الحسين (عليه السلام) وأصحابه ودفع إلى الحر كتابا من ابن زياد فإذا فيه : أما بعد فجعجع بالحسين (أي ضيق عليه) حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي فلا تنزله الا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء وقد امرت رسولي ان يلزمك فلا يفارقك حتى يأتيني بانفاذك أمري والسلام .

فعرض لهم الحر أصحابه ومنعوهم من السير واخذهم الحر بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولا قرية فقال له الحسين (عليه السلام) ألم تامرنا بالعدول عن الطريق قال بلى ولكن كتاب الأمير عبيد الله قد وصل يأمرني فيه بالتضييق عليك وقد جعل علي عينا يطالبني بذلك فنظر يزيد بن زياد بن مهاصر الكندي وكان خرج إلى الحسين (عليه السلام) من الكوفة قبل أن يلاقيه الحر إلى رسول ابن زياد فعرفه فقال له ثكلتك أمك ماذا جئت به قال أطعت امامي ووفيت ببيعتي فقال له ابن مهاصر بل عصيت  ربك وأطعت امامك في هلاك نفسك وكسبت العار والنار وبئس الامام امامك قال الله تعالى وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار فامامك منهم ، فقال الحسين (عليه السلام) للحر دعنا ويحك ننزل هذه القرية أو هذه يعني نينوى والغاضرية أو هذه يعني شفية فقال لا أستطيع هذا رجل قد بعث علي عينا .

فقال زهير بن القين للحسين (عليه السلام) إني والله لا أرى أن يكون بعد الذي ترون إلا أشد مما ترون يا ابن رسول الله ان قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا بعدهم فلعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به فقال الحسين (عليه السلام) ما كنت لأبدأهم بالقتال فقال له سر بنا إلى هذه القرية حتى ننزلها فإنها حصينة وهي على شاطئ الفرات فان منعونا قاتلناهم فقتالهم أهون علينا من قتال من يجئ بعدهم فقال الحسين (عليه السلام) ما هي ؟ قال العقر ، قال اللهم إني أعوذ بك من العقر ، قال له فسر بنا يا ابن رسول الله حتى ننزل كربلاء فإنها على شاطئ الفرات فنكون هناك فان قاتلونا قاتلناهم واستعنا الله عليهم ، قال فدمعت عينا الحسين (عليه السلام) ثم قال : اللهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء .

ثم خطب أصحابه وقيل إنه خطب هذه الخطبة بذي حسم وقيل في كربلاء فحمد الله وأثنى عليه

وقال : انه قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون وان الدنيا تغيرت وتنكرت وادبر معروفها واستمرت حذاء ولم يبق منها الا صبابة كصبابة الاناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل أ لا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا فاني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما .

فقام زهير بن القين فقال : قد سمعنا هداك الله يا ابن رسول الله مقالتك ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها ؛ ووثب نافع بن هلال الجملي فقال والله ما كرهنا لقاء ربنا وانا على نياتنا وبصائرنا نوالي من والاك ونعادي من عاداك ؛ وقام برير بن خضير فقال والله يا ابن رسول الله لقد مَن الله بك علينا أن نقاتل بين يديك وتقطع فيك أعضاؤنا ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.