أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-8-2021
![]()
التاريخ: 2023-09-22
![]()
التاريخ: 26-10-2014
![]()
التاريخ: 2025-01-30
![]() |
الكذب الخبري والمخبري للمنافقين
يدعي المنافقون، من خلال استخدامهم للفظ «إنما، أنهم ليسوا مبرتين من الفساد فحسب، بل إنه لا مصلح في المجتمع غيرهم، وادعاء المنافقين هذا بأنهم مصلحون هو «كذب خبري» وليس «كذباً مخبرياً»؛ لأنهم يعتبرون أنفسهم مصلحين، بل ويحلفون من أجل تأكيد هذا
الموضوع: {وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى} [التوبة: 107] ، {بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا} [النساء: 62]. لقد كانوا، نتيجة تسويل النفس وخداعها لهم، يتصورون أنهم مصلحون حقاً، وكانوا يخالون أن هذا التصور - الذي لا يعدو كونه جهلاً مركباً - هو حق. إذن، فكذبهم في مثل هذه الموارد هو (خبري) فقط، و ليس «مخبرياً».
لكن، عندما يدعي المنافقون الإيمان، فإن إخبارهم هذا هو كذب خبري وكذب مخبري في آن معا. أما في مسألة شهادتهم برسالة النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)فإن كلامهم هو كذب مخبري ليس غير: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: 1] وذلك لأن الكلام في أن محمداً بن عبد الله (صلى الله عليه واله وسلم)هو رسول اله، هو كلام صادق وحق، وإن كان قائله لا يعتقد به. إذن فإخبارهم هذا هو صدق خبري، وكذب مخبري.
لكن، إذا نوقش إخبارهم هذا بمزيد من الدقة وبشكل صحيح، فبالإضافة إلى كونه كذباً مخبري، فهو ينطوي على كذب خبري أيضا؛ وذلك لأن خلاصة إخبارهم هي عبارة عن ادعاء الشهادة برسالة النبي (صلى الله عليه واله وسلم)، ولبس أصل رسالته، ولما لم تكن شهادتهم متحققة أصلاً كان الإخبار بها كذباً خبرياً، كما أنهم كانوا عالمين بهذا الكذب الخبري، ومن هذا المنطلق فقد كذبوا كذباً مخبرياً أيضاً.
في القرآن الكريم يأتي الباري عز وجل على أسرار المنافقين الذين يدعون الإصلاح فيفضحها ويزيح الستار عن باطنهم الأسود القاتم. وكمثال على ذلك ما جاء في الآية الثانية من مورد البحث حيث يعتبرهم مفسدين مع التأكيد على ذلك. وفي موضع اخر يتحدث سبحانه عن فسادهم في الأرض وتقطيع أرحامهم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22] ، أو يعرفهم على أنهم مهلكون للحرث والنسل: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} [البقرة: 205]. بل يقول تعالى: إنهم يستخدمون دين اله من أجل التفريق بين المسلمين، وإذاعة الكفر، ويتخذون من المسجد خندقاً لمحاربة الله: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ} [التوبة: 107] ، ومع كل هذا، وكما جاء في الآية مورد البحث، فإنهم يدعون الإصلاح، بل ويحلفون أيضاً على ادعائهم هذا: {وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى} [التوبة: 107] ، إلا أنهم لا يشعرون أن عملهم هو الإفساد بعينه: (ولكنهم لاً يشعرون».
إن جهل المنافقين هذا هو نتاج وقوع عقلهم النظري في أسر وهمهم وخيالهم، وعقلهم العملي في قبضة شهوتهم وغضبهم.
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|