المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
البطيخ Watermelon (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-25
تعريف الطعن بالحكم القضائي (التمييز)
2024-11-25
2024-11-25
اكتساب الحكم القضائي حجية الشيء المقضي به
2024-11-25
الخيار Cucumber (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-25
الحرارة Temperature
2024-11-25



أمّ الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام)  
  
7212   05:50 مساءً   التاريخ: 2023-09-17
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص30-34
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

قال الشنقيطي : " أمّا أمه كرم الله وجهه فهي ( فاطمة ) بنت أسد بن هاشم ابن عبد مناف ، يجتمع نسبها بنسب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد نسب ولدها علي في هاشم الجد الثاني ، وهي أول هاشمية ولدت هاشمياً ، وقال الزبير بن بكار : " هي أول هاشمية ولدت خليفة ثم بعدها فاطمة الزهراء رضي الله عنهما ، وقد قيل : إنها توفيت قبل الهجرة وليس بشيء ، والصواب إنها هاجرت إلى المدينة وبها ماتت كما قاله الحافظان ابن عبد البر وابن حجر العسقلاني .

فقد أسند ابن عبد البر عن ابن عبّاس قال : " لما ماتت فاطمة أم علي بن أبي طالب ، ألبسها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قميصه واضطجع معها في قبرها فقالوا : ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه فقال : انه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبرّ بيّ منها ، انما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنّة ، واضطجعت معها ليهون عليها .

وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة : والصحيح إنها هاجرت وماتت بالمدينة وبه جزم الشعبي قال : أسلمت وهاجرت وتوفيت بالمدينة . وأخرج ابن أبي عاصم من طريق عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم كفن فاطمة بنت أسد في قميصه وقال : لم يكن بعد أبي طالب أبرّ بي منها ، انتهى المراد منه .

وقد كان علي رضي الله عنه أصغر أولادها من أبي طالب ، فكان أصغر من جعفر بعشر سنين ، وكان جعفر أصغر من عقيل بعشر سنين أيضاً ، وكان عقيل أصغر من طالب بعشر سنين أيضاً ، وهم أشقاء كلهم أبوهم أبو طالب وأُمهّم فاطمة بنت أسد رضي الله عنها ، كما صرّح به ابن عبد البرّ في الاستيعاب وغيره ، وكذلك شقيقتهم أمّ هاني واسمها فاختة وجمانة كما في الرياض النضرة للمحب الطبري ، وروى الطبراني في الكبير والأوسط وابن حبان والحاكم وصححوه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دخل قبرها وألحدها وقال : " اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فإنك ارحم الراحمين ، وفي رواية : " اللهم اغفر لأمي بعد أمي فاطمة بنت أسد ووسّع عليها مدخلها "[1]  .

وروى الخوارزمي باسناده عن أنس بن مالك ، قال : " لمّا ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أمّ علي بن أبي طالب ، دخل عليها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فجلس عند رأسها وقال : " رحمك الله يا أمّ كنت أمّي بعد أمّي تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعميني ، تريدين بذلك وجه الله الكريم عزّوجلّ والدّار الآخرة " ثم أمر أن تغسل ثلاثاً ، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيده الشريفة ، ثم خلع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قميصه فألبسها إياه وكفّنت فوقه ، ثم دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أسامة بن زيد وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود فحفروا قبرها ، فلما بلغوا لحدها حفره رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيده وأخرج ترابه بيده الشريفة ، فلما فرغ دخل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فاضطجع فيه ثم قال : " يا الله الذي يحيى ويميت وهو حي دائم لا يموت اغفر لأمّي فاطمة بنت أسد ولقّنها حجّتها وأوسع عليها في مدخلها بحقّ محمّد نبيك والأنبياء الذّين من قبلي فإنك ارحم الراحمين " وكبّر عليها أربعا وأدخلها اللحّد هو والعبّاس وأبو بكر الصديق "[2].

وروى الشنقيطي باسناده عن أنس ، " إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : ما عوفي أحد من ضغطة القبر إلا فاطمة بنت أسد ، فقيل : يا رسول الله ولا القاسم ابنك ؟ قال : ولا إبراهيم ، وكان أصغرهما "[3].

وروى سبط ابن الجوزي عن ابن عبّاس : " وفيها نزلت ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ )[4] الآية . قال : وهي أوّل امرأة هاجرت من مكة إلى المدينة ماشية حافية وهي أول امرأة بايعت محمّداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بمكة بعد خديجة ، قال الزهري : سَمِعَت رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : يحشر الناس يوم القيامة عراة فقالت : وا سوأتاه . فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : فإني اسأل الله أن يبعثك كاسية ، قال : وسمعته يقول أو يذكر عذاب القبر ، فقالت : واضعفاه ، فقال : إني اسأل الله إنّ يكفيك ذلك "[5].

وروى الحاكم النيسابوري عن الزبير بن سعيد القرشي ، قال : " كنّا جلوساً عند سعيد بن المسيب ، فمر بنا عليّ بن الحسين عليه السّلام ولم أر هاشمياً قطّ كان أعبد لله منه ، فقام إليه سعيد بن المسيب وقمنا معه فسلّمنا عليه فرد علينا فقال له سعيد : يا أبا محمّد ، أخبرنا عن فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، قال : نعم حدّثني أبي ، قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقول : " لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم كفنها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في قميصه وصلّى عليها وكبر عليها سبعين تكبيرة ونزل في قبرها فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه ويسوي عليها ، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان ، وحثا في قبرها ، فلما ذهب قال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا رسول الله ، رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئاً لم تفعله على أحد ! فقال : يا عمر ، إن هذه المرأة كانت أمي بعد أمّي التي ولدتني ، إنّ أبا طالب كان يصنع الصنيع وتكون له المأدبة وكان يجمعنا على طعامه ، فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبنا فأعود فيه ، وإن جبرئيل عليه السّلام أخبرني عن ربي عزّوجلّ إنها من أهل الجنة ، وأخبرني جبرئيل عليه السّلام إنّ الله تعالى أمر سبعين ألفاً من الملائكة يصلّون عليها "[6].

أقول : روى إسلام فاطمة بنت أسد سلام الله عليها ، وهجرتها إلى المدينة المنورة ، وحنانها لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ووفاتها ، وما قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في فضلها ، كثيرٌ من الحفاظ والمؤلفين في كتبهم : كابن عساكر وابن الأثير وابن عبد البر وابن حجر ومحبّ الدين الطبري ومحمّد بن طلحة والشبلنجي والسيوطي وابن المغازلي وابن الصباغ المالكي وابن الجوزي والبلاذري وابن كثير والهيثمي والوصابي والسيد شهاب الدين أحمد ومحمّد صدر العالم ومير علي وعمر رضا كحالة وبنت فواز وعبد الكريم الخطيب[7].

 

[1] كفاية الطّالب لمناقب علي بن أبي طالب ، ص 22 .

[2] المناقب ، ص 13 .

[3] كفاية الطّالب ، ص 23 .

[4] سورة الممتحنة : 12 .

[5] تذكرة الخواص ، ص 10 .

[6] المستدرك على الصحّيحين ، ج 3 ، ص 108 .

[7] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب ، ج 1 ، رقم 13 ، ص 15 . أسد الغابة ، ج 5 ، ص 517 . الاستيعاب ، ج 3 ، ص 1891 . الإصابة ، ج 4 ، ص 380 . ذخائر العقبى ، ص 55 والرّياض النّضرة ، ج 3 ، ص 133 . مطالب السّئول في مناقب آل الرّسول ، ص 29 . نور الابصار ، ص 89 . تاريخ الخلفاء ، ص 166 . مناقب عليّ بن أبي طالب ، ص 6 . الفصول المهمّة ، ص 31 . صفة الصفوة ، ج 2 ، ص 54 ، رقم 135 . أنساب الأشراف ، ج 2 ، ص 35 . البداية والنّهاية ، ج 7 ، ص 332 . مجمع الزّوائد ، ج 9 ، ص 100 . أسنى المطالب ص 3 . توضيح الدّلائل في تصحيح الفضائل القسم الثّاني ، ص 245 . معارج العلى في مناقب ذوي القربى ، ص 4 . خلفاء محمّد ، ص 177 . اعلام النّساء ، ج 4 ، ص 33 ، الدرّ المنثور في طبقات ربّات الخدور / 358 ، علي بن أبي طالب بقية النبوة وخاتم الخلافة / 95 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.