المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
واضع علم الاعجاز
2024-05-03
برامج تسمين افراخ الرومي لانتاج اللحم
2024-05-03
ونواقض الوضوء وبدائله
2024-05-02
معنى مثقال ذرة
2024-05-02
معنى الجار ذي القربى
2024-05-02
{واللاتي‏ تخافون نشوزهن}
2024-05-02

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الشاب وحـب الغـير  
  
691   08:56 صباحاً   التاريخ: 2023-09-09
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص408ــ412
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

ينبغي على الشاب الذي يقضي أجمل أيام حياته ويدخل أولى مراحل الحياة الاجتماعية أن ينمي في نفسه رغبة حب الغير ، وأن يتصف بهذه الخصلة الإنسانية النبيلة، وأن يستفيد من كل الفرص المناسبة في التودد إلى الناس، وأن يشارك بشهامة في أتراحهم وأفراحهم، لكي يكون إنسانا ناجحا في حياته ، ويقضي بقية عمره بطمأنينة وراحة بال .

تقسيم ساعات الفراغ :

إن إحدى الفرص المناسبة جداً لإشباع رغبة حب الغير وإظهار الشوق والتودد للآخرين هي ساعات الفراغ والبطالة. والشاب الفاضل بمقدوره تقسيم ساعات فراغه بين إصابة اللذات المشروعة وإشباع غريزة حب الذات بما يبعث على ارتياحه وسروره من جهة وبين إصابة اللذات المعنوية وإرضاء غريزة حب الغير والتقدم في طريق الكمال الأخلاقي والسمو النفسي وإحياء البعد الإنساني في أعماقه من جهة ثانية.

ولتوضيح هذه المسألة المهمة والضرورية ينبغي علينا أن نتعمق في بحثنا قليلاً حتى يدرك الشباب قيمة أوقات فراغهم ويستطيعون من خلالها العمل على إرضاء غريزتي حب الذات وحب الغير اللتين لهما جذور فطرية في أعماقهم في آن واحد مع مراعاة إرضاء كل منهما في مكانها المناسب وفق المقاييس الصحيحة.

يقضي المرء جزءاً من نهاره في العمل والقيام بما يترتب عليه من مسؤوليات لتأمين لقمة العيش ومتطلبات الحياة، ويقضي جزءاً آخر من النهار أو بالأحرى من اليوم في النوم والراحة من تعب النهار لاستعادة قواه ، وثمة جزء ثالث من الوقت في حياة كل إنسان هو وقت الفراغ والبطالة حيث لا يقوم الإنسان فيه بأي عمل ولا يكون بحاجة للنوم والراحة.

إن العامل الذي يدفع المرء للعمل وأداء المسؤولية هو غريزة حب الذات والرغبة في الحياة. فالإنسان يقوم في ساعات عمله بنشاطات اقتصادية وجهود مضنية ويبذل كل ما بوسعه في سبيل تأمين لقمة العيش ومتطلبات الحياة متفادياً بذلك خطر المجاعة والفقر والمرض والموت ليواصل حياته الفردية.

كما أن العامل الذي يدفع المرء للاستراحة هو الضرورة الطبيعية وغريزة حب الذات . فالإنسان إنما يخلد إلى النوم ليحفظ حياته وسلامته ويطرد من جسمه متاعب العمل ويستعيد قواه ليتسلح بما يمكنه من العمل في اليوم التالي.

كيف يستفاد من الوقت الحر:

إن المرء يلتفت إلى نفسه ويهتم بها في القسمين الأول والثاني من ساعات يومه ، فهو يعمل وينتج ، وهو في الحقيقة يرضي بعمله وراحته غريزة حب الذات في نفسه ، وهذا الأمر كما ذكرنا سابقاً لا يختص بالإنسان وحده ، فالحيوان أيضاً يكد ويسعى من أجل تأمين لقمة العيش ومواصلة الحياة ، ومن ثم يخلد إلى الراحة بما فيه الكفاية.

أما القسم الثالث من ساعات اليوم أي ساعات البطالة والفراغ فهو وقت حر للإنسان. والإنسان يستطيع أن يخصص ساعات فراغه لتنفيذ غرائزه وإصابة اللذات المادية وإرضاء غريزة حب الذات في نفسه ، كما أنه قادر على تحرير نفسه لساعات من قيد الغرائز والشهوات الحيوانية والدخول في عالم الفضائل الأخلاقية والملكات الإنسانية ، وبإمكانه ايضاً إشباع غريزة حب الغير ليكون إنساناً بكل ما في الكلمة من معنى .

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : لا يكونن أفضل ما نلت من دنياك بلوغ لذة وإشفاء غيظ وليكن إحياء حق وإماتة باطل(1).

ولا يخفى أن بلوغ المنزلة الإنسانية السامية والإستمتاع بالمعنويات دون مجاهدة وسعي علمي وعملي ليس بالأمر اليسير. فالذي يريد أن يتحرر من قيود الغرائز الحيوانية والشهوات النفسية ويتحلى بالصفات الإنسانية الحميدة ، ينبغي عليه أن يبرز استعداداته المعنوية ويعتمد عليها ويوقظ في نفسه حس حب الغير والفضيلة حتى يستطيع بلوغ اللذات المعنوية والروحية ويشعر بالراحة والسرور عند أداء واجباته الإنسانية .

تنمية الصفات الإنسانية:

وبعبارة أخرى لا يحتاج الإنسان إلى معلم أو مرب ليدرك اللذات والشهوات الحيوانية ، فهو كسائر الحيوانات ينجذب تلقائياً نحو المأكل والمشرب وإشباع الشهوة والغضب وسائر امنياته المادية ، لكن ومن أجل بلوغ المنزلة الإنسانية والتحلي بصفاتها السامية عليه أن يعتمد على مرب كفوء وبرامج تربوية هادفة يسعى إلى تطبيق نفسه معها .

إن تنفيذ غريزة حب الذات التي تعتبر قاسماً مشتركاً ما بين الإنسان والحيوان لا يتطلب رعاية أو تربية معينة بينما يحتاج الخلق الإنساني وحب الغير إلى رعاية وتربية كبيرة. إن إشباع الغريزة الجنسية بشكل عشوائي وهو من الصفات الحيوانية لا يحتاج إلى مرب أو مرشد ، إلا أن التحلي بخصلة العفاف الإنسانية يتطلب سعياً وتربية أكيدة. كما أن استخدام قوة الغضب ومحاولة الإنتقام لا يحتاج إلى تربية ، بينما التحلي بروح العفو والمسامحة يتطلب بالضرورة تعليماً وتربية. وإشباع غريزة الحرص على جمع الثروة التي تعتبر من العوامل التي تبعث على الجمال الإجتماعي واللذة المادية لا يحتاج إلى محرك خارجي ، لأن الإنسان يسير تلقائياً نحو ذلك ، أما أن يصبح الإنسان الثري محباً للغير وينفق بعض أمواله على الأيتام أو أن يساعد المرضى الفقراء والمحتاجين ، فذلك يتطلب محركاً خارجياً .

إن الإنسان بطبعه يحب ما يسره ويعشق اللذات ، وما يحركه في إشباع غرائزه ونزواته الحيوانية وشهواته هو رغبته في إصابة اللذات لما يبعثه ذلك من سرور وبهجة في نفسه. فإذا ما أراد المربون أن يأخذوا بيد الناس نحو طريق الإنسانية ليكتسبوا صفاتها السامية ، عليهم أن يعملوا أولاً على إيقاظ إدراكاتهم المعنوية كي يتفهموا أن طريق السعادة وبلوغ اللذات لا تنحصر في إشباع الشهوات الحيوانية فقط ، لأن إرضاء الميول الإنسانية النبيلة وتحقيق الرغبات الروحية شأنها شأن الغرائز الحيوانية تبعث على الإلتذاذ والمسرة مع فارق أن اللذات الحيوانية سطحية وعابرة أما اللذات الروحية فثابتة وعميقة.

وإذا ما عرف الإنسان لذة العفو والتسامح نتيجة سمو نفسه وأدرك أن في العفو لذة غير موجودة في الإنتقام ، فإنه سيتقبل بكل رغبة هذه الخصلة الإنسانية وسيتحذر من خصلة الإنتقام الوحشية ، وإذا ما عرف أن لذة تهدئة آلام الناس وإدخال السرور على قلوب اليتامى تفوق لذة جمع المال، فإنه سيتبنى هذه الخصلة ويعتمد هذا الأسلوب ويهب جزءاً من ثروته في طريق حب الغير وإصابة اللذات المعنوية.

__________________________

(1) غرر الحكم، ص 816. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






جمعيّة العميد وقسم الشؤون الفكريّة تدعوان الباحثين للمشاركة في الملتقى العلمي الوطني الأوّل
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السابق: جناح جمعية العميد في معرض تونس ثمين بإصداراته
المجمع العلمي يستأنف فعاليات محفل منابر النور في واسط
برعاية العتبة العباسيّة المقدّسة فرقة العبّاس (عليه السلام) تُقيم معرضًا يوثّق انتصاراتها في قرية البشير بمحافظة كركوك