المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
اية الميثاق والشهادة لعلي بالولاية
2024-11-06
اية الكرسي
2024-11-06
اية الدلالة على الربوبية
2024-11-06
ما هو تفسير : اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ ؟
2024-11-06
انما ارسناك بشيرا ونذيرا
2024-11-06
العلاقات الاجتماعية الخاصة / علاقة الوالدين بأولادهم
2024-11-06

رسالة من ابن مرزوق
2024-10-17
الطاقة المطلقة Ultimate Energy
29-8-2020
قانون بويل
18-3-2018
Gabriel Lamé
19-7-2016
تطور نظرية الاحتراق والتنفس عند الهمداني (القرن 4هـ / 10م)
2023-05-21
البداء (اهميته - وبأي وجه يكون على الله تعالى - وجملة من الأخبار الدالة عليه)
10-4-2018


الرغبة واختيار العمل  
  
1121   02:53 صباحاً   التاريخ: 2023-08-17
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص326ــ327
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

(لابد من الأخذ بعين الاعتبار عامل الذوق العاطفي في اختيار المهنة أو العمل ، لأن الاستعداد وحده لا يمكن أن يؤدي إلى نتيجة كاملة من دون الرغبة الطبيعية ، فقد يترك شخص ما عمله لأنه لا يحبه ، ويصبح ضعيف الرأي والإرادة)(1).

(قبل اختيار العمل لا بد من النظر الى الرغبة في ذلك العمل، لأن العمل غير المرغوب فيه لا يُنفّذ جيداً ولن يجلب للإنسان النجاح والسعادة. أما الإنسان الذي يحب عمله فإنه يبدع فيه وينجح، ويستطيع أن ينسجم مع زملائه ومسؤوليه انسجاماً كاملا ، كما أن بمقدوره تذليل العقبات التي قد تعترضه في عمله مهما كانت قوية)(2).

وبخلاصة فإن التقدم والنجاح في أي عمل يتطلبان اللياقة والكفاءة الطبيعية والاندفاع العاطفي نحوه ، وهذان الشرطان مكملان لبعضهما البعض ، وبفقدان أي منهما لن يستطيع الإنسان بلوغ النتيجة المرجوة مهما جهد وسعى .

البعض من الشباب يصاب بالأوهام في اختيار العمل أو الحقل الدراسي، ويقدم على عمل معين أو مجال دراسي محدد لمجرد رغبة يشعر بها في نفسه دون أن يتطلع إلى كفائته واستعداده الطبيعي ، ويكون مثل هؤلاء الشباب قد ساهموا في هدر سنين طويلة من أعمارهم دون فائدة تذكر، أما إذا انتبهوا لأخطائهم وحاولوا أن يتداركوها ويعودوا ليعملوا في المجال الذي يرون أنفسهم جديرين به، فقد يتمكنون من تعويض الأضرار التي لحقت بهم نتيجة تسرعهم في اختيار العمل أو الحقل الدراسي ، وبالتالي يحققون النجاح المطلوب. أما إذا استمروا على أخطائهم فإنهم سيجبرون بعد فترة وجيزة على ترك أعمالهم وتقبل الهزيمة والفشل.

__________________________

(1) ماذا أعرف ؟ ، البلوغ، ص 105.

(2) البهجة، ص177. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.