أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-29
925
التاريخ: 24-2-2022
2175
التاريخ: 6-6-2016
2615
التاريخ: 2023-06-03
729
|
أغلب المحاولات القديمة لدراسة الكون كانت مبنية بالأساس على شكل من أشكال التجسيم (أي نسبة الصفات البشرية إلى كائنات غير بشرية). وقد تضمنت بعض هذه المحاولات فكرة أن العالم المادي تُحَرِّكه كيانات ذات إرادة نافذة يمكنها أن تساعد البشرية أو تعوقها، فيما تضمَّن البعض الآخر فكرة أن العالم المادي نفسه جامد، ولكن يمكن لإله أو آلهة أن يتحكموا في مساره في كلتا الحالتين تميل خرافات الخلق إلى عَزْوِ منشأ الكون إلى كيانات يمكن تفهم دوافعها – ولو جزئيا – من جانب البشر.
ثمة اختلافات كثيرة بين خرافات الخلق حول العالم، لكن هناك أيضًا أوجه تشابه لافتة. على سبيل المثال، عادةً ما تتضمن هذه الخرافات فكرة الحِرَفي الأسمى، وبذا يُقدَّم جمال العالم الطبيعي بوصفه صنيعة يد فنان ماهر، وثمَّةَ أمثلة على هذا في جميع الثقافات. وهناك صورة متكررة أخرى؛ هي نمو التنظيم من الفوضى، والتي تعكس التنظيم المتصاعد للمجتمع البشري. أيضًا هناك صورة مشابهة تمثل الكون بوصفه عملية بيولوجية، وأبرز الأمثلة على ذلك موجود في الخرافات التي تصوّر الكون على أنه نشأ من بيضة أو بذرة.
تحتوي قصة الخلق البابلية – المعروفة باسم إنوما إليش – هذه العناصر. ترجع هذه الخرافة إلى حوالي عام 1450 قبل الميلاد، لكنها مبنية على الأرجح على روايات سومرية أخرى أقدم. في قصة الخلق هذه تتجسد حالة الفوضى البدائية في البحر، ومن البحر تنشأ آلهة تمثل المكونات الأساسية للعالم؛ كالسماء والأفق وغيرهما. من بين تلك الكيانات الإلهية يتصارع الإله مردوخ مع الإلهة تيامات – ربة البحر – ويصرعها، ويشكّل مردوخ الأرض من جسدها. الصين أيضًا مصدر لعدد من التفسيرات المثيرة للاهتمام، وأحد هذه التفسيرات يتضمن العملاق بان جو. في هذه القصة بدأ الكونُ كبيضة عملاقة. ظل العملاق نائما داخل البيضة لآلاف السنين، ثم استيقظ وتحرر محطّمًا البيضة خلال ذلك. بعض أجزاء البيضة (الأخف والأكثر (طهرًا) ارتفعت مكوِّنةً السموات، بينما الأجزاء الأثقل والأدنس كونت الأرضَ. حمل بان جو السموات بيديه بينما ارتكزت قدماه على الأرض. ومع ارتفاع السموات أكثر وأكثر، صار العملاق أطول وأطول؛ كي يُبقي على اتصالها بالأرض. وفي النهاية مات بان جو، لكن أجزاء جسده استُخدمت على نحو مفيد؛ إذ صارت عينه اليسرى الشمس، وعينه اليمنى القمر، وصار عَرَقه المطر، وشعره النباتات، وصارت عظامه الصخور. تتعدد أساطير الخلق بتعدد الثقافات، ولا أملك المساحة الكافية هنا لذكر المزيد من التفاصيل. وسواء أكانت الأساطير أفريقية أم آسيوية أم أوروبية أم أمريكية، فمن المدهش كيفية تشاركها في العديد من أوجه الشبه.
شكل 1: الإله البابلي مردوخ. يُنسب إلى مردوخ فضل فرض النظام الكوني بعد أن دمر تيامات؛ التي تجسد الفوضى البدائية، والتي تظهر في الشكل عند قدميه على صورة تنين ذي قرنين. أساطير عديدة حول العالم تتضمَّن فكرة نشوء النظام من رحم الفوضى، ويظل هذا المفهوم حاضرًا في بعض الدراسات الكونية العلمية الحديثة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|