أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-01
![]()
التاريخ: 11-10-2014
![]()
التاريخ: 27-11-2014
![]()
التاريخ: 11-10-2014
![]() |
ان الله لا يستحيي من الحق
قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ} [البقرة: 26].
«لا يستحيي»: الحياء في مقابل «الوقاحة». الحياء والاستحياء مأخوذ من الحياة؛ بمعنى أنه بسبب الحياء والانفعال والشعور بالقبح، فإنه من الممكن أن يحصل تغيير في الحياة، وأن ينقص شيء منها؛ كما يقال: فلان مات أو هلك من الحياء، أو إنه ذاب من الحياء، أو إنه جمد من شدة الخجل، وما إلى ذلك. أما منشأ الحياء فهو إدراك أمر يكون صدره قبيحاً مما يبين أثره في الوجه ابتداء.
على أي تقدير، لما كانت هذه الأوصاف منتزعة من مقام فعل الله عز وجل، فهي ليست ناظرة إلى الذات الإلهية، وما من محذور في إثبات هذا الوصف أو سلبه؛ بمعنى، إذا قيل: إن الله لا يستحيي من ضرب المثل، أو إنه يستحيي من رد دعوة المؤمن، فإن كل هذه الأوصاف منتزعة من مقام فعل الله سبحانه وتعالى.
الحياء، بمعنى الانفعال الطبيعي، لا يعد ذاتاً من الفضائل الأخلاقية؛ لأن الحياء من ارتكاب القبيح هو فضيلة، لكن الحياء من تعلم أحكام الدين رذيلة، لذا فإن الحياء يتصف بالحسن أو القبح على محور المتعلق. وإن كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) : «ولا إيمان كالحياء والصبر»(1) . «قرنت الهيبة بالخية والحياء بالحرمان)(2) . لناظر إلى المعنيين.
«مثلا«: «مثل» صفة مشبهة: مثل حسن، وهي بمعنى أن الشي، يتصف بـ«المثلية» وأن التماثل ثابت فيه.
يكون المثل كلاميا حينا وهو ما يستخدم لتفهيم مبحث عميق، وقد سبق توضيحه، ويراد منه الاسوة والقدوة حيناً آخر، وهو ما يستعمل بخصوص الاسوة العملية؛ كما في قوله: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ} [الزخرف: 56] ، و {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [الزخرف: 57] ، و {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} [الزخرف: 59] ومن ناحية أخرى فإن حيوانات ضعيفة من أمثال البعوضة والنملة، قد جعلت قدوة لأصحاب الهمة في الأعمال الشاقة، ومن الممكن ذكرهما بعنوان الأمثال والأسوات. إلاً أن سياق الآيات مورد البحث هو المثل الكلامي. وليس المثل بمعنى الأسوة كي يكون المراد هو أن الله عز وجل قد جعل الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)مثلاً واسوة للآخرين، وأن جماعة من الكفار والمنافقين يوجهون نقدا ليس في محله.
«بعوضة": البعوض والبعوضة، مثل التمر والتمرة، وقد ورد ذكرها مرة واحدة في القرآن الكريم، كما هو الحال بالنسبة للفيل والنحل اللذين ذكرا مرة واحدة أيضاً، على خلاف العنكبوت الذي ذكر مرتين، و... الخ.
«فما فوقها": لما كان الكلام يتمحور حول حقارة البعوضة، وإن ما هو فوق وأعلى في الحقارة يعطي معنى الأحقر، وإن الترقي في السير النزولي هو في الوصول إلى الأدنى، إذن، فالمراد من قوله «فما فوقها» في الآية محط البحث هو أنه: لو أراد الله أن يذكر مثلاً من أجل تبيين مبحث ما، لأمكنه ضرب المثل بما هو دون البعوضة أيضاً؛ لأن المقصود هو اتضاح المبحث في ظل التمثيل.
«الحق»: الحق هو بمعنى الثابت، والثوب المحقق هو الذي احكم نسجه. والحق قسمان :
1. الحق الذاتي الذي يطلق على الرب الأزلي غير المحدود، وهو عين الذات الإلهية، وما من شيء سوى الله سبحانه وتعالى هو حق بهذا المعنى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ } [لقمان: 30]. في هذه الآية الكريمة يدل الضمير المنفصل «هو» مع كون الخبر معرفا على الحصر؛ أي: إن الحق الثابت هو الله فقط.
2. الحق الفعلي؛ يعني، الحق المحدود الذي لا يعتمد على نفسه، ولا على غير الله. هذا الحق ليس هو إلاً فعل الله وفيضه: {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} [البقرة: 147]. فإنه، وإن كان في نظام العالم حق وثابت، إلاً أنه من الله وهو من فعله. ففعل الله «حق»، وليس «مطابقاً للحق»، في حين أن فعل الآخرين هو مطابق للحق، وحتى فعل المعصوم فهو مطابق للحق: (علي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيث ما دار)(3). بالطبع لهذا الحديث معنى أدق يطرح في محله.
(الفاسقين): الفسق هو بمعنى (الخروج)؛ فالخارج عن طاعة الحق وعن الصراط المستقيم يصبح فاسق: وعلى الرغم من أن لفظة «فاسق» هي على وزن اسم الفاعل، بيد أنها جاءت في الآية مورد البحث بمعنى الصفة المشبهة؛ لأن الآية اللاحقة تسرد أوصاف الفاسقين بهيئة الفعل المضارع مما يدل على الاستمرار والملكة: {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ} [البقرة: 27].
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1.نهج البلاغة، الحكمة 113.
2. نهج البلاغة، الحكمة 21.
3. بحار الأنوار، ج28، ص368.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
أصواتٌ قرآنية واعدة .. أكثر من 80 برعماً يشارك في المحفل القرآني الرمضاني بالصحن الحيدري الشريف
|
|
|