تحظى ظاهرة المد والجزر اليوم باهتمام عالمي كبير؛ إذْ يجد فيها الكثيرون إحدى بوابات الطاقة المتجددة والنظيفة التي يمكن الاعتماد عليها في المستقبل. في الواقع، لنا أن نتلمس عدم اهتمام مؤرخي الغرب أو مستشرقيهم بإسهامات العلماء العرب والمسلمين في نظريات ظاهرة مد وجزر البحار من خلال الأبحاث والدراسات التي قاموا بها. فالمؤرخ جون هوث J. Howth ذكر أن تفسيرات ظاهرة المد والجزر في البحار قبل أن يضع نيوتن نظريته في الجاذبية مُشتّتة. ¹ في حين أن الكاتب العلمي إيدجر وليمز Edgar .W قال: «كان يوهانس كبلر أول عالم يُفسّر أن سبب المد والجزر هو القمر.» ²

وحتى أحدث وأوسع كتاب تناول هذا الموضوع من الناحية العلمية التاريخية للمؤرخ ديفيد كارتويت D. Cartwright. لا نجده يُخصِّص أكثر من أقل من صفحة واحدة للحديث عن أبي معشر البلخي فقط من بين عشرات العلماء العرب والمسلمين الذين درسوا الظاهرة. وهو ما يدلُّنا على أن مؤرخي الغرب لم يطّلعوا بما فيه الكفاية على ما ألفه وكتبه العلماء العرب والمسلمين أو أنهم تقصدوا تهميش إسهامات العلماء العرب والمسلمين في تفسير هذه الظاهرة.

_________________________________________

هوامش

(1) هوث، جون إدوارد، الفن الضائع ثقافات الملاحة ومهارات اهتداء السبيل ترجمة: سعد الدين خرفان سلسلة عالم المعرفة، العدد 441، تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 2016 م، ص 138.

(2) Williams, Edgar, Moon, Reaktion Books Ltd, London, 2014, p. 108