أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-7-2016
4067
التاريخ: 2023-04-02
2141
التاريخ: 2023-07-26
1096
التاريخ: 17-4-2016
8815
|
استبداد صناديد الشرك الجاهليين
قال تعالى : {الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [البقرة: 27].
إن الرغبة في الآثار الإيجابية لشيء ما والرهبة من لوازمه السلبية هما من دواعي ترقب هذا الأمر، والحرص على تحققه، والتنافس على عدم تركه، وأما عدم النزوع إلى هذا الشيء فمن باب أنه من بواعث سلب كافة الأحكام والتبعات المارة الذكر، وهو لن يؤدي أبداً إلى خلق أي نوع من الترقب والمراقبة لوجوده أو عدم وجوده. إن خصلة الاستكبار لا تعرف نظاماً سوى التسلط على الآخرين، وهى تستمد الحياة من مبدأ:
{وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} [طه: 64] . إن أشخاصاً أو جماعات أو تيارات فكرية كهؤلاء، لا يكونون أبداً منافسين في تعهد، ولا حريصين على ميثاق؛ وذلك لأنه لا رغبة لديهم في ذلك على الإطلاق. إن صناديد الشرك الجاهليين وأذنابهم ومن يدور في فلكهم، كانوا ولا زالوا مبتلين بمثل هذا الاستبداد. فهؤلاء ليسوا مبتلين بنقص الشرط ونقض العهد فحسب، بل إنهم محرومون من أدنى ميل للوفاء بأصل العهد أو رغبة فيه، وإنهم إذا كانوا أحياناً لا يعمدون إلى نقص ولا يقومون بنقض فهو من باب الخشية من غلبة المنافس، وإلا فإنهم يبادرون ظافرين إلى نكث العهد ونقض الميثاق، بأقل نسبة من الغلبة على الخصم.
يقول عز من قائل في هذا الصدد: (كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولاً ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون»2، {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} [التوبة: 10] ؛ أي، إن المشركين الفاسقين ليسوا فقط غير ملتزمين بالأصول الإلهية والأحكام السماوية، بل إنهم لا يراعون حتى الأصول الإنسانية والأحكام الشعبية والاجتماعية. من هذا المنطلق، فإنهم يتركون الـ«إل» أي القرابة والرحم والميثاق الرسمي من دون مراقبة، ويذرونها راغبين عنها؛ لأنه ليس للاعتداء والطغيان إلا تلك الثمار.
يذم الإمام أمير المؤمنين ع بعضاً من زعماء الاستكبار الأمويين برذائلهم الاخلاقية، التي من ابرزها خيانة العهد وقطع القرابة «الإل»؛ فيقول في عمرو بن العاص: «ويخون العهد ويقطع الإل»(1) ، في حين أنه ع يرى الوفاء بالعهد والميثاق توأماً للصدق، ويقول في وصفه: «إن الوفاء توأم الصدق ولا أعلم جنة أوقى منه»(2)؛ أي إنني لا أعلم درعاً أكثر وقاية من الوفاء، ولا يكون العالم بالمعاد من أهل الغدر وخيانة العهد: ((... وما يغدر من علم كيف المرجع»(3).
ــــــــــــــــــــــــــ
1. نهج البلاغة، الخطبة 84 .
2. نهج البلاغة، الخطبة 41.
3. نهج البلاغة، الخطبة 41.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|