سلّط الأكاديمي والمستشار السابق في وزارة التربية والتعليم العالي الفرنسية/ فرنسا الدكتور عبد علي سفيح، في بحث علمي الضوء على عقيدة الخلاص في التراث الإسلامي. جاء ذلك عبر مشاركته ببحث "عقيدة الخلاص في التراث الإسلامي" في المؤتمر العلمي السابع الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وتشرف عليه جمعية العميد العلمية والفكرية وجاء بعنوان (الإمام المهدي- عجّل الله تعالى فرجه الشريف- العدالة الإلهية الموعودة)، وذلك ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي الأول. ويُقام أسبوع الإمامة الدولي الأول تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). ويذكر الباحث، إنّ في التراث الإسلامي -أقصد القرآن- ولاسيما الشيعي، محور عقيدة الخلاص وجوهرها هي النبوة والامامة معًا، وهي الرابط الأساس بين السماء والأرض، والوسيط الوحيد المباشر بين الخلق والخالق وبها تكتمل الصيغة الوحيدة القادرة على علاج المشاكل الإنسانية. ويضيف، "أظهرت الدراسة أنّ مفهوم الخلاص في التراث الاسلامي هو نتيجة تطور شهده المفهوم (الإمامة) في مراحل متلاحقة ابتداءً من يوم الدار وهو اليوم الذي نزلت فيه الآية الكريمة (وأنذر عشيرتك الأقربين)، في السنة الثالثة للدعوة، وانتهاء بيوم وفاة الرسول (صلى الله عليه واله)، وبسبب هذه العقيدة أنقسم أهل الاسلام إلى سنة وشيعة وليومنا هذا". ويشير إلى أنّ في هذا البحث اعتمدت المنهج الاستنباطي في ضوء التفسير الموضوعي باستعمال الجينيالوجيا، ومن مضمون القرآن، أي لا علاقة لها لا بالزمان ولا بالمكان ولا بأي شخص فالإمامة هنا عقيدة مثلها مثل عقيدة الإيمان في اليوم الآخر وعقيدة الإيحاء عن طريق الملائكة، واضعي هذه الأداة البحثية تم استخدامها لكشف العلاقة بين العالم المرأي والعالم غير المرأي لا بالمعنى الغيبي أو اللاهوتي، بل بأصل القيم ومن أين نبعت وتطورت".

وبيّن أنّ "اختلاف الأمة الواحدة في البيئة والثقافة قد يجر إلى اختلاف في العقيدة، وهـذا مـا جرى للإسلام منذ تأسيسه، كما جرى لغيره، وبسبب هذه العقيدة (الإمامة)، انقسم أهـل القرآن إلى سنة وشيعة كما ذكرنا".