أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2020
1684
التاريخ: 7-5-2019
1963
التاريخ: 21-5-2019
1538
التاريخ: 29-4-2022
1825
|
بقلم الشيخ مرتضى المطهّري (رحمه الله):
في قلب كلّ أحد طريق لله، وباب توصله إليه، حتّى أكثر البشر شقاء وانحطاطاً وعصياناً، فإنه في ساعات المحن والشدائد حين تضيق بوجهه الدنيا، وتغلق جميع الابواب، وتسد كل الدروب، يهتز كل وجوده ثُمّ يلتجئ إلى الله، وهذه الحالة من الميول الفطرية الطبيعية المودعة في كيان الانسان، ولكن تسترها احياناً حجب المعاصي وركام الذنوب، ولكن في المحن والازمات تتكشف هذه الحجب والستائر، قليلاً، ويتحرك ذلك الميل الفطري ويتدفق.
سُئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن الله تعالى، فقال للسائل: "يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال: بلى، قال: فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك؟ قال: بلى، قال: فهل تعلّق قلبك هناك ان شيئاً من الاشياء قادر ان يخلصك من ورطتك؟ قال: بلى، قال (عليه السلام): فذلك الشيء هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجٍ وعلى الاغاثة حيث لا مغيث".
أجل لقد عرّفه الامام (عليه السلام) على الله تعالى بواسطة قلبه {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} هذا الميل والدافع الكامن في فطرة الانسان والذي يدفعه، حين تغلق بوجهه أبواب الدنيا إلى تلك القدرة الغالية القاهرة، التي هي فوق الاسباب والقوى الظاهرية، دليل على وجود هذه القدرة، وإذا لم يكن لهذه القدرة وجود، لم يكن لهذا الميل الفطري وجود أيضاً. وبالطبع هناك فرق بين وجود هذا الميل في الانسان، وبين تعرّف الانسان على ذلك الميل، واهدافه بصورة كاملة. فالميل والرغبة لشرب الحليب، موجود في الطفل منذ ولادته، وحين يجوع، ويلح عليه هذا الاحتياج، يتحرك هذا الميل ويهيج، ويوجه الطفل إلى البحث عن الثدي الذي لم يشاهده ولم يعرفه، ولم يأنس به، وذلك الميل هو الذي يهديه، ويدفعه، ليفتح فمه، ويفحص وإذا لم يعثر على ضالته، فإنه يبكي، والبكاء بنفسه يعني طلب المعونة من الأم، تلك الأم لم يعرفها بعد، ولكن الطفل هل يعرف هدف الميل هذا، وهدف البكاء، ولماذا وجد هذا الميل والدافع فيه، لا يعلم بأنه يملك الجهاز الهضمي، وبأن هذا الجهاز يطالب بالمواد الغذائية. هو لا يريد لماذا يريد ويطالب؟ ولا يعلم بأنّ فلسفة البكاء اخبار الام بحالته، تلك الام التي لم يكن قد عرفها بعد، والتي سيتعرّف عليها بالتدريج، ومن جملة ميولنا ونزعاتنا الانسانية السامية، الرغبة في معرفة الله الميل للدعاء، والالتجاء لله، الذي لم نشاهده تماماً، كذلك الطفل، الذي خرج جديداً للحياة بالنسبة للثدي الذي لم يشاهده ولم يعرفه، والأم التي لم يشاهدها ولم يعرفها. وبطبيعة الحال، لو لم يوجد الثدي والحليب الملائم لذلك الطفل. فإنّ الغريزة لا توجّه الطفل باتجاه ذلك، فهناك علاقة وثيقة بين ذلك الميل وبين الغذاء وكذلك الامر في سائر الميول البشرية، فلم يودع أي ميل عبثاً في وجود الانسان، بل إنّ كلّ الرغبات والميول خلقت، وفق الحاجات، ولأجل اشباع الحاجات.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
جمعية العميد وقسم التطوير يواصلان إقامة دورة أساسيات التصميم والنشر
|
|
|