قدّم الباحثان الدكتور وسيم عبود عطية والدكتور أحمد بهاء عبد الرزاق من كلية التربية للبنات في جامعة الكوفة، بحثاً ناقشا فيه أسلوب التعامل مع الآخر في فكر الإمام الحسن (عليه السلام). وقدّما البحث بعنوان "أسلوب التعامل مع الآخر في فكر الامام الحسن (عليه السلام) - الرسائل إلى معاوية أنموذجا" عبر مشاركتهما في فعاليات المؤتمر العلمي الموسوم بـ"الحسن والحسين (عليهما السلام) إمامان قاما أو قعدا"، الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وتشرف عليه جامعة العميد وجمعية العميد العلمية والفكرية، ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي الأول. ويُقام أسبوع الإمامة الدولي الأول تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). وتناول الباحثان الرسالة الإسلامية الخاتمة للرسالات السماوية التي جاءت من أجل إقرار المنهج الإلهي في الواقع الإنساني وتحقيق مفاهيمه وقيمه في صور عملية واقعية تترجم فيها الأفكار والنصوص إلى مشاعر وممارسات وارتباطات في واقع الحياة الإنسانية. وبيّن الباحثان، أن رسول الله (صلى الله عليه واله) جسّد الرسالة الاسلامية في اقواله وأفعاله وسيرته فجعل المفاهيم والقيم حقيقة واضحة ليقتدي بها المسلمون والناس جميعًا، ويتوجهوا في مسيرتهم نحو التكامل والسمو والارتقاء، وترك فيهم أئمة وقادة من أهل بيته (عليهم السلام)، ليكونوا قدوة للأجيال في جميع مراحل الحركة الإنسانية. وتابع الباحثان في الورقة البحثية أنّ الإمام الحسن (عليه السلام) كان عنوانًا مضيئًا في حياة الإنسانية، نطق بتطهيره الوحي وبفضائله، ولهج بذكره المسلمون، وهو علم الهدى وقدوة المتقين، عُرِف بالعلم والحكمة والإخلاص والوفاء والصدق والحلم وسائر صفات الكمال في الشخصية الإسلامية. وأشار الباحثان إلى أنّ الإمام (عليه السلام) وقف مساندًا للحق وعاش الأجواء السياسية التي سُلِبت فيها حقوق أهل البيت (عليهم السلام) وضح النهار، ابتداءً من إقصاء أبيه أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عن حقه في خلافة الرسول، والانتهاء بموقف الطلقاء منه في خلافته، ومع كل ذلك كان حريصًا على رفعة الاسلام وسموه متعالياً على جراحاته، جاعلاً مصلحة الاسلام هي العليا في سياسته.

ولفت الباحثان إلى أنّ الإمام الحسن (عليه السلام) انتهج في الرسائل التي بعثها إلى معاوية أسلوب الحجة ونصيحة المسلمين، ورغبة في أن يصلح الله أمرهم ويحقن دمائهم، لأنّ الأئمة (عليهم السلام) لم يطلبوا الخلافة لطموح شخصي أو لطمع ذاتي أو لأي شيء مما يدخل في حاجات النفس الأمارة بالسوء، وإنّما كان الهدف الأساس للإمام (عليه السلام) هو إحياء الحق وإماتة الباطل ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.