ناقش بحث علمي، دور الإمام علي (عليه السلام) في الحفاظ على الهوية الإسلامية، لباحثيَن من جامعة ديالى السيد صباح محمد حسين والسيد فاضل حاتم الموسوي. البحث أُلقِي ضمن فعاليات المؤتمر العلمي الموسوم بـ "الإمام علي (عليه السلام) ميزان الحق"، الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وتشرف عليه جامعة الكفيل وجمعية العميد العلمية والفكرية ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي الأول. ويُقام أسبوع الإمامة الدولي الأول تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). واشتمل البحث على أربعة محاور رئيسة، المحور الأول وُضِّح فيه حاجة المسلم إلى الهوية الإسلامية، أمّا المحور الثاني فقد ذُكِر فيه أهمّ التحديات التي واجهت الهوية الإسلامية منذ خطوتها الأولى في المسيرة التاريخية، وتناول المحور الثالث دور الإمام علي (عليه السلام) في إرساء أسس الهوية الاسلامية والحفاظ عليها من خلال نقطتين، الأولى في ذكر لأهمّ معالم الهوية الاسلامية في فكر الإمام (عليه السلام)، والثانية في بيان الأدوار المهمة التي قام بها الإمام في الحفاظ على الهوية الإسلامية، وتضمّن المحور الرابع دور المرجعية في الحفاظ على الهوية الإسلامية باعتبارها الامتداد الحقيقي للنهج العلوي. وعرض البحث مجموعة من النتائج، هو أنّ مسألة الهوية الاسلامية اليوم اصبحت مسألة إثبات وجود، لذا نلاحظ أنّ كلّ الحركات والأيديولوجيات والديانات التي تكيل العداء للإسلام وجّهت أدواتها للوصول إلى هدف واحد وهو طمس معالم الهوية الإسلامية، وهذا هو هدفهم الأول إلى أنّهم يصطدمون بالحفظ الإلهي الذي وعد الله به. ولفت إلى أنّ للإمام علي (عليه السلام) دورًا كبيرًا في الحفاظ على الهوية الاسلامية من خلال تجسيد النموذج الأسمى للهوية الانسانية والإسلامية، فعندما اعتقد الأعداء أنّه الانموذج الذي انفرد بكل المؤهلات التي تجعله حافظا للنظام والأسس ومعالم الهوية الإسلامية، كرّسوا جهدهم في النيل من هذه الشخصية حتى شرعوا بسبّه عـلى المنابر لقرون عدّة، من جملة الصراعات التي اعقبت وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) هو سلب الحقوق التي تمتع بها أهل البيت (عليهم السلام)، التي من خلالها يمكن تطبيق أحكام الله وبسط الهوية الإسلامية في بقاع الأرض الأخرى من خلال الصفات والمميزات التي امتازت بها الهوية الإسلامية وبما تمتلكه من عناصر القوة والتأثير في الغير. ويشير البحث، ولقد واجه الإمام علي (عليه السلام) مجموعة من التحديات التي تمثل تحديًا للهوية الاسلامية لأنّ الإمام يمثل مثال الهوية الاسلامية الحقة ومن جملة التحديات التي واجهها أنّه تصدّى لكثير من الانحرافات العقدية والتغيير بالأحكام الشرعية وخصوصًا في باب الحدود.

وأكّد أنّ دور المرجعية الدينية تمثل الامتداد الطبيعي للإرث العلوي، فهي تستمد قوتها ونفوذها في قلوب المسلمين من الإرث الرصين فسعت في مسيرتها ونهجها إلى الحفاظ على الهوية الاسلامية بعيدًا عن كل المسميات، فعندما أصدرت موقفها الخالد في مواجهة أعداء الإسلام عصابات داعش لم تنظر إلى المسألة بفئوية وعنصرية، بل كانت تنظر إلى الإسلام ككيان واحد هوية واحدة بعيدًا عن كل الجزئيات لذا نلحظ أنّ الإقبال كان من كل أفراد المجتمع، وقد كان حليفهم النصر لأنّ خروجهم هو من أجل الحفاظ على الهوية الاسلامية دون أي أهداف أخرى.