المعنى اللغوي لسوء النية في تنفيذ العقدالمعنى اللغوي لسوء النية في تنفيذ العقد |
1033
01:56 صباحاً
التاريخ: 2023-07-04
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-5-2016
3627
التاريخ: 1-6-2016
21531
التاريخ: 1-6-2016
13734
التاريخ: 20-6-2018
2164
|
يعد مصطلح سوء النية في تنفيذ العقد مصطلحا مركبا من الناحية اللغوية من اربع كلمات ، ولذا لابد من تشخيص المعنى اللغوي لكل كلمة منهن ، وهي كل من ( سوء ) و (نية) و ( تنفيذ ) و ( عقد ) وعليه سنبين كل واحدة تفصيلا في النقاط الاتية تباعا
اولا معنى سوء لغة
سوء من الفعل سوأ ، وساءه يسوءه سوءا وسُوءا وسواء وسواءة وسواية وسوائية ومساءة ومساية ، فعل به ما يكره ، نقيض سَره ، والاسم السوء بالضم ، وتقول من السوء: استاء فلان في الصنيع ، او ساء ما فعل فلان صنيعاً يسوء اي قبُحَ صنيعه صنيعاً ، وأساء الرجل اساءة خلاف احسن ، واساء اليه نقيض احسن اليه (1)
والسوء بالضم ، وقُرِئَ كما في قوله تعالى (عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (2) ، يعني الهزيمة والشر، ومن فتح ، فهو من المساءة ، وتقول هذا رجل سوء بالإضافة ثم تدخل عليه الألف واللام ، فتقول : هذا رجل السُّوء ، ولا يقال الرجل السوء ، لان السوء ليس بالرجل ، كما لا يقال : هذا رجل السوء بالضم ، واساء اليه نقيض احسن اليه ، والسوأى نقيض الحسني ، قال تعالى في محكم كتابه الكريم (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى)، (3) يعني : النار ، والسوء ( كل آفة ) ومرض اي اسم جامع للآفات والامراض ، وقوله تعالى (وَاضْممْ يَدكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجُ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ أَيَةً أُخْرَى ) (4) وقال جل شأنه (اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ) ، (5) وقال تعالى (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجُ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ أَياتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) (6) وقوله تعالى ( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) (7).
واساءه : افسده ولم يحسن عمله ، واساء فلان الخياطة والعمل ، وفي المثل ( اساء كارة ما عمل ) وذلك لان رجلاً اكرهه اخر على عمل فأساء عمله ، ويقال اساء به ، واساء اليه ، واساء عليه ، واساء له وكل هذه ( ضد احسن ) ، معنى واستعما ل (8) ، ومصداق ذلك قوله تعالى (إن أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبّرُوا مَا عَلَوْا تَتبِيرًا ) (9)
عليه وبعد ان استقرئنا معنى سوء النية لغة وما ورد بشأن ذلك في معاجم اللغة العربية وما ورد من آيات شريفة في القرآن الكريم والتي تصدق على معنى معين من المعاني التي قد يخرج فيها مصطلح ( سوء ) ، ما يهمنا هو المعنى الوارد كنقيض للحسن ، اذ انه هو المقصود في دراستنا حول سوء النية في تنفيذ العقد ، اي ان السوء هو كل ما ورد خلافاً للحسن .
ثانيا - معنى النية لغة
النية لغة ما ينوي الأنسان بقلبه من خير او شر ، والنوى والنية : واحد ، وهي النية. مخففة ، ومعناها القصد ، والنوى : الوجه الذي يقصده ، ونوت الناقة تنوى نيَّاً، اذا كثر نيها(10).
والنية من الفعل نوى ينوي نواة ونية ، ونية الشيء : قصده وعزم عليه (11)، وبالتالي فان النية لغة لا تخرج عن كونها ما يقصده الشخص او ما يعزم على تحقيقه .
ثالثا - معنى تنفيذ لغة
النفاذ : جواز الشيء عن الشيء ، والخلوص منه ، كالنفوذ ، ومخالطة السهم جوف الرمية ، وخروج طرفه من الشق الاخر وسائره فيه ، وانفذ الامر : قضاه ، ويقال طريق نافذ : اي سالك ، والنافذ : الماضي في جميع أموره ، كالنفوذ والنفاذ ، والمطاع من الامر ، كالنفيذ والنفاذ ، قال تعالى (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (12).
واتي ينفذ ما قال ، أي بالمخرج منه ، والمتنفذ السعة ، والنوافذ : كل سَمَّ يوصل الى النفس فرحاً او ترحاً ، وتنافذوا الى القاضي : خلصوا اليه ، فاذا ادلى كل منهم بحجته ، فيقال : تنافذوا بالدال المهملة (13).
وعليه بعد ان تتبعنا المعنى اللغوي للفظ ( تنفيذ ( نخلص في النهاية الى ان المقصود به لغة دخول الشي الى حيز التطبيق .
رابعاً - معنى العقد لغة
عقد : الاعقاد والعقود : جماعة عقد البناء ، اي عقد البناء بالجص يعقد عقدا : الزقة ، والعقد ما عقدت من البناء ، وعقدت الحبل عقداً ونحوه ، فانعقد ، والعقدة موضع العقد من النظام ونحوه، وتعقد السحاب : اذا صار كأنه عقد مضروب مبني ، وعقد اليمين : ان يحلف يميناً لا لغو فيها ولا استثناء فيجب عليه الوفاء بها ، وعقدة كل شيء : ابرامه ، وعقدة النكاح : وجوبهن وعقدة البيع : وجوبه والعقدة : الضيعة ويجمع على عقد ، واعتقدت مالا : جمعته ، وعقد قلبه على شيء : لم ينزع عنه .
واعتقد الشيء : صلب ، واعتقد الاخاء والمودة بينهما ، أي ثبت ، والاعقد من الظباء : الذي في قرنه عقدة ، ورجل اعقد وقد عقد يعقد عقداً اي في لسانه عقدة وغلظ فهو عسير الكلام ،قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ) (14).
والعقد مثل العهد ، عاقدته عقداً مثل عاهدته عهداً ، قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (15) ، وقال جل شأنه (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (16)، وقال (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )(17) ، فالمعاقدة هي المعاهدة وتعاقد القوم فيما بينهم (18) ، وعليه فان ما يخصنا من معاني العقد هو معنى العهد المبرم بين شخصين او اكثر ومما يجدر ذكره هنا ان مصطلح سوء النية في تنفيذ العقد في اللغة العربية يقابله في اللغة الفرنسية (19) (Mauvaise Foi du Execution du Contrat).
____________
1 - ينظر ابن منظور ابي الفضل جمال الدين بن محمد بن مكرم الانصاري الافريقي المصري الخزرجي ، لسان العرب ، المجلد الأول ، بدون ذكر طبعة أو سنة نشر ، دار صادر، بيروت - لبنان ، الفعل (سوأ) ، ص95 وما يليها
2- سورة التوبة ، الآية 98 .
3- سورة الروم ، الآية 10 .
4 - سورة طه ، الآية 21 .
5- سورة القصص ، الآية 32 .
6- سورة النمل ، الآية 12 . 3
7- سورة الاعراف ، الآية 188 .
8- ينظر محمد مرتضى الحسيني الزبيدي، تاج العروس من جواهر القاموس ، الجزء الاول ، من غير ذكر طبعة ، مطبعة حكومة الكويت ، من غير ذكر سنة نشر ، ص 274 .
9- سورة الاسراء ، الآية 7 .
10- ينظر الخليل بن احمد الفراهيدي ، كتاب العين ، الجزء الرابع ، الطبعة الأولى ، دار الكتب العلمية بيروت ، لبنان ، 2003 ، ص 281 .
11- ينظر لويس معلوف، المنجد في اللغة والادب والعلوم ، الطبعة التاسعة عشرة ، المطبعة الكاثوليكية ، بيروت، لبنان ، من غير سنة نشر ، ص 849
12 - سورة الرحمن ، الآية 33 .
13- ينظر مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي، القاموس المحيط ، تحقيق مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة ، اشراف محمد نعيم العرقسوسي ، الطبعة الثامنة ، مؤسسة الرسالة للطبع والنشر والتوزيع ، بيروت- لبنان ، 1426هـ 2005، م، ص .339
14- سورة طه ، الآية 27 .
15- سورة المائدة ، الآية 1 .
16- سورة الاسراء ، الآية 34 .
17- سورة البقرة ، الآية 177
18- ينظر ابو نصر اسماعيل بن حماد الجوهري، الصحاح - تاج اللغة وصحاح العربية ، من غير ذكر طبعة، دار الحديث ، القاهرة مصر ، 2009. ، ص 791 .
19- ينظر معجم القانون الصادر عن مجمع اللغة العربية في جمهورية مصر العربية ، الهيأة العامة لشؤون المطابع الاميرية ، القاهرة - مصر ، 1999، ص .81,78
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|