أكّدت الأستاذة في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة كربلاء الباحثة كريمة نوماس المدني، أنّ الخطابات الإعلامية الدينية حققت دورًا فاعلاً في استجابة الجماهير لفتوى الدفاع المقدسة. وجاء ذلك عبر مشاركتها في مؤتمر فتاوى الدفاع المقدسة العلمي الدولي الرابع، الذي تقيمه العتبة العباسية، في بحث حمل عنوان "استراتيجيات الخطاب الإعلامي في خطب الجمعة - قراءة تداويه". وقالت المدني أنّ "البحث يدور حول ماهية الخطاب الإعلامي ولماذا حققت الخطابات الإعلامية الدينية دورًا فاعلاً في استجابة الجماهير لفتوى الدفاع المقدسة في خطبة الجمعة، سواء كانت من مؤسسات الدولة، أو الشعب بشكل عام، إلى جانب الأنماط الاستراتيجية في توجيه أبناء الشعب للدفاع عن بلدهم ضد الهجمات الإرهابية أو، محاربة بعض العادات والتقاليد الاجتماعية السيئة". وأضافت "تضمن البحث الاستراتيجية التضامنية التي كانت حاضرة بقوة في الخطابات الإعلامية الدينية التي أكّد فيها المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارف)، على أهمية تضامن أبناء الشعب سواء كانوا من القوات المسلحة، أو من أبناء العشائر في الدفاع عن بلدهم ضد الهجمات الإرهابية". وبيّنت، أنّ المحور المهم الآخر في البحث هو الاستراتيجية الإقناعية التي تعتبر أيضًا من الاستراتيجيات الفعالة في الخطب الإعلامية السياسية لدى السيد السيستاني، كونها تمثلت باستجابة المتلقي والحثّ على التضامن والتماسك بين أبناء البلد لرد المخاطر، مؤكدة أنّ خطب الفتوى والجهاد لم تكن آنية، وإنما استمر خلودها إلى الوقت الحاضر، وهذا دليل على مدى أهميتها وعظمتها واستمراريها في إقامة هذه المهرجانات. وأوضحت، أنّ مهرجان الفتوى يمثل أهم المهرجانات التي تقيمها العتبة العباسية المقدسة، كونه يستضيف الكثير من الشخصيات وعوائل الشهداء، ويشهد إقامة البحوث والمؤتمرات والورش التي تدور فكرتها وموضوعها على أهمية الدفاع عن هذا البلد، لافتةً إلى أنّ العتبات المقدسة لعبت الدور الأهم في تلك الحقبة، لما بذلته من جهود طاقات فضلا عن الدعم اللوجستي، كذلك عقد المؤتمرات واستضافة الباحثين وتكريم عوائل الشهداء.

وشددت على أن البحث أشار إلى ضرورة أن تُؤخَذ الخطابات الإعلامية الدينية بنظر الاعتبار سواء كانت على مستوى مؤسسات الدولة، أو على مستوى أبناء البلد لأسباب عدّة منها، هذه الخطابات هادفة سواء كانت تخص موضوعات سياسية كبرى في البلد، أو موضوعات عسكرية، أو اجتماعية من خلال الحثّ على سلك الطريق السليم والعادل في مختلف الجوانب".