أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-06
1277
التاريخ: 2024-10-23
150
التاريخ: 2023-11-07
2328
التاريخ: 2024-06-05
603
|
مع أن تيه وتحيّر بني إسرائيل في صحراء سيناء لأربعين سنة كان عقابا لهم على تفلتهم من الأمر: {ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: 21] وتمردهم عليه حيث قالوا: {وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} [المائدة: 22]، إلا أن العقوبات الإلهية في الوقت الذي تتخذ فيه طابع المجازاة والتأديب، فهي تنطوي على مصالح وملاحظات تربوية أيضاً.. المنطلق فإنه من الممكن لتحير بني إسرائيل لأربعين عاماً أن يستبطن حكمة ما أيضاً ألا انقراض الجيل الغابر؛ ذلك الجيل الذي أشربت في قلوبهم العقائد الوثنية وخصلة عبادة الأصنام: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 93] إلى الحد الذي دفعهم - بعد النجاة من براثن فرعون وانفلاق البحر لهم والخلاص من أمواجه إلى سؤال موسى (عليه السلام) أن يجعل لهم إلهاً كالذي لعبدة الأوثان: {قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} [الأعراف: 138]، ذلك الجيل الذي جردهم الاستكبار والاستضعاف الفرعوني من الغيرة والشهامة حتى جعلهم يواجهون طلب موسى (عليه السلام) القاضي بالدخول بشجاعة إلى القرية وبعد أن بيّن لهم اثنان أصحاب موسى (عليه السلام) الأوفياء والمؤمنين (يوشع وكاليب) سبيل الغلبة والظفر - يواجهونه بكل وقاحة وقلة أدب بالقول: {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة:24] أَي إِنهم جهة أبدوا من مخالفتهم الصريحة الوقحة لطلب موسى (عليه السلام) من خلال كلمتي {لن} و{ أبدا}، ومن جهة أخرى ومن خلال عبارة: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة:24] فقد لجأوا إلى السخرية بموسى (عليه السلام) وبالوعود الإلهية التي بينها لهم.
هذا النشء الذي ألف - من الناحية العقائدية الشعائر المشؤومة للوثنية وأنس - من الناحية الاجتماعية والكرامة الوطنية - الذل والهوان والذي تلطخت أيدي جماعة منه بدماء أنبياء الله (عليهم السلام)، وخلاصة الأمر هذا النشء الذي تجرد من العقل والقلب السليم وتعذر علاجه كان لابد من فنائه ونشوء جيل جديد يتربى على العقائد الحقة والمكارم الرفيعة كالرجولة والشهامة وذلك لكي يكون لائقاً بأرض مقدسة وبلاد مباركة كفلسطين (1).
على هذا الأساس فقد تشرد بنو إسرائيل في الصحراء لأربعين عاماً حتى انقرض الجيل السابق المستعصي على الهداية وتربى من أبنائهم تدريجياً نشء جديد وثوري تمكنوا من الوقوف على أقدامهم والتأسيس لحكومة إلهية للأنبياء اللاحقين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الكافي، ج 2، ص 307؛ وبحار الأنوار، ج 69، ص 29.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|