أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-07
986
التاريخ: 2023-05-21
1109
التاريخ: 2023-05-18
875
التاريخ: 2023-05-20
876
|
من الناحية الأسطورية، فقد كان اليونانيون القدماء يَرونَ في نشاطات بركان «إتنا» في صقلية أنها من عمل هيفايستوس Hephaistos إله النار، الذي كان يصنع بضربات مطرقته فوق السندان بين الدخان والشرر تحت الأرض أسلحة الآلهة وهو الإله الذي سَمَّاه الرومان فولكيان، وفضَّلوا له سكنى باطن أرض هييرا Hiera، والتي أصبحت حاليا فولكانو الحالية في جزر إيوليين الإيطالية، ومنها اشتق اسم فولكان أو البركان، منذ نهاية العصور الوسطى، وقد كان قبل ذلك يُدعى البركان باسم «إتنا» أو «هييرا».11
ومن الناحية العقلانية، فقد حاول أرسطو أن يُفسر سبب تشكل الحمات بأنها ناجمة عن الحرارة الشديدة داخل الأرض، وسبب عملية الاحتراق هو ملوحتها، وهذا يعني أنَّ أرسطو لم يُدرك السبب الحقيقي للحرارة الأرضية، ويُدلّل على ذلك لدى مزج الماء العذب بالرماد المتبقي عن عملية حرق الخشب فهو يُصبح مالحًا. وقد تختلف طعوم المياه الحارة حسب العناصر المختلفة من مكان لآخر التي تمتزج بمياه الحمات أو بسبب كميات الحرارة. قال أرسطو: «مياه الحمَّات تكون حارة متى احترقت حرارة شديدة للأرض، تنبع تلك المياه منها حتى تجعلها بمنزلة الرماد؛ ولهذه العلة نجد تلك المياه بسبب قوة الحرارة التي تطبخها حارةً بالفعل، وبسبب احتراق الجزء المحترق من الأرض بها تكون مالحة.12 ويدل على ذلك دلالةً عظيمة ما يظهر لنا خارجًا، وهو أنه متى ألقينا في بعض القدور ماءً باردًا، وأسخنا ذلك الماء بالنار، صار حارا بالفعل، ومتى خالطنا بماء عذب رمادًا يصير ذلك الماء مالحًا. وأما سائر الطعوم المختلفة التي تستفيدها مياه الحمَّات في مواضع مختلفة فالسبب منها إما اختلاف أجزاء الأرض التي تنطبخ وتختلط، وإما اختلاف مقادير الحرارة [التي] تطبخُ تلك الأرض، فأما التي تحدث بسبب اختلاف مقادير الحرارة فبمنزلة الكبريتية والبورقية أو الشبيَّة إذا أحالت طعوم المياه إلى طبيعتها. وأما التي تحدث بسبب اختلاف مقادير الحرارة، فمثل أنه متى كانت الحرارة معتدلة كانت المياه حارَّةً عذبة، ومتى كانت ضعيفةً كانت المياه حَارَّةً مالحة.» 13
ويذكر لنا ابن الحائك الهمداني رأي أرسطو في كيفية صنع أشعة الشمس للمعادن؛ حيث إنها تؤثّر على الرطوبات في الأرض وتفككها فتتحول إلى عدة أنواع من الأبخرة، كل نوع يقوم بدور في الطبيعة، ما يبقى محتبسًا في الأرض هو الذي يتحول إلى معدن. هذا الرأي سيتبناه الكثير من العلماء العرب والمسلمين فيما بعد.
قال أرسطو: «فإذا عملت حرارة الشمس في رطوبات الأرض وحللتها ارتفع منها ألوان البخارات لأنه يرتفع من كل برّ وبحرٍ وأرض وجسمٍ من الأجسام حيوان أو موات البخارات، فيظهر بعضها ويبطن بعضها، فيكون فيما ظهر من تلك البخارات – وكان رطبا ثقيلا – المطر في أوقاته، وما تكاثف منها الضباب والغمام، ومِمَّا كان حارا يابسا الرياح، ويطون مما بطن من الأرض من تلك البخارات الجواهر المعدنية، على قدر قوى تلك الارضين.»14
_________________________________
هوامش
11 الدنيا، محمد ميثولوجيا البراكين، مجلة المعرفة، السنة 31، العدد 343، وزارة الثقافة، دمشق، 1992م، ص146.
12- حتى هنا ورد تماما عند المفيدوروس في (شرح الآثار العلوية لأرسطو).
13- بدوي، عبد الرحمن، شروح على أرسطو مفقودة في اليونانية ورسائل أخرى)، ص113.
14- الهمداني، الحسن بن أحمد كتاب الجوهرتين العتيقتين المائعتين من الصفراء والبيضاء (الذهب والفضة)، ص 83.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|