المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تصوير دعائي حركي لشخص
29-12-2021
محمد بن عبد النبي بن عبد الصانع الإخباري.
14-7-2016
الوحدات الكهرستاتية (electrostatic units (e.s.u
13-1-2019
الدعوة إلى التحلي بصفات حميدة
25-10-2020
العدد الكمي الداخلي inner quantum number
4-6-2020
Reflectors: Newtonian reflectors
21-8-2020


مقاومة الغرائز وتباين الطبائع والواجبات  
  
1256   02:14 صباحاً   التاريخ: 2023-05-11
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص373 ــ 375
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

إن الإنسان الذي يرغب في ان يكون إنساناً حقيقياً يرتقي مدارج الكمال المعنوي، عليه أن يصمم على مقاومة قدرة الغرائز بكل ما اوتي من قوة، ليصون نفسه من الوقوع في الخطايا والمعاصي .

روي عن امير المؤمنين علي (عليه السلام) أنه قال: النفس مجبولة على سوء الأدب والعبد مأمور بملازمة حسن الأدب والنفس تجري بطبعها في ميدان المخالفة والعبد يجهد بردها عن سوء المطالبة فمتى أطلق عنانها فهو شريك في فسادها ومن أعان نفسه في هوى نفسه فقد أشرك نفسه في قتل نفسه(1).

إن رغبة التعدي وإلحاق الأذى بالآخرين إرضاءً للغريزة وهوى النفس، هي من الرغبات الفطرية التي يختزنها كل إنسان في ذاته وأعماقه، لكن هذه الرغبة التي هي أشبه ما تكون بالحالة النفسية ، تكون شديدة عند البعض وخفيفة عند البعض الآخر .

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : إن هذه الطبائع متباينة وخيرها أبعدها من الشر(2).

تحديد الرغبات :

ينبغي على الشباب الذين يودون التحلي بخير الصفات وأفضل الأخلاق ، وتحقيق شخصية تكون جديرة بالاحترام والاهتمام ، أن يعملوا على تحجيم وتحديد رغباتهم وميولهم ، والانعتاق من قيد العبودية لهوى النفس .

السعي وراء الحرية:

روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : إقصر نفسك عما يضرها من قبل أن تفارقك، وأسع في فكاكها كما تسعى في طلب معيشتك، فإن نفسك رهين بعملك(3).

إن ما يميز بين الإنسان والحيوان هو أن الحيوان يطيع غرائزه وينقاد خلف شهواته، بينما الإنسان العاقل يطيع عقله وينقاد لما فيه مصلحته ، يحقق رغباته الحسنة والمفيدة ويهمل ما هو ضار منها ، لأن الإنسان الذي تقوده غرائزه كالحيوان دون أن يلتفت لما فيه خيره وصلاحه ، يكون بمنزلة الحيوان .

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): من لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهيمة(4).

صعوبة المجاهدة:

إن التغلب على الغرائز ومجاهدة النفس عمل في غاية الصعوبة ، ولطالما أكد أئمة أهل البيت (عليهم السلام) على أهمية مجاهدة النفس الأمارة والصراع ضد الرغبات الشاذة ، معتبرين ذلك من أفضل الجهاد .

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : إن أفضل الجهاد مجاهدة الرجل نفسه(5).

__________________________

(1) مستدرك الوسائل ج2، ص270.

(2) غرر الحكم، ص220.

(3) مستدرك الوسائل ج2 ، ص 310.

(4) تحف العقول ، ص 99.

(5) غرر الحكم، ص 220. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.