مفهوم الانتقال من الكُمُون الحراري إلى الحرارة الكامنة عند ابن سينا (القرن 5هـ/11م) |
1092
02:00 صباحاً
التاريخ: 2023-05-04
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-07
980
التاريخ: 2023-05-08
906
التاريخ: 2023-05-22
740
التاريخ: 2023-05-20
899
|
تناول ابن سينا نظَرِيَّة الكمون بالنقد والاعتراض عليها، مؤيدًا بذلك ما ذهب إليه أرسطو؛ وذلك لأنَّ أصحابها – من الناحية الحرارية – يقولون بأنَّه لا استحالة في الكيف وفي الصورة معا؛ أي إن الماء لا يسخُن في جوهره، وإنما فشَت فيه أجزاء نارية داخلية، وما يُعتقد أن قد برد تكون قد فشت فيه أجزاء جسدية. 36
ويرد ابن سينا على أصحاب الكُمُون، الذين يعتبرون الحرارة شيئًا ماديا، فلو أنَّ الحرارة كانت كامنة في جسم ما، ووضع بجواره جسم آخر بارد فإنَّ الحرارة ستنتقل من الجسم الأول إلى الثاني مسببة برودة الأول؛ نظرًا لوجود تفاوت في الحرارة بينهما، لكن هذا لن يحدث إذن لا يوجد حرارة كامنة في الجسم. 37
ويرى ابن سينا أنَّ الأصل في عنصر الحرارة أن يبقى ساكنا كامنًا في مركز الجسم، ولا يكون تحرُّكه عرضيًّا عندما تُطبق عليه حرارة من مصدر خارجي «يجب أن تعلم أنَّ الحرارات ليست بسالكة عن المركز؛ لأنَّ الحرارة غير متحركة اللهم إلا بالعَرَض؛ لكونها في جسم متحرك ككون إنسان ساكن في سفينة متحركة.»38
كذلك لدى احتكاك جسم بجسمٍ آخر، فلا يُمكننا القول بأنه تُوجد نار قد انفصلت من الحال ودخلت في المحكوك أو العكس. دليل ذلك بأنه ولا واحد منهما يبرد بانفصالهما فيسخن الآخر بنفوذها فيه، بل إنهما يسخُنان ظاهرا وباطنا. 39
أما الاستدلال على حدوث السخونة عند الحركة العنيفة، فهو يَدلُّ على خطأ مذهبهم؛ لأنَّ ذلك يحدث دون حدوثِ نار غريبة خارجية يُمكن نفوذها في التسخين، فإذا كان لدينا وعاءان أحدهما من النحاس والآخر من الخزف، فإنَّ الحرارة لو كانت نتيجةً لنفوذ النار وانتشارها في الماء، لوجب أن يسخن الماء الذي في قدر الخزف قبل الماء الذي في قدر النحاس؛ وذلك لقدرته على النفوذ في الأول أكثر من الثاني إلا أنَّ الأمر ليس كذلك.40
أخيرًا، يصل ابن سينا إلى رأيه النهائي بأنَّ الكُمُون ليس له معنى البتة؛ لأنَّ الجسم يكون باردًا في جميع أجزائه الداخلية والظاهرية، ثم يسخن في جميعها، ولو كانت هناك النار كامنة في جزء منه، ثم ظهَرَت في جزء آخر، لكانت الحرارة موجودة في ذلك الجزء ثم انتقلت عنه ونزلت في ذلك الجزء مثل البرودة التي كانت موجودة في الجزء المنتقل إليه، وليس الأمر كذلك، وإنما السبب في ذلك هو التحوُّل وليس الكمون ولا المخالطة مع شيء من الخارج.41
___________________________
هوامش
36- ابن سينا الإشارات والتنبيهات، ص 309.
37- ابن سينا، الشفاء، ص 135.
38- ابن سينا مجموع رسائل ابن سينا، ص 28.
39- ابن سينا، النجاة، ص 183.
40- ابن سينا الإشارات والتنبيهات، ص311-310.
41- ابن سينا النجاة، ص 183.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|