أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-15
1768
التاريخ: 2023-06-05
1118
التاريخ: 2023-05-08
1008
التاريخ: 2023-04-22
1197
|
قلنا إن السلطان «سليم» ولى حكومة مصر «خير بك» الذي كان «الغوري» و«طومان باي» في تسليم حلب. فتُوفَّي «خير بك» سنة 928هـ، ودفن في جامعه المعروف باسمه في شارع «درب الوزير» وبعد وفاته لهجت الألسنة بذمه لعظم استبداده. وولى السلطان «سليمان» مكانه «مصطفى باشا» وبعد تسعة أشهر و25 يومًا أبدل «بأحمد باشا» وكان عدوا للصدر الأعظم «إبراهيم باشا» فدس الصدر سنة 930هـ إلى أمراء المماليك في القاهرة أن يقتلوه، فعلم بالدسيسة، فقبض على الكتب الواردة بذلك قبل أن تصل إلى أصحابها ثم استدعاهم وأعلنهم أنها أوامر جلالة السلطان بقتلهم، ولم يطلعهم عليها، فأبوا الإذعان، إلا أن إباءهم لم يمنع قتلهم. ولما تأكد «أحمد باشا» أنه صار في مأمن من المقاومين صرح باستقلاله، وأمر أن يُخطب له، وأن تضرب النقود باسمه، وهو أول من طمع باستقلال من ولاة مصر في عهد الدولة العثمانية، ولكنه بالغ بالعسف فاختلس ممتلكات البعض وحبس البعض فثارت الأفكار عليه حتى أصبحت حياته في خطر. وبينما هو ذات، يوم في الحمام فاجأه أميران من أمرائه كان قد أمر بسجنهما وهم: «جهم الحمزاوي» و «محمد بك» فكسرا باب السجن وخرجا رافعين العلم الشاهاني يستنصران الناس حتى أتيا، الحمام فعلم الباشا بذلك، ففر من السطح، والتجأ إلى أحد مشائخ عربان الشرقية واسمه «ابن بقر» فتعقبه أعداؤه حتى أدركوه وقطعوا رأسه على باب زويلة ثم نقل إلى الآستانة سنة 931هـ. فأرسل السلطان عوضًا عنه «قاسم باشا». وفي نيته تقصير مدة هؤلاء الولاة لئلا يثور في خواطرهم حب الاستقلال. فبعد تسعة أشهر و14 يومًا استبدله بإبراهيم باشا وكان نشيطا، محبًّا للإصلاح والنظام إلا أن قصر مدته لم تمكنه من إتمام ما كان شارعًا فيه، فعزل وأُقيم بدلا منه «سليمان باشا» سنة ،933، وكان السلطان راضيا عن سُميه هذا، فأبقاه في الولاية تسع سنوات و11 شهرا. وفي سنة 941هـ، استقدمه إلى الآستانة، ليسلمه قيادة حملة أعدها لمحاربة الفرس والهند. وقد أقام في أثناء حكمه بنايات كثيرة من جملتها جامع سارية في القلعة، وناب عنه في غيابه «خسرو باشا نحو سنة وعشرة أشهر فعاد «سليمان باشا» إلى مصر، وبقي عليها بعد ذلك نحو سنة وخمسة أشهر. وفي سنة 945هـ، عهدت باشوية مصر إلى داود باشا فبقي عليها 11 سنة و8 أشهر. وكان رجلا مستقيما كريم الخلق، محبًّا للعلماء، آخذا بناصرهم، كلفا بالمطالعة وعلى نوع خاص مطالعة الكتب العربية، فجمع منها عددًا وافرًا واستنسخ كل ما ظفر به من الكتب غير المطبوعة، فجمع مكتبة جميلة جدًّا. وكان الأهلون في مدة حكمه في بحبوحة السعادة والأمن، وتُوفِّي في القاهرة سنة 956هـ، فتولى مكانه علي باشا وهذا رمم وبنى عدة بنايات عمومية في «القاهرة» وفي «فوة» و«رشيد واقتدى به غيره من بكوات «مصر»، فجعلوا يشيدون الجوامع، منها الجامع الذي ابتناه «عيسى بك» في ديروط». وكان علي باشا محبوبا، مكرما عند المصريين بمنزلة الأب، لكنه على ذلك لم يحكم إلا أربع سنوات وستة أشهر. ففي سنة 961هـ، تولى باشوية «مصر» محمد باشا وكان الناس يبغضونه، فلم يحكم إلا ثلاث سنوات. ولما زاد التشكي منه عُزل واستقدم إلى الآستانة للمحاكمة فحكم عليه بالقتل سنة 963هـ. وبعد «محمد باشا» تولى «إسكندر باشا فحكم ثلاث سنوات وثلاثة أشهر ونصف. وفي سنة 968هـ، تولى «علي باشا» الخادم، وبعد 17 شهرًا خلفه «مصطفى باشا» (الثاني) في سنة 969هـ ثم في سنة 971هـ، تولى «علي باشا الصوفي سنتين وثلاثة أشهر، وكان «علي الصوفي» قبلا حاكمًا في «بغداد»، مشهورًا فيها باعوجاج الأحكام والخيانة. فلما تولى «مصر»، كثرت فيها السرقات والتعديات، حتى غصَّت القاهرة باللصوص واخترقت طائفة منهم المدينة حتى الجامع الأبيض. فاضطرت الحكومة أن تقيم سورًا من قنطرة الحاجب إلى هذا الجامع منعًا لمثل ذلك. وفي شوال سنة 973هـ، أبدل «علي باشا الصوفي» بـ «محمود باشا»، وهو آخر من تولى مصر في أيام السلطان «سليمان» فجاء الآستانة بموكب عظيم، فأهدي إليه في أثناء مروره من الإسكندرية إلى القاهرة، هدايا عظيمة. فلما وصل القاهرة، لاقاه الأمير «محمد بن عمر» متولي الصعيد على قارب فيه جميع أنواع الهدايا وخمسون ألف دينار. فأخذ الباشا الهدايا منه بخنقه حال خروجه من مجلسه، وأمر أيضًا بخنق القاضي «يوسف العبادي»؛ لأ؛ لأنه لم يأتِ لملاقاته، ولم يهده شيئًا. واستمر على هذه المظالم حتى قتل معظم أعيان القاهرة، فكان لا يمر إلا ومعه الشوباصي رئيس الجلادين» فإذا أمر بأحد، وأراد قتله، أشار بيده إلى الشوباصي، فيعمد حالا إلى ذلك التعس ويقتله بأسرع من لمح البصر.، وفي 3 رجب سنة 974هـ، تُوفِّي الأمير «إبراهيم» الدفتردار. وكان أميرا للحج، فاستولى «محمود باشا» على ما ترك من المال والمماليك، والجواري وحمله ذلك مئة ألف دينار ضمها إلى المال الذي يرسل إلى الآستانة سنويًّا، ويعين منها هدايا ثمينة للسلطان ووزرائه، استجلابًا لخواطرهم. لكنه لم ينتفع من ذلك قبل أن قتل في يوم الأربعاء غاية جمادى الأولى سنة 975هـ وهو مار في موكبه الاعتيادي بين البساتين، ولم تقف الحكومة على القاتل، فاتهمت اثنين من الفلاحين وقتلتهما ظلمًا لأنهما وُجدا بقرب مكان القتل. وكان السلطان سليمان» قد تُوفي قبل ذلك بسنة (974) وسنه 74 سنة، ومدة رجب حكمه 48 سنة فتولى بعده ابنه «سليم شاه» (الثاني).
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|