أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-22
![]()
التاريخ: 20-10-2014
![]()
التاريخ: 2024-11-07
![]()
التاريخ: 20-10-2014
![]() |
المفعول معه: اعلم : أن الفعل إنما يعمل في هذا الباب في المفعول بتوسط الواو(1) والواو هي التي دلت على معنى مع» لأنها لا تكون في العطف بمعنى (مع» وهي ها هنا لا التي. تكون إذا عمل الفعل فيما بعدها إلا بمعنى «مع»، ألزمت ذلك، ولو كانت عاملة كان حقها أن تخفض. فلما لم تكن من الحروف التي تعمل في الأسماء ولا في الأفعال وكانت تدخل على الأسماء والأفعال وصل الفعل إلى ما بعدها فعمل فيه. وكان ذلك أنها في العطف لا تمنع الفعل الذي قبلها أن يعمل فيما بعدها / 230 فاستجازوا في هذا الباب إعمال الفعل ما بعدها في الأسماء وإن لم يكن قبلها ما يعطف عليه وذلك قولهم: ما صنعت ،وأباك ولو تركت الناقة وفصيلها لرضعها .
قال سيبويه : إنما أردت ما صنعت مع أبيك، ولو تركت الناقة فصيلها والفصيل مفعول معه والأب كذلك، والواو لم تغير المعنى. ولكنها تعمل في الاسم ما قبلها ومثل ذلك: ما زلت وزيداً، أي: ما زلت بزيد حتى فعل، فهو مفعول به (2) ، فقد عمل ما قبل الواو، فيما بعدها والمعنى معنى الباء، ومعنى «مع» أيضاً يصلح في هذه المسألة. لأن الباء يقرب معناها من معنى ومع (3) إذ كانت الباء معناها الملاصقة للشيء ومعنى (مع) | المصاحبة ومن ذلك : ما زلت أسير والنيل واستوى الماء والخشبة أي مع الخشبة وبالخشبة وجاء البرد والطيالسة، أي مع الطيالسة، وأنشد سيبويه : وكُونُوا أَنتُم ونني أبيكُمْ مَكَانَ الكليتين من الطحال (4) وَبَني
وقال كعيب بن جعيل :
فكان وإِيَّاهَا كَحَرانَ لَمْ يُفِقْ عن الماء إذ لاقاه حتى تقددا(5)
قال : وإن قلت: ما صنعت أنت وأبوك جاز لكل الرفع والنصب، لأنك أن تقول: ما صنعت وأبوك، فتعطف أكدت التاء التي هي . اسمك بأنت. وقبيح على التاء وإنما قبح لأنك قد بنيتها مع الفعل وأسكنت لها ما كان في الفعل متحركاً، وهو لام الفعل، فإذا عطفت عليها فكأنك عطفت على الفعل وهو على قبحه يجوز، وكذلك لو قلت اذهب وأخوك كان قبيحاً حتى تقول: أنت لأنه قبيح أن تعطف على المرفوع المضمر.
فقد ذلك استقباحهم العطف على المضمرات الاسم ليس بمعطوف على ما قبله في قولهم : ما صنعت وأباك. ومما يدلك على أن هذا الباب كان حقه خفض المفعول بحرف جر، أنك تجد الأفعال التي لا تتعدى والأفعال التي قد تعدت إلى مفعولاتها / 232 جميعاً، فاستوفت ما لها تتعدى إليه فتقول: استوى الماء والخشبة وجاء البرد والطيالسة، فلولا توسط الواو وإنها في معنى حرف الجر، لم يجز، ولكن الحرف لما كان غير عامل عمل الفعل فيما بعدها ولا يجوز التقديم للمفعول في هذا الباب لا تقول والخشبة استوى الماء، لأن الواو أصلها أن تكون للعطف وحق المعطوف أن يكون بعد العطف عليه كما أن حق الصفة أن تكون بعد الموصوف وقد أخرجت الواو في هذا الباب عن حدها ومن شأنهم إذا أخرجوا الشيء عن حده الذي كان له الزموه حالاً واحدة وسنفرد فصلاً في هذا الكتاب لذكر التقديم والتأخير وما يحسن منه ويجوز وما يقبح ولا يجوز إن شاء الله (6). وهذا الباب، والباب الذي قبله أعني بابي المفعول له والمفعول معه، كان حقهما أن لا يفارقهما حرف الجر، ولكنه حذف فيهما ولم يجريا / 233 مجرى الظروف في التصرف في الإعراب وفي إقامتها مقام الفاعل، فيدلك ترك العرب لذلك، أنهما بابان وضعا في (7) غير موضعهما وأن ذلك اتساع منهم فيهما، لأن المفعولات التي تقدم ذكرها وجدناها كلها تقدم وتؤخر، وتقام مقام الفاعل وتبتدأ، ويخبر عنها، إلا أشياء منها مخصوصة. وقد تقدم تبييننا إياها في مواضعها . ويفرق بين هذا الباب والباب الذي قبله أن باب المفعول له إذا قلت : جئتك طلب الخير، إن في جئتك» دليلاً على أن ذلك لشيء. وإذا قلت: ما صنعت وأباك، فليس في «صنعت» دليل على أن ذلك مع شيء لأن لكل فاعل غرضاً له فعل ذلك الفعل، وليس لكل فاعل مصاحب لا بد منه، ولا يجوز حذف الواو في ما صنعت وأباك، كما جاز حذف اللام في قولك: فعلت ذاك حذار الشر، تريد الحذار الشر، لأن حذف اللام لا يلبس، وحذف / 234 الواو يلبس. ألا ترى أنك لو قلت ما صنعت أباك صار الأب مفعولاً به.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا مذهب سيبويه انظر الكتاب 105/1
(2) الكتاب جـ 150/1 قال: وما زلت أسير والنيل أي مع النيل، واستوى الماء والخشبة، أي بالخشبة، وجاء البرد والطيالسة، أي: مع الطيالسة.
(3) تكون الباء بمعنى (مع) وهي التي يقال لها باء المصاحبة، نحو: دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به واشترى الدار بالاتها قبل ولا تكون بهذا المعنى إلا مستقراً أي: كالنين بالكفر وكائنة بالاتها، والظاهر لا مانع من كونها لغواً، ومن ذلك قوله تعالى : واهبط بسلام مناعم، أي إنزل مع سلام والفرق بينها وبين الإلصاق، أن الإلصاق يستلزم
المصاحبة من غير عكس وانظر: شرح التصريح 12/2، وتحفة الإخوان 16 .
(4) من شواهد سيبويه 150/1 على أرجحية النصب على المعية، لأن العطف حسن من جهة اللفظ وفيه تكلف من جهة المعنى، لأن المراد : كونوا لبني أبيكم، فالمخاطبون هم المأمورون، فإذا عطفت كان التقدير: كونوا لبي أبيكم وليكن بنو أبيكم لكم، وذلك خلاف المقصود قال العيني قوله وبنى أبيكم أراد بهم الإخوة والمعنى: كونوا أنتم مع إخوتكم متوافقين متصلين اتصال بعضكم بعض كاتصال الكليتين وقربها من
الطحال .
وأراد الشاعر بهذا الحث على الائتلاف والتقارب في المذهب. وضرب لهم مثلاً بقرب الكليتين من الطحال. ولم ينسب هذا البيت لقائل معين .
وانظر مجالس ثعلب ، 25 ، وشرح السيرافي ،79/2 ، والمفصل للزمخشري 56، وابن يعيش 48/2، والعيني 102/3.
(5) من شواهد الكتاب 150/1 ، على قوله : «إياها» والمعنى. فكان معها، يقول: كان غرضاً إليها فلما لقيها قتله الحب سروراً بها فكان كالحران وهو الشديد العطش أمكنه الماء وهو بآخر رمق، فلم يفق عنه حتى انقد بطنه، أي: انشق، يقال: قددت الأديمإذا شققته وهذا مثل .
(6) سوف يذكر هذا الباب في أول الجزء الثاني من هذا الكتاب، وهو باب التقديم
والتأخير 71/3 من الأصل.
(7) أضفت كلمة «في» لأن المعنى يقتضيها.
|
|
هل يمكن أن تكون الطماطم مفتاح الوقاية من السرطان؟
|
|
|
|
|
اكتشاف عرائس"غريبة" عمرها 2400 عام على قمة هرم بالسلفادور
|
|
|
|
|
رئيس هيأة التربية والتعليم يطَّلع على سير الأعمال في المبنى الجديد لجامعة العميد
|
|
|