المدونات وصحافة المواطن

انتشرت المدونات الإلكترونية بشكل ملحوظ وملفت للنظر على شبكة الإنترنت, واتخذ التدوين الإلكتروني خطا مميزا له بين المواقع الإلكترونية, ويقول الدكتور هشام عطية عبد المقصود: "وفي هذا السياق يرى الباحثون أن المدونات أعادت تنشيط المجال السياسي ودعم مشاركة المواطنين؛ نتيجة كونها تنمو بمعدلات مؤثرة، وتتيح قدرات تفاعلية عبر الروابط والنصوص الفائقة والإحالات لمختلف المصادر. كما وجد الباحثون أن المدونات السياسية ترتبط ببعضها بصورة مكثفة, تعيد دمج مجموعات منفصلة متنوعة التوجهات في سياق أوسع، مما يجعل منها مجالا عاما؛ ولذلك فهي من خلال مواصفات هيكلية في بنيتها تكون مجالا عاما مثاليا من حيث سهولة التصميم وانتشار برامجها, ومن حيث محدودية التكلفة وسهولة التشغيل وتضمين التعليقات والروابط وملفات الصوت والفيديو والنصوص، وكل ذلك يتم في دقائق معدودة، كما أنها تمنح فرصا متساوية في التواجد والمشاركة، وتتسع لتشمل الجميع".

ويرى الدكتور مصطفى عباس صادق أن صحافة المدونات الإلكترونية هي صحافة الإنترنت, وبالحديث عن التدوين العربي يرى أن المدونات العربية هي صحافة المواطن العادي، ويقول: تمر صحافة الإنترنت مع التطور التكنولوجي الذي بات يعرفه عالم الإنترنت، بالإضافة إلى التطور الملحوظ أيضا في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال بالمرحلة أو الموجة الثالثة التي نعيشها الآن، تلك التي تتميز أساسا باستعمالها للوسائط المتعددة الاتصال Multi Media كما تتميز صحافة الإنترنت التي تشتهر تحت اسم المدونات أنها من تحرير مواطنين عاديين بالدرجة الأولى، ثم من طرف صحافيين يحاولون استغلال فضاء الحرية المطلق للتعبير عن آرائهم التي تواجه في الغالب بمقص الرقيب في الدول العربية، الأمر الذي أدى بالعديد من التجارب الصحافية في الإنترنت لأن تصبح صحافة المواطن.

فصحافة الإنترنت أو صحافة المواطن المتمثلة بالمدونات هي الصحافة التي ستخلف الصحافة الورقية صاحبة الجلالة، وهي الصحافة الجديدة الوافدة، كما يراها ياسر بكر في كتابه الإعلام البديل بالقول: تشير الدلائل كلها وأغلب الدراسات المتخصصة إلى أن الصحافة الورقية في طريقها لتحتل مكانها في متحف التاريخ، شأن كل الأشياء الجميلة التي أسعدت البشرية وبانتهاء دورها انسحبت في جلال لتمنح الفرصة لوافد جديد قادر على العطاء واسعاد "الإنسان".