دخل الأمير فيصل مؤتمر فرساي في الأسبوع الأول من شهر شباط عام 1919 وطرح على المؤتمرين قضية الوطن العربي فلعل صوته مطالباً بحقوق العرب ولقد أجمع المؤتمرين بصورة عامة على نجاح دور فيصل في المؤتمر المذكور وأعجبوا أيما اعجاب بفكره النير وعدم تعصبه لرأيه ومرونته في القضايا السياسية والنقاشات التي كانت تحصل بينه وبين باقي أعضاء المؤتمر يسمع من هذا ويرد على ذاك ويناقش رجال الصحافة بروح من الرضى السيايس الذي تولد نتيجة لتربيته الوطنية وايمانه المطلق بالقضية العربية التي دافع عنها بكل ضرورة ولقد وصف السير Robert Langsing سكرتير الرئيس الأمريكي ولسن الملك فيصل بهذه السطور عندما التقى به في مؤتمر فرساي ان قوامه النحيف وجسمه المنتصب الذي يبدو كأنه أطول مما هو عليه وعباءته السوداء الفضفاضة وعقاله المذهب وكوفيته المطرزة المدلاة على كتفيه من تحت العقال كل ذلك زاد من وقاره والذي ينظر الى محياه حيث لم تفارقه أبداً ابتسامته الساحرة يؤمن بأنه أمام رجل قد أضاءته الطبيعة ليكون زعيماً وأنه أهل لتلك الزعامة ) .