أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2016
2458
التاريخ: 11-10-2016
1250
التاريخ:
1077
التاريخ: 11-10-2016
1212
|
يميز المجتمع الهندي القديم صفتان: الروح الطبقية من الوجهة الاجتماعية، ومذهب الحلول من الوجهة الدينية.
آ ـ أما فيما يتصل بالروح الطبقية، فقد كان المجتمع الهندي مقسماً إلى طبقات وراثية Castes كل طبقة منها مستقلة عن الاخرى تمام الاستقلال، ولا يجوز الارتقاء من احداها إلى الأخرى، بل لا يجوز التزاوج فيما بينها. وهكذا كانت تعين رتبة المرء الاجتماعية ويحدد مصيره في الحياة، بحكم ولادته ونسبه، لا بإرادته واختياره. مما نشأ عنه نكران مطلق للاستقلال الفردي، واهمال للمواهب الشخصية والميول، وتعذر ارتقاء الفرد إلى رتبة فوق رتبته، مهما يبذل من جهد ويظهر من تفوق. أما هذه الطبقات التي ينقسم اليها المجتمع الهندي فأربع:
1 - طبقة البراهمانيين او الكهان ، ومنها يظهر المعلمون والمشرعون .
2- طبقة الكشاتريا Kshatrias او طبقة المحاربين
3- طبقة الفايزا Vaisyas او طبقة الصناع
4- طبقة السودرا Sudras أو طبقة العبيد.
ب - وكانت الافكار الدينية تزيد هذا الضيق، وتحد بدورها من نشاط الفتى الهندي: فالله حاضر في كل مكان، وهو يبدو في ظواهر الارض والسماء، في الشمس وفي الكواكب، في قمم الهملايا ووديان الغانج. وهو يتوغل في كل شيء.، وما الاشياء المحسوسة إلا الغطاء الحائل الزائل للذات الباقية. لذا كان هدف الهندي الأسمى وغاية كل تربية جديدة عنده ان يقتل المرء فكره وارادته في التأمل الصوفي، وان يخضع ميوله وشهواته، ويخلع كل فكرة أرضية. كيما يتحد بالذات الالهية، وينحل في مبدأ كل مبدأ.. أضف إلى هذا ان الديانة الهندية لا تقرر خلود الروح وحسب، بل تقول بتناسخ الارواح وتؤمن بالتقمص. وترى ان الروح تنتقل بين اجساد عديدة، كل منها يتعلق بنوع الحياة التي سبقت، وجميعها عرضة للشرور والآلام التي تمتلئ بها حياة الفانين. لذا كانت كل حياة فردية شراً، من الوجهة الفلسفية والدينية والخلقية، وكان المثل الاعلى لدى الهندي ان يفر من مثل هذه الآلام، وان ينهي عملية التقمص هذه بأن يفني روحه الفردية في روح العالم الكلية. ويكون هذا عن طريق الفناء في (النرفانا Nirvana (التي تعني الانطفاء، وكثيراً ما تعني الطمأنينة التامة والحكمة والخير.
النتائج التربوية: ومن هنا نستطيع أن نقدر ما يمكن أن تكون عليه التربية تحت وطأة هذين القيدين الاجتماعي والديني. فعلى حين نرى في مجتمعاتنا الحديثة ان المثل الاعلى هو تحرير الفرد إلى أكبر حد ممكن، وتكوين الشخصية الانسانية الحرة الواعية لذاتها، كان الكهان الهنود يجهدون في ان يقتلوا كل حرية فردية وكل استعداد فردي بما يلقنونه من مذاهب التقشف والعزوف عن الحياة وازدرائها. وهكذا كان الانسان يولد عبداً مضاعفاً: عبداً بفعل طبقته التي كانت تفرض عليه البقاء على ما كان عليه آباؤه واجداده، وعبداً بفعل هذه الصلة الصوفية بينه وبين الذات الالهية التي كانت تمتص كل نشاط فعلي ولا تبقى للكائنات البشرية إلا رواء خادعاً واهياً.
الاصلاح البوذي:
ولم يعمل الاصلاح البوذي - الذي ظهر في قلب البراهمية حوالي القرن السادس قبل الميلاد - على تغيير هذه الحال تغييراً محسوساً، فبوذا قال ايضاً بأن سبب الشر هو الاهواء البشرية، فما على الانسان إذا اراد الوصول إلى الطمأنينة الروحية إلا أن يتخلى عن ذاته ويفنى عن شخصه. وفي وسعنا ان نطلع على هذا الطابع المميز للفكر الهندي عن طريق تلك المحاورة التقليدية التي يقال انها جرت بين بوذا وبورنا Purna، أحد اتباعه، حول رحلة اراد ان يقوم بها هذا الاخير في بلاد المتوحشين ليعلمهم ديانة بوذا الجديدة. واليك نصها: يقول بوذا: أنهم أناس مندفعون، معروفون بالفظاظة والغيظ والسفه. فماذا ترى ان هم توجهوا اليك بأقوال فظة خبيثة، وصبوا جام غضبهم عليك؟ إذا توجهوا إلي بأقوال فظة طائشة اقول في نفسي: ان هؤلاء الاناس الذين يسلقونني بالأقوال السيئة، ولا يضربونني بأيديهم ولا يرجموني بالحجارة مع ذلك، أناس طيبون ولا شك. ولكن هب أنهم ضربوك بأيديهم ورجموك بالحجارة فماذا ترى؟ اقول في نفسي: ان هؤلاء الذين يضربوني بأيديهم ويرجموني بالحجارة ولا يضربوني بالعصا أو بالسيف، أناس طيبون وديعون. وإذا ضربوك بالعصا وبالسيف فما عساك فاعل؟ أقول: ان هؤلاء الذين يضربوني بالعصا وبالسيف ولا يحرموني الحياة تماماً، هم أناس طيبون وديعون. وإذا حرموك الحياة تماماً. أقول: ان هؤلاء الذين ينقذوني من الحياة ومن آلامها، ومن الجسد المليء بالأدران، أناس طيبون وديعون. - حسن! حسن یا بورنا! يحق لك ان تسكن بلاد هؤلاء المتوحشين. اذهب يا بورنا: لقد نجوت فنج، ولقد ملكت الصبر والعزاء فعز غيرك. أما وقد وصلت إلى النرفانا الكاملة فاعمل على ان تبلغها غيرك.
نظام التربية المطبقة:
لا تعرف الشيء الواضح عن انواع النظم التربوية التي كان الهنود يمارسونها. وكل ما نعلمه ان البراهمانيين او الكهان كانوا القائمين وحدهم على أمور التربية. اما المرأة، التي كانت مرتبطة بالرجل ارتباطاً مطلقاً، فقد كانت محرومة من أية ثقافة. وأما الفتيان، فيبدو انه وجدت لهم مدارس ابتدائية في جميع العصور. وكانت هذه المدارس تقوم في قلب الريف، تحت ظل الاشجار، او تحت الاروقة في ايام المطر. وكانت التمارين على الكتابة تجري في العهود الاولى بالخط على الرمل بوساطة القضبان، ثم على سعاف النخل بوساطة قضبان من الحديد، واخيراً على اوراق البلاتان اليابسة بوساطة المداد. وكانت النظم تبيح العقاب الجسدي، وكان المعلمون يستخدمون- عدا، العصا - بعض الوسائل الأخرى المبتكرة - كأن يصبوا الماء البارد على المتعلم. أما الدراسات العالية فكانت وقفاً على طبقة الكهان الذين كانوا يدرسون، قبل العصر المسيحي بكثير، الخطابة والمنطق والفلك والرياضيات.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|