أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2020
22781
التاريخ: 2023-04-05
2250
التاريخ: 18-4-2020
1766
التاريخ: 2023-04-01
884
|
أحرف العلة
هناك حروف لا يمكن تصنيفها مع أي من فئة الصوامت أو الصوائت وهي في علم اللغة تشبه إلى حد ما تلك الحيوانات البرمائية التي توصف في علم الحياة بانها كانت تمثل المرحلة الانتقالية بين حياة الكائنات الحية في البحر، وحياتها على اليابسة كما في ولد يلد ألد، فهي قريبة الشبه بالصوائت من حيث موضع النطق وبالصوامت من حيث ضيق ممر الهواء
المزفور.
وليست الحدود واضحة دائماً بين الصوامت والصوائت، فعندما يمد المرء الحرف الصائت المنضم أو نقترب بمقدمة اللسان تدريجياً نحو الحنك الصلب يصبح الاحتكاك الناشيء عن مرور الهواء مسموعاً، وبذلك ينتقل المرء من حرف صائت إلى حرف صامت احتكاكي كما هي الحال في مطلع أداة النداء «يا» وبالطريقة ذاتها نحصل على الصوت الاحتكاكي الواو في
كلمة : وارث، وعلى الصوت المغلق الانسدادي المسدود في كلمة آخرة . ولا ندري لماذا استبعد علماء اللغة العربية المحدثون الألف القطعية من بين أنصاف الصوامت هذه وهي التي تمثل جميع مستوياتها المضمومة والمكسورة والمفتوحة، كما هي مسجلة في أبجدية رأس شمرا أم الأبجديات القديمة والحديثة على السواء، إلا إذا كان ذلك بسبب تأثرهم بعلم اللسانيات اللاتيني وما يتفرع عنه في الغرب الأوربي والأمريكي تحديداً دون تمحيص أو تدقيق .
39
فالقدماء قالوا : إذا تحركت الألف أصبحت «همزة» وهي التي سموها بالألف القطعية تمييزاً لها عن ألف الوصل التي تمثل مستوى من مستوى الحركات الصائتة القصيرة بينما هذه الألف القطعية تمثل مستوى من المدود الصائتة الطويلة وان اختلفت كل منهما عن أخواتها والانتقال إلى موقع آخر من مواقع الحروف التي يعتمد عليها بناء الكلمة اعتماده على الحروف الصحاح .
وفي التعريف الصوتي الحديث أنه عند نطق الألف القطعية تسد فتحة الحنجرة في طريق هواء الرئة المزفور عند نطق الألف المدية على مستوى الوترين الصوتيين وذلك بانطباقهما انطباقاً تاماً بحيث لا للهواء يسمح المزفور بالمرور من الحنجرة، ثم ينفرج الحبلان الصوتيان مما يحدث انفجاراً ويحد كما يلي: الألف صوت نصف صامت انسدادي حنجري ويبقى وسط اللسان محايداً عن نطقها كما هو الوضع بالنسبة لألف المد والتغير الوحيد هو حالة الحبلين الصوتيين التي تغيرت من حالة الاهتزاز عند نطق الألف المدية إلى حالة الانغلاق عند نطق الألف القطعية .
وعند نطق الواو يكون اللسان تقريباً في موضع نطق الضمة أي أن الجزء الخلفي من اللسان يكون لدى النطق به قريباً من الحنك اللين، إلا أن الفجوة بين اللسان والحنك في حال نطق نصف الصامت هذا تكون أضيق منها في حال النطق بالضمة، فيسمع للواو نوع ضعيف من الحفيف يجعلها أشبه بالأصوات الاحتكاكية، بالإضافة إلى أن انتاج الصائت يمتد في الزمن لفترة تطول على مدة انتاج نصف الصامت، ويحد إذن كما يلي: الواو نصف صامت لهوي مجهور مدور. وعند نطق الياء يكون اللسان تقريباً في موضع نطق الكسرة أي أن الجزء الأمامي من اللسان يكون قريباً من الحنك الصلب، إلا أن الفجوة
٤٠
بين اللسان والحنك حين النطق بنصف الصامت هذا تكون أضيق منها في حال النطق بالصائت فيسمع للياء نوع من الاحتكاك الضعيف يجعلها أقرب إلى الأصوات الاحتكاكية بالإضافة إلى أن الفارق بين الصائت ونصف الصامت يكمن كذلك في المدة التي تكون أطول لدى انتاج الصائت ويحد كما يلي :
الياء نصف صامت حنكي مجهور منفرج .
وهكذا نجد انه إذا كانت الألف الصائتة . المنطلقة مع هواء الرئة إلى خارج الفم دون عائق وهي الصوت الطبيعي الناتج بحكم الضرورة فإن الألف القطعية الموصوفة بأنها أم الحروف هي التي صادفت إغلاقاً محكماً على مستوى الحنجرة التي تعد العضو الأول والأهم في انتاج الحروف والحال أيضاً بالنسبة للواو والياء نصف الصامتين اللذين صادفا احتكاكاً في أحد مواضع النطق .
والإعلال الذي نقصده هنا هو التغيير الذي يطرأ على هذه الحروف الثلاثة المتحركة، بالحركات الأربع المعروفة في لغتنا العربية وهي الفتحة والكسرة والضمة والسكون والحالة الشديدة من الاعلال حين تكون ساكنة لذلك سموها في مثل هذه الحال بالأحرف اللينة، ولأن الأصوات حين تتجاور داخل الكلام يؤثر بعضها في بعض، فإذا تحركت هذه الحروف، وسبقت بحركة غير مناسبة، فإن تغييراً يلحق بها، ويحولها من حرف إلى آخر، بعكس الحروف الصحاح التي تثبت في جميع تصاريف الكلمة إلا في حالات نادرة سموها الابدال.
ويقول ابن جني: ان هذه الحروف لما تحركت قويت بالحركة فلحقت بالحروف الصحاح، وهي تقوم بدور الأصوات الصامتة، وتقع موقعها في التركيب الصوتي للغة العربية ولد يلد ألد ووصف يصف أصف وأنها مثلها
٤١
قادرة على التفريق بين المعاني ولكنها تظل دونها من حيث الصلابة والثبات. وأول ما كتب السريان الحروف الصامتة، وأهملوا كأشقائهم الساميين كتابة الحروف المدية الألف والواو والياء، التي كانت عندهم حروفا صامتة مثل الباء والجيم والتاء رغم المميزات التي تختص بها كأحرف علة. وإذا كان الإعلال هو تغيير الحرف بقلب أو حذف أو تسكين، فهو لضرورة صوتية نتجت عن اجتماع الحروف الثلاثة غيرها في الكلمة الواحدة، وكما إن الضرورة هي التي ألجأتنا إلى تحريكها بحركة غير مناسبة، فكذلك الضرورة هي التي ألجأتنا إلى قلبها أو حذفها أو تسكينها .
٤٢
|
|
للتخلص من الإمساك.. فاكهة واحدة لها مفعول سحري
|
|
|
|
|
العلماء ينجحون لأول مرة في إنشاء حبل شوكي بشري وظيفي في المختبر
|
|
|
|
|
أهالي قضاء بلدروز يحيون ذكرى ولادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) في الرحاب الطاهرة لمرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام)
|
|
|