المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

وجوب قضاء الصوم على الحائض.
22-1-2016
النواة
17-12-2015
عشية اليوم التاسع
3-9-2017
معنى كلمة حبس
9-12-2015
محمد بن علي بن محمد بن علوان
8-8-2016
نقاط التركيز Focus Point
13-12-2021


عمرو بن قميئة  
  
6450   11:43 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص114-116
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015 21963
التاريخ: 11-3-2016 2727
التاريخ: 24-06-2015 3606
التاريخ: 2-3-2018 2116

- هو عمرو بن قميئة بن ذريح بن سعد بن مالك أحد بني ضبيعة بن قيس بن ثعلبة من بني بكر بن وائل، ثم هو ابن أخي المرقّش الاكبر، وعم المرقش الاصغر، وعم والد طرفة بن العبد.
يَتُم عمرو من أبيه صغيرا فكفله عمّه مرثد بن سعد. وكان عمرو جميلا مديد القامة وافر الشعر فأحبته امرأة عمه. فلما أبى عليها ما تريد أرادت أن تنتقم منه فزعمت لزوجها أن عمرا ابتغاها. وخاف عمرو سطوة عمه فهرب إلى الحيرة، ولجأ إلى المنذر بن ماء السماء (514-554 م)، ثم جعل ينظم الشعر في مدح عمه والتبرّي مما نسبته امرأة عمه اليه. ورضي عمه عنه فعاد هو إلى قومه.
وكان عمرو بن قميئة في خدمة حجر بن الحارث (والد امرئ القيس)، فلمّا أراد امرؤ القيس أن يذهب إلى بلاد الروم اصطحبه. ولمّا قال امرؤ القيس:
بكى صاحبي لما رأى الدرب (1) دونه... وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا
كان يعني عمرو بن قميئة. ولعلّ لبكاء عمرو ما يبرّره: كان عمرو يومذاك في نحو التسعين من عمره، ولم يكن له مأرب شخصي من هذه الرحلة البعيدة في بلاد الروم. وتوفّي عمرو بن قميئة في أثناء هذه الرحلة، نحو عام 84 ق. ه‍. (538 م)، فسماه العرب عمرا الضائع (2).
- عمرو بن قميئة شاعر فحل، ولكنه مقلّ، وقد عده ابن سلاّم في الطبقة الثامنة من الشعراء الجاهليين. ويكثر في شعره مدح عمه مرثد والاعتذار اليه. وله أيضا شيء من الفخر وشيء من الحكمة والغزل.
- المختار من شعره:
-قال عمرو بن قميئة يذكر فعل الدهر في قواه:
رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى... فكيف بمن يرمى وليس برام (3)
وأهلكني تأميل ما لست مدركا... وتأميل عام بعد ذاك وعام (4)
إذا ما رآني الناس قالوا: أ لم تكن... جليدا حديث السن غير كهام (5)
فلو أنني أرمي بنبل رميتها... ولكنّني أرمي بغير سهام
على الراحتين مرة وعلى العصا... أنوء ثلاثا بعدهن قيامي
كأنّي وقد جاوزت تسعين حجّة... خلعت بها عنّي عذار لجامي (6)
ومن جيد شعره في جارته (زوجته) وفراقها له:
أرى جارتي خفّت، وخفّ نصيحها... وحبّ بها! لو لا الهوى وطموحها (7)
فبيني على نجم سنيح نحوسه... وأشأم طير الزاجرين سنيحها (8)
فإن تشغبي، فالشغب منك سجيّة... إذا شيمتي لم يؤت منها سجيحها (9)
أقارض أقواما فأوفي بقرضهم... وعفّ إذا أردى النفوس شحيحها (10)
وقال في أثناء سفره مع امرئ القيس، لما وصل إلى ساتيدما (شمال سورية، في آسية الصغرى) يذكر بنته (بنت عمرو) ويقصد نفسه:
قد سألتني بنت عمرو عن ال‍ ...أرض التي تنكر أعلامها (11)
لمّا رأت ساتيدما استعبرت... للّه درّ-اليوم-من لامها (12)
تذكّرت أرضا بها أهلها... أخوالها فيها وأعمامها
واختار له أبو تمام في «ديوان الحماسة» أربعة أبيات هي:
يا لهف نفسي على الشباب ولم... أفقد به-إذ فقدتّه-أمما (13)
إذ أسحب الريط والمروط إلى... أدنى تجاري وأنفض اللمما (14)
لا تغبط المرء أن يقال له... أمسى فلان لسنّه حكما (15)
ان سرّه طول عمره، فلقد... أضحى على الوجه طول ما سلما (16)
________________________________________
1) الدرب: ممر بيلان (بين سورية وآسية الصغرى).
2) في الاعلام للزركلي (5:255): ولد عمرو بن قميئة عام 180 ق. ه‍. (448 م) وتوفي 85 ق. ه‍. (540 م).
3) بنات الدهر: أحداثه، خطوبه ومصائبه. ليس برام: ليس من شأنه أن يرمي، عاجز عن الرماية.
4) تأميل ما ليست مدركا: الخلود (؟).
5) الجليد: الصبور على الاحداث. كهام: (السيف) كليل، لا يقطع؛ عاجز.
6) مرت الأعوام التسعين بسرعة (بمقدار ما يخلع الانسان اللجام من رأس دابته).
7) خفت (ارتحلت مسرعة) وارتحل أيضا الذي نصح لها بالرحيل (؟). وما كان أحبها عندي، لو لا ميلها مع الهوى ولو لا بعد ما ترمي اليه.
8) بيني: فارقي، ارتحلي. على نجم سنيح نحوسه: نحسه مبارك عندي (مع أن فراق الزوجين أمر مكروه في العادة، فان الشاعر يرى فيه خيرا له وبركة عليه). الزاجر: الذي ينظر إلى طيران الطيور ليعلم أسنيح (مبارك) طيرانها على ما ينوي فعله أم بارح (نحس). -يقول: إذا سنح الطير ودل على رجوعك إلي، فان ذلك سيكون نحسا علي.
9) من عادتك المشاغبة؛ ومن أخلاقي السجيحة (اللينة، الكريمة) أنه لم يؤت أحد منها (لم أوذه).
10) أنا عفيف بينما شح الكثيرين (طمعهم وحرصهم) يردي (يهلك) نفوسهم.
11) الاعلام جمع علم (بفتح ففتح): الجبل. تنكر أعلامها: استغربت مناظر البلاد.
12) استعبر: بكى. للّه در من لامها اليوم (على هذه الرحلة): لقد نصحني فلم اسمع منه.
13) أمم: قريب؛ قليل؛ يسير.
14) الريطة: ثوب من قطعة واحدة. المرط (بكسر الميم): ثوب من حرير. تجار جمع تاجر: (هنا) بائع الخمر. اللمم جمع لمة (بكسر اللام): الشعر المجاور لشحمة الاذن. أسحب الريط. . . وأنفض اللمم (أحرك رأسي حركة ترد شعري إلى مكانه) كناية عن الزهو والاعتزاز.
15) أمسى لتقدمه في السن سيدا حاكما أو حكما (يؤخذ رأيه في الأمور).
16) أضحى على وجهه علامات تدل على تقدمه في السن (وشيخوخته وعجزه).
 
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.