المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

السيد تاج الدين أبو الفضل محمد الحسيني
30-1-2018
Uses of Acrolein
29-8-2017
زياد بن الأسود النجار
5-9-2017
LINE SPECTRA
8-3-2016
الموقع وشرايين النقل
21-2-2022
عمرو بن أبي المقدام
11-9-2016


أمية بن أبي الصلت  
  
5677   09:21 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص216-219
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015 2767
التاريخ: 21-06-2015 1909
التاريخ: 29-06-2015 1941
التاريخ: 30-12-2015 3663

هو أميّة بن أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عوف من ثقيف من بكر بن هوازن، وأمه رقيّة بنت عبد شمس بن عبد مناف.
كان أمية تاجرا من أهل الطائف ينتقل بتجارته بين الشام واليمن.
ومال أمية من أول أمره إلى التحنّف: هجر عبادة الاوثان وترك شرب الخمر واعتقد بوجود اللّه من غير أن يكون له فروض معينة في العبادة. وكاد أمية أن يسلم لما جاء الاسلام، ولكنّ موقف قومه ثقيف من الاسلام أملى عليه العداء للرسول وللمسلمين، فكان يحرّض على قتال الرسول. ولما انتصر المسلمون على مشركي مكة في غزوة بدر، في رمضان من سنة 2 للهجرة (624 م)، رثى أمية الذين قتلوا من المشركين في تلك الغزوة. ويبدو أن أمية توفّي في السنة السابعة أو الثامنة للهجرة (629 م)، قبل فتح الطائف (1).
ضاع القسم الأوفر من شعر أميّة، ولم يثبت له على القطع سوى قصيدته في رثاء قتلى بدر من المشركين. وكان أميّة يحكي في شعره قصص الأنبياء على ما جاء في التوراة ويذكر اللّه والحشر ويأتي بالألفاظ والتعابير على غير مألوف العرب، ولذلك كان اللغويّون لا يحتجّون بشعره. وشعره كثير التكلّف ضعيف البناء قليل الرونق قلق الالفاظ. أما أغراضه في شعره الباقي بين أيدينا-صحيحا ومنحولا-فهي المدح والهجاء والرثاء وشيء من الحكمة وكثير من الزهد والتزهيد ومن الكلام في اللّه والآخرة.
-المختار من شعره:
قال أمية بن أبي الصلت يمدح عبد اللّه بن جدعان:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني... حياؤك؟ إن شيمتك الحياء
وعلمك بالامور وأنت قرم... لك الحسب المهذّب والسّناء
كريم لا يغيّره صباح... عن الخلق السنيّ ولا مساء
إذا أثنى عليك المرء يوما...  كفاه من تعرّضه الحياء
تباري الريح مكرمة ومجدا... إذا ما الكلب أحجره الشتاء
فهل تخفى السماء على بصير... وهل بالشمس طالعة خفاء
وقال يرثي قتلى معركة بدر (2 ه‍-624 م) من المشركين:
ألاّ بكيت على الكرا... م بني الكرام أولي الممادح (2)
كم بين بدر والعقنقل... من مرازبة جحاجح (3)
شمطٌ وشبّانٌ بها... ليلٌ مغاويرٌ وحاوح (4)
أولا ترون كما أرى... وقد استبان لكلّ لامح
أن قد تغيّر وجه مكة... فهي موحشة الأباطح
من كل بطريق لبطريق... نقيّ الوجه واضح (5)
القائلين الآمرين الفا...علين لكل صالح
خذلتهم فئة وهم... يحمون عورات الفضائح
الضاربين التقدميّة... بالمهنّدة الصفائح
ولقد عناني صوتهم... من بين مستسق وصائح
للّه درّ بني عليّ... أيّم منهم وناكح (6)
إن لم يغيروا غارة... شعواء تحجر كلّ نابح (7)
بالمقربات المبعدات... الطامحات مع الطوامح (8)
واشتهر أمية بن أبي الصلت بقصائده التي يذكر فيها اللّه والآخرة مما عرفه من الخرافات الوثنية ومن التوراة والانجيل. وكثير مما ينسب إلى أمية بن أبي الصلت في هذا الباب ضعيف النسج لا رونق له:
مجّدوا اللّه فهو للمجد أهل... ربّنا في السماء أمسى كبيرا
ذلك المنشئ الحجارة والمو... تى، وأحياهم وكان قديرا
بالبناء الأعلى الذي سبق النا... س وسوّى فوق السماء سريرا
شرجعا لا يناله بصر النا... س ترى دونه الملائك سورا
خلق النخل مصعدات تراها... تقصف اليابسات والمخضورا
وأسودا عواديا وفيولا... وسباعا والنمل والخنزيرا
ومما ينسب اليه من الشعر في الآخرة:
وسيق المجرمون وهم عراة... إلى ذات المقامع والنكال
فنادوا ويلها ويلا طويلا... وعجّوا في سلاسلها الطوال
فليسوا ميّتين فيستريحوا... وكلّهم بحرّ النار صال
وحل المتّقون بدار صدق... وعيش ناعم تحت الظلال
لهم ما يشتهون وما تمنّوا... من الأفراح فيها والكمال
_______________________
1) في الاعلام للزركلي (1:364): توفي أمية 5 ق. ه‍-616 م.
2) ألا: هلا (للحض على البكاء).
3) المرازبة جمع مرزبان: الفارس الحاكم في المملكة الفارسية (دلالة على علو مقامه).
4) المغوار: الشديد الهجمة على العدو. الوحواح: الحديد النفس القوي. البهلول (بضم الباء): السيد.
 
5) البطريق: القائد في الجيش الرومي. واضح: أبيض.
6) ما أحسن المحاربين من بني علي. الايم: الذي ماتت امرأته. الناكح: المتزوج. -يقصد جميع بني علي.
7) الشعواء: الشديدة. تحجر كل نابح: تدفع كل كلب إلى الاختباء في حجره (بيته).
8) المقربات (بضم الميم وفتح الراء): الخيل التي تربط قريبة من صاحبها مهيأة للقتال. المبعدات (بكسر العين): التي تستطيع الاغارة إلى مكان بعيد. الطامح: الطامع، البعيد الغاية.




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.