أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-12-2016
1907
التاريخ: 25-9-2016
2052
التاريخ: 13-7-2017
1727
التاريخ: 2024-07-15
482
|
كما أشرت، فإن نيوتن وجاليليو، ومعاصريهما، نظروا إلى القوانين بوصفها أفكارًا في عقل الخالق، وأن الصيغ الرياضية الأنيقة هي تجسيد للخطة المنطقية الإلهية التي يسير الكون وفقًا لها قليل من علماء اليوم هم من قد يصفون قوانين الطبيعة بمثل هذه الكلمات الغريبة. ومع ذلك يبقى التساؤل الخاص بماهية هذه القوانين ولماذا تتخذ الشكل الذي هي عليه، وكيف، في غير ضوء فكرة التدبير الإلهي، يمكن تفسيرها؟
من الناحية التاريخية شُبهت قوانين الطبيعة بالقانون المدني، الذي نشأ كوسيلة لتنظيم المجتمع الإنساني. يعود مفهوم القانون المدني إلى وقت استقرار أول المجتمعات، حين ظهر احتياج لنوع من السلطة للحيلولة دون الاضطراب المجتمعي. وبشكل تقليدي كان القائد المستبد يصوغ مجموعة من القواعد ثم يجبر العامة على الانصياع لها. وبما أن القواعد التي تناسب شخصًا قد لا تلائم، آخر اعتاد الحكام الالتجاء إلى السلطة الإلهية لتدعيم سلطاتهم. قد يكون إله مدينة ما ليس إلا تمثالاً حجريًا موضوعًا بميدان المدينة، ويعين أحد الكهنة من أجل تأويل أوامر هذا الإله. إن فكرة التحول إلى سلطة عليا غير مادية كنوع من التأييد للقوانين المدنية موجودة في الوصايا العشر والتوراة لدى اليهود. واستمرت بقايا هذه الفكرة حتى العصر الحديث على صورة مفهوم الحق الإلهي الذي يحكم بموجبه الملوك.
أيضًا تم الالتجاء إلى القوى العليا الخفية بغرض دعم قوانين الطبيعة. في القرن الرابع قبل الميلاد وصف الفيلسوف الرواقي كليانثيز «الطبيعة الشاملة التي تقود كل شيء وفق القانون.»6 ربما تبدى نظام الطبيعة في أوضح صوره في السماء، نطاق الآلهة الأساسي. وفي الحقيقة، فإن مصطلح علم الفلك، astronomy بالإنجليزية، يعني «قانون النجوم». في القرن الأول قبل الميلاد أشار الشاعر الروماني لوكريتيوس إلى الطريقة التي تطلب بها الطبيعة «من كل شيء أن ينصاع للقانون الذي يحكم خلقه.» 7 في القرن الأول الميلادي عبر ماركوس مانيليوس بوضوح عن مصدر النظام في الطبيعة حين كتب: «لقد أخضع الله الكون بأكمله للقانون» 8 كان هذا هو المبدأ الذي يعتنقه بإخلاص أتباع الديانات التوحيدية: أن الله هو الخالق وواضع القوانين، وهو الذي نظم الطبيعة وفق أغراضه الإلهية. ومن هذا المنطلق كتب عالم اللاهوت أوجستين: «إن المسلك المعتاد الذي تسلكه الطبيعة في الخلق بأكمله له قوانين طبيعية محددة. 9
بحلول القرن الثالث عشر كان علماء اللاهوت وطلاب العلم في أوروبا، أمثال روجر بيكون، قد وصلوا إلى نتيجة مفادها أن قوانين الطبيعة لها أساس رياضي، وهي الفكرة التي تعود جذورها إلى فيثاغورث. صارت جامعة أكسفورد وجهة لطلاب العلم الذين طبقوا الفلسفة الرياضية على دراسة الطبيعة. من أولئك الذين يطلق عليهم «حاسبو أكسفورد توماس برادواردین، الذي صار رئيس أساقفة كانتربيري. ينسب لبراد واردين أول عمل علمي يعلن عن قانون رياضي فيزيائي عام بالمفهوم الحديث. في ظل هذه الخلفية ليس من المستغرب إذن أنه حين ظهر العلم الحديث في أوروبا المسيحية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، كان من الطبيعي للعلماء الأوائل أن يؤمنوا بأن القوانين التي كانوا يكتشفونها في السماء والأرض كانت محض تجسيدات لخطة العمل الإلهية المثالية.
هوامش
(6) See, for example, John W. Carroll, Laws of Nature (New York: Cambridge University Press, 1994); and Alan Padgett, “The Roots of the Western Concept of ‘Laws of Nature’: From the Greeks to Newton,” Perspectives on Science and Christian Faith, vol. 55, no. 3 (December 2003), p. 212.
(7) Lucretius, De rerum natura, edited by M. F. Smith (Indianapolis: Hackett Publishing, 2001), p. 138.
(8) Marcus Manilius, Astronomica, translated by G. P. Goold (Cambridge, MA: Harvard University Press, 1977), p. 121.
(9) Augustine, The Literal Meaning of Genesis, vol. 2, translated by J. H. Taylor (New York: Paulist Press, 1983), p. 92.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|