نظّمت العتبةُ العباسية احتفالها المركزيّ السنوي بمناسبة ذكرى ولادة الأقمار الشعبانيّة، الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس والإمام السجاد (عليهم السلام)، والذي يستمرّ لثلاثة أيّام. وحضر الاحتفال الذي أُقِيم في الباحة المُطِلّة على بوّابة قبلة مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، الأمينُ العامّ للعتبة العبّاسية المقدّسة السيّد مصطفى مرتضى ضياء الدين، ومدير مكتب متولّيها الشرعي الدكتور أفضل الشامي ومحافظ كربلاء المهندس نصيف جاسم الخطابي، وعددٌ من مسؤولي العتبة المقدسة ورؤساء أقسامها ومنتسبيها، فضلاً عن وفودٍ وشخصيّات مثّلت جهاتٍ عديدة، إضافةً إلى جمعٍ غفير من الزائرين. استُهِلّ الاحتفال بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم تلاها قارئ العتبة العباسية السيد حيدر جلوخان، أعقبتها كلمةُ الأمانة العامّة للعتبة العباسية المقدّسة ألقاها بالنيابة رئيسُ قسم الشؤون الدينية فيها الشيخ صلاح الكربلائي، وابتدأها بتقديم التهاني للحاضرين وللأمّة الإسلاميّة بحلول ذكرى الولادات الشعبانية المباركة، وأوضح فيها أن "من المناسب أن يكون الكلام في مثل هذه الأيام المباركة وبالأثر المحفوظ عن أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، وخصوصاً الإمام الصادق(عليه السلام) بقوله: (شيعتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا)، والإشارة في هذا المقام بأن مراسيم الحزن كانت وما تزال وتدوم على مستوى من الإحياء، نظنّ أنه مقبول عند الله تعالى وبأنها مناسبة وملائمة، ولكن في نفس الوقت لو أردنا أن ننظر إلى ثقافة الفرح ولياقته وما نزاوله في المناسبات، فهو لحدّ الآن لم يبلغ إلى ما أراد الإمام (عليه السلام)، وكلّ أمرٍ إذا لم يكن بالمستوى المطلوب والتوازن يكون فيه خلل، لأن المبتغى من التوجّه إلى كلّ ما نزاوله من شعائر بأن نعبر محطّة الدنيا حتّى نلقى الله تعالى بوجهٍ كريم، وهي نوع من التوسّل إلى الله فالطرق إليه كثيرة". وأضاف "الأئمة الأطهار (عليهم السلام) رسموا لنا طريقاً، ومن ذلك أن نزاول ونتثقّف ونثقّف ونربّي أبناءنا على أن نفرح لفرحهم، وهذا أظنّ لم يبلغ المستوى المطلوب". وأكّد الشيخ الكربلائي أن "محبّي أهل البيت (عليهم السلام) في كلّ العالم الإسلامي، ينظرون إلى كربلاء المقدّسة ما تزاول؟ وما هي الممارسات والأنشطة؟ وكلّ الأنشطة المفرحة أو المحزنة فيها"، داعياً "المؤسّسات ومنظّمات المجتمع المدني والحوزات العلمية والمفكّرين والمثقفين وأرباب العوائل، إلى إحياء ثقافة الفرح مثلما أراد أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)". وفي ختام كلمته شدّد الكربلائي على "أهمية تربية القلب والشعور النفسي، بأن هناك مناسبة مميزة وإيجاد البديل الحقيقي عن الصور المستوردة للاحتفال، لتعميق ممارسة شعائر الفرح في مناسبات أهل البيت (عليهم السلام)، والتأكيد على أن يكون التعبير يحفظ الحلال والحرام". بعد ذلك استمع الحضورُ لنخبةٍ من القصائد ألقاها شعراء أهل البيت (عليهم السلام)، وهم كلٌّ من الشاعر علي الصفار الكربلائي والشاعر كرار الكريطي والشاعر فراس الأسدي، وكذلك كانت هناك فقراتٌ إنشاديّة اشترَكَ في تقديمها كلٌّ من المنشد محمد أمير التميمي والمنشد ياسر الكربلائي.

أجرِي بعد ذلك الإعلان عن أسماء الفائزين بمسابقة الولادات الشعبانيّة المباركة الثقافيّة الأولى، المُعدّة من قِبل الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة والتي تمخّض عنها فوزُ عشرة فائزين، هذا ومن المؤمَّل أن يُستأنَفَ الاحتفالُ يوم غدٍ الجمعة في صحن مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)، وسيتضمّن فقراتٍ احتفاليةً متنوّعة.