المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05
مستحقو الصدقات
2024-11-05
استيلاء البريدي على البصرة.
2024-11-05
ولاية ابن رائق على البصرة
2024-11-05
الفتن في البصرة وهجوم القرامطة أيضًا.
2024-11-05

مزرعة الكلية
2024-09-16
تقليم أشجار نخيل التمر وموعده
2023-05-08
مقـتل الراشـد
19-1-2018
أبو الحسين أحمد بن يحيى الراوندي‏
27-04-2015
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02
الخلية أثناء التشطر
8-2-2016


الزجاج  
  
982   01:26 صباحاً   التاريخ: 2023-02-23
المؤلف : الاستاذ محمد عبدالله الدرايسة + عدلي محمد عبد الهادي
الكتاب أو المصدر : خامات البناء
الجزء والصفحة : ص 267 - 269
القسم : الهندسة المدنية / الانشاءات /

 

الزجـاج GLASS

الزجـاج مـادة عديمـة اللـون تصنع أساسا من السيليكا المصهور في درجـات حرارة عالية مع حمض البوريك أو الفوسفات، والزجاج يوجد في الطبيعة كما يوجد أيضا في المواد البركانية التي تسمى الزجاج البركاني أو المواد التي تنشأ من النيازك. وليس الزجـاج صـلبـا ولا سائلا وإنمـا يكـون في حالة خاصة تظهر فيها جزيئاته بشكل عشوائي، ولكن بحيث يوجد تماسك كاف لإحداث اتحاد كيميائي بينها. وعندما يتم تبريد الزجاج يصل إلى حالته الصلبة ولكـن بـدون تبلـور، ومـع تعريضه للحرارة يتحول الزجاج إلى سائل. وعادة ما يكون الزجاج شفافا ولكنه قد يكون غير شفاف أو نصف شفاف أيضا، ويختلف لونه تبعا لمكوناته.

ويكون الزجاج المصهور كاللدائن بحيث يمكـن تشكيله باستخدام عـدة تقنيات، ومن الممكن تقطيع الزجاج عندما يكون باردا ، في درجات الحرارة المنخفضة يكون الزجـاج هشـا وينكسـر. ولمثـل هـذه المواد الطبيعية كالزجـاج البركـانـي والتيكتيت مكونات وخصائص تشبه الزجاج الصناعي.

والمكونات الأساسية للزجـاج هـي السيليكا المشتقة مـن الـرمـل والـصـوان والكوارتز. وتصهر السيليكا في درجـات حـرارة عاليـة جـدا لإنتـاج زجـاج السيليكا المصهور، ويتم إنتاج أنواع مختلفة من الزجاج باتحاد السيليكا مـع مـواد خام أخـرى بنسب مختلفة. وهناك مركبـات قلـويـة مـثـل كربونات الصوديوم وكربونـات البوتاسيوم تقلل من درجة حرارة الصهر ولزوجة السيليكا. وينصهر الزجاج عادة عند درجة حرارة عالية ولا يتمدد أو ينكمش بدرجة كبيرة مع تغير درجات الحرارة، ومـن ثم يكون مناسبا لإنتاج الأدوات التي تستخدم في المعامل والأشياء التي تكون عرضة للصدمات الحراريـة مـثـل مرايا التليسكوب، ويعتبر الزجاج موصلا ردينـا لـكـل مـن الحرارة والكهرباء ومن ثم فإنه مفيد للعوازل الكهربية والحرارية.

وتشير الدلائل إلى أن مكتشف الزجاج بحار فينيقي سوري اكتشف الزجاج بعد عودته من رحلة تجارية في البحر المتوسط وبعد عودته إلى الساحل السوري إلا أراد إن يطهو الطعام هو ومن معه فوضع تحت موقد النار بالصدفة قطعة من النيتر  (مركب الصوديوم) فتفاعلت هذه القطعة مع لهب النار وامتزجت بالرمل الناعم على الشاطئ وشاهد البحار (سائل لزج) ولفت نظر البحار الذي وجد أن هذا السائل قد تحول إلى مادة شفافة وهو الزجاج الذي قام بتطوير صناعته الفينيقيون واشتهر بعد ذلك، قدماء المصرين استخلصوا الزجاج لأول عام 1600 سنة قبل الميلاد.

وكانت صناعة الزجاج محدودة وغامضة ومقتصرة على الكهنة والسحرة. فلقد كانت الأواني والقطع الزجاجية تعتبر مجوهرات وتحـف زجاجيـة نـادرة يمتلكها الأغنياء، انتقلت صناعة الزجاج من مصر وسوريا إلى الدول الرومانية حيث ازدهرت في عهـدها تلك الصناعة، وبعد ذلك ازدهرت في العصر الإسلامي، ثم انتقلت إلى البندقية ومنها إلى فرنسا وألمانيا وإنجلترا.

لقد تم تحضير الأدوات الزجاجية في بادئ الأمر بطريقة النفخ وي مطلع القرن الحالي اكتشفت الآلات الاتوماتيكية في صناعة الأدوات الزجاجية.

ويعود تاريخ صناعة الزجاج إلى عام 2000 قبل الميلاد، ومنذ ذلك الحين، دخل الزجاج في أغراض عديدة من حياة الإنسان اليومية. فتم استخدامه في صناعة الأنية المفيدة والمواد الزخرفية ومواد الزينة بما في ذلك المجوهرات، كما كان له تطبيقاته الصناعية والمعمارية، ولقد كانت أقدم المواد الزجاجية عبارة عن خرزات حيث لم يتم التوصل إلى الآنية المجوفة حتى عام 1500 قبل الميلاد.

ويعتبر الصناع الآسيويون هم أول من أرسى صناعة الزجاج، ومنهم انتقلت الصناعة إلى مصر حيث ترجع أول آنية زجاجية إلى حكم تحتمس الثالث (1504 - 1450 قبل الميلاد). وقد ظلت صناعة الزجاج منتعشة في مصـر حـتـى حـوالـي عـام 1200 قبل الميلاد ثم توقفت فعليا لعدة قرون من الزمان، وفي القرن التاسع قبـل  الميلاد، ظهرت كل من سوريا والعراق كمراكز لصناعة الزجاج، وامتدت الصناعة عبر منطقة البحر المتوسط. وفي العصر الإغريقي، اضطلعت مصر بدور رئيسي في تزويد القصور الملكية بالزجاج الفخم حيث كان يصنع ي الإسكندرية، وفي القرن الأول قبل الميلاد، تم التوصل إلى عملية نفخ الزجاج في سواحل فينيقيا. وفي العصر الروماني، كانـت صـناعة الزجـاج منتشرة في مناطق متعددة من الإمبراطورية الرومانية.

وابتكر المسلمون التزجيج، وما زالت روائع من أعمالهم في التزجيج باقية في واجهات المساجد والجوامع، وكذلك في الأبنية الأثرية إضافة إلى ما هو محفوظ في المتاحف العالمية.

ولقد استخدمت الأصباغ المعدنية في هذه الصناعة الفنيـة، فـلـم تـتـأثر  بالتقلبات الجوية، ولم تؤثر فيها حرارة الشمس المحرقة طوال مئات السنين الماضية.

وعـرف علماء المسلمين البللور وهـو الـزجـاج الممتاز (الكريستال بحسب التعريف الكيماوي الحـديث) الذي يحتوي على نسب مختلفـة مـن أكاسيد الرصاص، وصنعوه بإتقان، وعرفـوا مـنـه نـوعـا طبيعيا. ومـا زال يستعمل – كما استعمله المسلمون مـن قبـل - 4 صناعة الأقداح والأواني والثريات، وكذلك في صناعة الخواتم وأدوات الزينة وكثير من الأدوات المنزلية، وصنعوا منـه نظـارات العيون، وكانوا يسمونها منظرة، ومن العالم الإسلامي انتقلت صناعة الزجاج إلى أوروبا عنـدما أنشـا فـنـيـون مـصـريـون مصنعين للزجاج ي اليونان، ولكن المصنعين حطما في عام 544 هـ/1147 م، عندما اجتاح النورماديون مدينتهم ففر الفنيون إلى الغرب، مما ساعد على النهضة الغربية في مجال صناعة الزجاج في العصور الوسطى، كمـا فـر أيضا بعض الفنيين من دمشق إلى الغرب إبان اجتياح المغـول للعالم الإسلامي. هذا بالإضافة إلى التقنيات الخاصة بصناعة الزجاج التي أخذها الأسرى الأوربـيـون مـن المسلمين أثناء الحروب الصليبية. وقد تجمعـت أسـرار هـذه الصناعة مـع الفنيين في فينسيا واحتكرت صناعة الزجاج في أوروبـا حـتـى القـرن السابع عشر عندما علمت فرنسا بالتقنيات المطلوبة وأسرارها، وانتقلت إليها صناعة الزجاج وأصبحت أهم مراكزها في العالم .