الإعلام المضاد 

يقول ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني في الحرب العالمية الثانية: "إن الأكذوبة تقوم بدورة كاملة حول العالم قبل أن تنتهي الحقيقة من ارتداء قميصها لكننا نجد أن الأكذوبة في عصر الانترنت تدور دورات ودورات قبل أن تبدأ الحقيقة بارتداء قميصها !!

هذه المقولة تكاد تكون قريبة مما يحصل على أرض الواقع في أيامنا هذه، إذ بتنا نشاهد نماذج من صنع الإعلام بعيدة كل البعد عن الواقع الأمر الذي يستدعي وجود إعلام مضاد لهذه النماذج المشبوهة ذي الصفة العدائية والهجومية التي تعتمد من أجل بناء واقعها الافتراضي على الأفلام المفبركة والتضليل والإشاعة وغيرها من الأساليب الموظفة في إطار خدمة هدف ما لإنضاج مواقف واتخاذ قرارات بوصفها جزءاً من صفحات الحرب النفسية بغية تحقيق الانهيار الإدراكي للخصم وكسر إرادة الصراع في توقيت محدد لإحداث تشويه ما، أو خلق واقع مغلوط.

وعليه فإن الإعلام المضاد يعد عملية قصدية تستهدف تغييب الحقيقة وتزييفها، واستبدالها بكل ما هو غير حقيقي وباطل ومزيف ولمواجهته يجب تدشين استراتيجية لإعلام وطني واع يتعامل مع مراكز التأثير الإعلامي داخل وخارج الدولة بأسلوب قابل للتطبيق مهمته كشف الحقائق قبل أن تتحول إلى واقع ويعريها وأن يدحض الحجة بالحجة، وأن يوجد مشاهداً محترفاً قادراً على مشاركة الإعلامي في صنع الفكرة وبجهود النخبة الخيرة في الوطن يتمكن إعلاميونا مـن خلـق إعلام مضاد يحارب إعلام الهيمنة.