المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

إِدْخَالِ السُّرُورِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ‏ - بحث روائي
18-8-2016
تغسيل الميت
7-11-2016
eponym (n.)
2023-08-24
تركيب وأصناف السموم ووظائفها للبكتريا B. thuringiensis
29-9-2016
جروف ، وليم
3-11-2015
عمل آلية ادوية السلفا Sulfa drug –mechanism for action
2024-04-22


رجع إلى أهل الأندلس  
  
1030   09:08 صباحاً   التاريخ: 22-1-2023
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج3، ص:314-317
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-3-2022 2470
التاريخ: 22-1-2023 1099
التاريخ: 30-1-2023 1480
التاريخ: 22-1-2023 1155

رجع إلى أهل الأندلس:

وقال ابن السماك(1):

إياك أن تكثر الإخوان مغتنما               في كل يوم إلى أن يكثر العدد

في واحد منهم تصفي الوداد له            من التكاليف ما يفنى به الجلد

وله :

 

٣١٤

 

تحن ركابي نحو أرض وما لها               وما لي من ذاك الحنين سوى الهم

وكم راغب في موضع لا يناله             وأمسيت منه مثل يونس في اليم

بهذا قضى الرحمن في كل ساخط                    يموت على كره ويحيا على رغم

ولما قام الباجي بإشبيلية وخلع طاعة ابن هود ، وأبدل شعاره الأسود العباسي في البنود ، قال أبو محمد عبد الحق الزهري القرطبي في ذلك :

كأنما الراية السوداء قد نعبت               لهم غراباً بين الأهل والولد

مات الهوى تحتها من فرط روعته        فأظهر الدهر منها لبسة الكمد

وأنشدهما القائم الباجي في جملة قصيدة.

وقال الوزير أبو الوليد إسماعيل بن حجاج الأعلم الإشبيلي(2):

أمسى الفراش يطوف حول كؤوسنا             إذ خالها تحت الدجى قنديلا(3)

ما زال يخفق حولهـا بجناحه                          حتى رمته على الفراش قتيلا

وله :

والغصن أحوج ما يكون لسقيه           أيام يبدو بالأزاهر كـاسي

وله ، وقد رأى على نهر قرطبة ثلاثين نفساً مصلوبين من قطاع الطريق:

۳۱٥

ثلاثون قد صففوا كلهم                      وقد فتحوا أذرعاً للوداع

وما ودعوا غير أرواحهم                    فكان وداعا لغير(4) اجتماع

وقال الفقيه أبو الحجاج يوسف بن محمد البياسي(5) المؤرخ الأديب، المصنف الشهير، وكان حافظاً للكت الأندلسيين حديثاً وقديما ، ذاكراً لفكاهاتهم التي صبرته للملوك خليلا ونديما(6)، في صبي من أعيان الجزيرة الخضراء تهافت في حبه جماعة من الأدباء والشعراء(7):

قد سلونا عن الذي تدريه                   وجفوناه إذ جفا بالتيه

وتركناه صاغراً لأناس                        خدعوه بالزور والتمويه

لمضل يسوقه لمضل                              وسفيه يقوده لسفيه

وكان من القوم الذين هاموا بالمذكور، وقاموا فيه المقام المشهور، أديب يقال له الفار، فتسلط على البياسي حتى سافر من الجزيرة وكان يلقب بالقط ،

[فقال أحد الشعراء ]:

عذرت أبا الحجاج من رب شيبة                   غدا لابسا في الحب ثوباً من القار

وألجأه الفار المشارك للنوى                           ولم أر قطا قبله فر من فار

 

٣١٦

وله ، وقد كتب إلى بعض أصحابه يذكره بالأيام السوالف:

أبا حسن لعمرك إن ذكري                            لأيام النعيم مـن الصواب

أمثلي ليس يذكر عهد حمص                          وقد جمعت بنا خيل التصابي

ونحن نجر أثواب الأماني                             مطرزة هنالك بالشباب

وعهد بالجزيرة ليس ينسى                            وإن أغفلته عند الخطاب

هو الأحلى لدي وإن حماني                            عن العسل اجتماع للذباب

أشار إلى المحبوب وكان كثير الاجتماع به في جنة لوالده على وادي العسل وقال(8):

جنة وادي العسل                      كم لي بها من أمل

لو لم يكن ذبابها                         يمنع ذوق العسل

قال ابن سعيد : ولما التقينا بتونس بعد إيابي من المشرق ، وقد ولج(9) ظلام الشعر على [ صبح ] وجهه المشرق قلت لأبي الحجاج مشيراً إلى محبوبه ، وقد غطى هواه عنده على عيوبه:

خل(10) أبا الحجاج هذا الذي             قد كنت فيه دائم الوجد

وانظر إلى لحيته واعتبر                         مما جنى الشعر على الحد

والله سبحانه يسمح للجميع ، في هذا الهزل الشنيع ، ويصفح عنا في ذكره ، إنه مجيب سميع.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- القدح : ١٣٤ ، وفي م: السماد ؛ ق : السماذ.

2- ترجمة أبي الوليد إسماعيل بن حجاج الأعلم في اختصار القدح : ١٤٠ و لقبه هناك " الأفلح " و لكن الشعر التالي ليس له.

3- هذه الأشعار التالية لأبي يحيى ابن هشام القرطبي في القدح : ۸۹ – ۹۲ والمعتقد أن سهوا حدث في نسخ النفح سقط فيه شعر الأعلم واسم القرطبي صاحب هذه المقطعات.

4- ب: بنير

5- القدح : 94 -95.

6- القدح : جليسا ونديما.

7- كان هذا النصر في النفس شديد الاضطراب، فصوبناه على حسب رواية القدح المحلى.

8- في أصول النفح: وسار ، والتصويب عن القدح .

9- القدح : دلج

10- القدم : خلي .





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.