الأخلاقية المهنية لمهنة الصحافة 

لكل مهنة أخلاقيات وسلوكيات والصحافة رسالة قبل أن تكون مهنة فهي أداة مهمة في بناء المجتمع ومقياس لحضارة الأمم ومرآة صادقة لنشاطها في شتى الميادين ... ولمهنة الصحافة خصوصية تختلف عن باقي المهن الأخرى كونها تخاطب العقول بمختلف مستوياتها وهي تؤدي خدمة اجتماعية كبيرة لأنها تقوم من أجل إشباع أو مواجهة احتياج مجتمعي.

وقد اجتهد المختصون والأكاديميون في تعريف أخلاقيات العمل الصحفي أو مهنة الصحافة ولسنا بصدد الخوض في تفاصيل تلك التعريفات غير أنها في الإجمال تجتمع على أنها قواعد موضوعة تعبر عن السلوك المهني المطلوب من القائمين بوسائل الإعلام الالتزام بها .. وقد وضعت النظم السياسية في العالم سياسات إعلامية متنوعة تنسجم مع أهدافها وتوجهاتها وتطلعاتها إدراكا منها بأهمية الإعلام وما يؤديه من وظائف كبيرة وخطيرة في المجتمع .

إن أخلاقيات وسلوكيات العمل الصحفي تعبر في مضمونها عن العلاقات بين ممارسي المهنة من ناحية والعلاقات بينهم وبين الجمهور من ناحية أخرى .. وبينهم وبين المجتمع الذي ينتمون إليه من ناحية ثالثة .. والأخلاقيات قد تكون متعارف عليها أو مبادئ ومعايير يضعها التنظيم الخاص بالمهنة.

ومن المبادئ والقيم الأساسية تبرز معايير أخلاقية يمكن إجمالها في الصدق والدقة والحيادية والموضوعية إلى جانب عناصر الأمانة وعدم تشويه الحقائق أو السعي إلى منفعة خاصة مع احترام خصوصيات الآخرين وثقافات الشعوب الأخرى والإنصاف والمساواة في تبادل المعلومات وتحمل المسؤولية الاجتماعية لتعزيز قيمها الإيجابية .. بالإضافة إلى صيانة أعراض الناس وعدم الإساءة إلى الشعوب والدول والأفراد وتحاشي جميع أشكال الإثارة أو التضخيم.

وتنبع أخلاقيات مهنة الصحافة من مصادر عدة منها السياسة الإعلامية والمؤسسة الصحفية وفريق العمل إلى جانب المجتمع الذي يعد من المصادر المهمة لأخلاقيات المهنة ! لأنه المنبع الرئيس الذي يستمد الصحفي أخلاقياته المهنية منه فضلاً عن القيم الاجتماعية والأعراف والعادات والتقاليد السائدة وطبيعة التنشئة الاجتماعية.