أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-11-2017
4651
التاريخ: 21-8-2018
1694
التاريخ: 2-3-2022
1553
التاريخ: 2023-03-21
1147
|
الزواج عقد يوقعه الرجل والمرأة من أجل حياة مشتركة تحت سقف واحد، عقد يتضمن مجموعة من البنود والضوابط التي تنظم علاقاتهما المتشابكة، من أجل إرساء دعائم بناء متين يحفظ حقوقهما ويحدد واجباتهما.
أن مسألة الزواج كعقد مشترك أمر تجمع عليه كل القوانين في جميع الدول والمجتمعات وأصولاً، فإن شقاء وسعادة الأسرة التي تعتبر حجر الأساس في بناء المجتمع أمر يتوقف على سعي الرجل والمرأة في خلق أجواء صحية ومناخ مناسب. وتوفير الظروف المناسبة لنمو شجرة السعادة وامتداد جذورها بعيدا في أرض معطاء.
وما أكثر أولئك الذين أخطأوا طريق السعادة بسبب جهلهم وعدم رعايتهم للحقوق والواجبات الزوجية، فقضوا أعمارهم في نزاع وخلاف وشجار لا نهاية له ولا ثمرة من ورائه سوى المرارة والألم والعذاب.
مسألة الحقوق:
إن جميع الأديان السماوية والمذاهب الوضعية تؤكد على أهمية الحقوق والواجبات الاجتماعية وضرورة رعايتها من قبل الطرفين من أجل إرساء دعائم الحياة المشتركة بينهما في جو مفعم بالسلام.
إن بحث مسألة حقوق فرد ما يعني بحث مسألة واجب الفرد المقابل، فعندما نطرح - مثلا - مسألة حقوق الطفل على الوالدين فهذا يعني أننا نبحث مسألة واجبات الوالدين تجاه الطفل. وإذن فهناك معادلة بين الحق والواجب. لكل فرد حق معين. وعلى كل فرد واجب محدد. وأي إخلال بهذه المعادلة يعني بروز قضية العقاب والجزاء لإقرار المعادلة بشكل متوازن.
الأسرة والحقوق:
تحتل مسألة الحقوق في الإسلام مساحة واسعة وتحظى بأهمية فائقة، وقد سئل الإمام الرضا (عليه السلام) عن حق المؤمن على المؤمن، فقال: (إن من حق المؤمن على المؤمن المودة في صدره والمواساة في ماله.. ولا يقول له أف، فإذا قال له أف فليس بينهما ولاية، وإذا قال له أنت عدوي فقد كفّر أحدهما صاحبه، وإذا اتهمه إنماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء)(1).
وإذا كان لمسألة الحقوق كل هذه الأهمية فإن أهميتها الكبرى تتجلى في الحياة الزوجية، حيث يتعين على إنسانين العيش معاً تحت سقف واحد والسير سوية في طريق واحد. ولذا يتعين على الرجل والمرأة الإحاطة بشكل عام بالواجبات والحقوق المتبادلة بينهما من أجل إرساء حياة هادئة مفعمة بالحب والسلام.
احترام الحقوق:
تقوم الحياة الزوجية على أساس احترام الحقوق. وبالرغم من الدور الفاعل للحب والمودة في تعزيز العلاقات الزوجية، إلا أن مسألة احترام الحقوق تحظى بأهمية فائقة في مضمار العلاقات بين الزوجين.
فقد يواجه الزوجان - مثلاً - تنوعاً واختلافاً واسعاً في الأذواق والمشارب والأهواء. ومن أجل تلافي الاصطدام بينهما فإن تحكيم الحق والواجب هنا هو الأساس في الفصل وحل المشكلة قبل أن تتطور إلى نزاع أو شجار.
ولهذا شرع الإسلام لكل فرد من أفراد الأسرة حقوقاً معينة ينبغي احترامها وعدم تجاوزها وهنا ينبغي الإشارة إلى أن عدم رعاية الزوجين لحقوق كل منهما يعني مخالفة صريحة للتعاليم الإلهية، وهو أمر يعرض الإنسان للحساب والعقاب.
إن احترام ورعاية الحقوق الزوجية هو واجب شرعي يتوجب الالتزام به، إضافة إلى آثاره الإيجابية في إشاعة الدفء والحب في أجواء الأسرة.
أن ما يدعو إلى الأسف حقاً أن يتجاهل الرجل والمرأة تلك الحقوق الإلهية وإهمال واجباتهما تجاه بعضهما البعض.
إن مسألة زعامة الأسرة ليست امتيازاً في نظر الإسلام بقدر ما هي مسؤولية تعني إدارة الأسرة وقيادتها في الطريق الصائب حيث يتبلور دور العقل والكياسة والتجربة في شؤون الحياة، إضافة إلى عناصر التضحية والإيثار والصبر.
كما أن توزيع الواجبات في الأسرة مسألة يشير إليها الإسلام ويؤكد عليها، بعد أن يأخذ بنظر الاعتبار قابليات كل من الزوجين واستعداداتها الفطرية وهنا نرى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يسند شؤون المنزل وإدارته إلى فاطمة الزهراء (عليها السلام)، بينما يوكل الأعمال خارج المنزل إلى زوجها علي بن أبي طالب (عليه السلام).
إن الإحساس المتقابل بمسؤولية الزوجين تجاه بعضهما البعض له أثره الكبير في رسم صورة واقعية للحياة تساعدهما على السير بثبات واستقامة نحو الهدف المنشود.
مسؤولية الرجل:
يتحمل الرجل في الإسلام مسؤولية إدارة الأسرة وتوفير ما تحتاج من غذاء وكساء، كما أنه في الخط الأول في مواجهة الأخطار التي تهدد كيانها ومصيرها.
وإضافة إلى ذلك يتحمل الرجل مسؤولية بناء الأسرة على أسس صحيحة ليكون البناء سليماً وعلى الرجل أن يكون بعيداً في تفكيره وأن لا يحصر همه في الحصول على متعة الشخصية وأن لا يجعل همه الأول في الحياة الدنيا ولذائذها لأن ذلك يقود في النهاية إلى انحطاط الأسرة وتفككها.
مسؤولية المرأة:
تتحمل المرأة مسؤولية كبرى في الحياة الأسرية، بل أنها تشكل محور الأسرة، فعليها تقع مسؤولية إدارة المنزل وتربية الجيل تربية صحيحة.
ومع كل هذه الأهمية في دور المرأة فإننا نؤكد على خطأ زعامة المرأة للأسرة أنها بمثابة القلب النابض الذي يمد الأسرة بالحياة والنشاط والأمل، فيحين يمثل الرجل دور العقل المدبر في قيادة الأسرة. ولهذا فإن كلا الدورين يكمل أحدهما الآخر في تناغم وانسجام.
حقوق الأباء:
لا تنحصر مسؤولية الزوجين تجاه بعضهما البعض فقط بل أنها تشمل دائرة أوسع من ذلك بكثير ذلك أنهما مسؤولان عن أبنائهما، فالطفولة لها حق كبير، وتربيتهما للجيل تربية صالحة هي مسؤولية كبرى تقع على عاتق الوالدين.
الأطفال في حاجة إلى محيط أسري هادئ يشعرهم بالطمأنينة والأمن، أما النزاع والاختلافات فهي بمثابة عاصفة عاتية تدمر مشاعر الطفل وتقذف في قلبه الخوف والقلق والهواجس.
وإذا كانت هناك هموم تعكر صفو الحياة فينبغي على الوالدين معالجتها بعيداً عن الأطفال، فالابتسامة والحنان والمحبة والرعاية هي حق الطفولة، وهي من واجبات الوالدين.
اجتناب الانانية:
الحياة الأسرية تقوم على الأخلاق الرفيعة والصفات الإنسانية السامية. إنها تتناقض مع الأنا والأنانية ولا تنسجم مع النرجسية.
وإذا تذكرنا أن لدينا حقوقاً فيجب أن لا نتناسى حقوق الآخرين، فإذا كان لنا حق في الحياة الأسرية الهادئة، فإن لأزواجنا نفس هذا الحق المفترض.
إنها نظرة ضيقة للحياة عندما لا نرى سوى أنفسنا ومصالحنا فقط. إن أكثر الخلافات التي تحتدم في فضاء الأسرة. إنما تنشأ من الأنانية وعدم أخذ الطرف الآخر بنظر الاعتبار.
يجب أن نعتمد على أنفسنا، هذا صحيح، لكنه لا يعني مصادرة آراء الآخرين. وهناك مع الأسف أفراد لا يرون سوى مصالحهم الشخصية فقط، بل لا يرون سوى أنفسهم حتى أنهم لا يتحدثون مع أحد انطلاقا من إعجابهم الشديد بأنفسهم، ومثل هؤلاء الأفراد يعيشون عزلة مريرة ونرجسية قاتلة.
مراعاة الأدب:
يصبح للحياة العائلية طعمها الحلو إذا ما روعي فيها الأدب، على أن يبقى ذلك ضمن الحد المعقول بعيداً عن الرسميات الفارغة؛ فالاحترام المتبادل مطلوب بين الزوجين اللذين يمثل أحدهما في نظر الآخر أباً وأماً لأبنائه، فمن حق كل منهما أن يكون له رأيه في شؤون الأسرة وهمومها.
والإسلام هنا يوصي الزوجين بالاحترام ورعاية الأدب في علاقاتهما المشتركة وينهى عن الجرأة في علاقاتهما الزوجية، إذ لابد أن يكون هناك قدر من الحياء يحفظ لهما كرامتهما الإنسانية.
واخيراً:
أن الزواج يأخذ في حسابه المصلحة العليا للأسرة، فليس هناك مصالح شخصية أو زعامة دكتاتورية أو محاولة للسيطرة على الآخرين، فكل هذا يعتبر خطراً على الأسرة وكيانها.
ولا ينبغي هنا تقليد الآخرين فيما يعملون، فلكل ظروفه وأساليبه في الحياة. وهنا ينبغي التحرك ضمن معطيات الظروف. . . ينبغي أن نعرف حدودنا فلا نتجاوز على حقوق الآخرين ممن يشاركوننا حياتنا؛ فقد ينجح فلان من الناس في حياته الأسرية باعتماده أسلوباً ما، ولكن هذا الأسلوب قد يدمر حياتنا العائلية، فلكل طريقة في الحياة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ بحار الأنوار: ج74، ص333.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|