أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-05-2015
3688
التاريخ: 15-05-2015
4206
التاريخ: 18-05-2015
3999
التاريخ: 15-05-2015
3772
|
وبعد زيارة الرشيد لقبر الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ولقائه بالإمام ( عليه السّلام ) أمر الطاغية هارون باعتقال الإمام ( عليه السّلام ) وفعلا القي القبض على الإمام وهو قائم يصلي عند رأس جدّه النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) ولم يمهلوه لإتمامها .
فحمل وقيّد فشكى الإمام لجدّه الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) قائلا : « إليك أشكو يا رسول اللّه »[1] وبعد اعتقال الإمام غدت الناس تتحدث فيما بينها باستنكار هذا الحدث المهم ، فتألمت الأمة كثيرا فلم يبق قلب الّا وتصدّع من الأسى والحزن فخافت السلطات أن يكون اعتقال الإمام محفزا للثورة عليها . فحمل جملين ، واحدا إلى البصرة والثاني إلى الكوفة لغرض الايهام على الناس ، أي :
لئلّا يعرف محل حمل الإمام في أيّهما .
الإمام ( عليه السّلام ) في سجن البصرة :
كان المأمور بحراسة الإمام ( عليه السّلام ) أثناء الطريق من المدينة إلى البصرة حسان السروي[2] وقبل أن يصل إلى البصرة تشرّف بالمثول بين يديه عبد اللّه ابن مرحوم الأزدي فدفع له الإمام كتبا وأمره بايصالها إلى وليّ عهده الإمام الرضا وعرّفه بأنه الإمام من بعده[3] وسارت القافلة تطوي البيداء حتى وصلت البصرة ، وأخذ حسّان الإمام ودفعه إلى عيسى بن أبي جعفر فحبسه في بيت من بيوت المحبس وأقفل عليه أبواب السجن فكان لا يفتحها الّا في حالتين :
إحداهما في خروجه للطهور ، والأخرى لادخال الطعام له ( عليه السّلام )
أمّا نشاطه ( عليه السّلام ) في داخل السجن :
فلقد انقطع ( عليه السّلام ) إلى اللّه في عبادته فكان يصوم النهار ويقوم الليل وكان يقضي وقته في الصلاة والسجود والدعاء ، ولم يضجر ولم يسأم من السجن واعتبر التفرّغ للعبادة من أعظم النعم ، وكان يقول في دعائه : « اللهم انك تعلم اني كنت أسألك ان تفرغني لعبادتك ، اللهم وقد فعلت فلك الحمد »[4].
ولمّا شاع خبر اعتقال الإمام في البصرة وعلم الناس بمكانه هبّت اليه العلماء وغيرهم لغرض الاتّصال به من طريق خفيّ فاتصل به ياسين الزيات الضرير البصري وروى عنه[5].
الايعاز لعيسى باغتيال الإمام ( عليه السّلام )
وأوعز الرشيد إلى عيسى يطلب منه فورا القيام باغتيال الإمام لكن لمّا وصلت أوامر الرشيد لعيسى باغتيال الإمام ( عليه السّلام ) ثقل عليه الأمر ، وجمع خواصّه وثقته فعرض عليهم الأمر فأشاروا عليه بالتحذير من ارتكاب الجريمة فاستصوب رأيهم ، وكتب إلى الرشيد رسالة يطلب فيها اعفاءه عن ذلك .
حمل الإمام ( عليه السّلام ) إلى بغداد
واستجاب الرشيد لطلب عيسى وخاف من عدم تنفيذه لطلبه أن يساهم في اطلاق سراح الإمام ( عليه السّلام ) ويخلّي سبيله ، فأمره بحمله إلى بغداد وفرح عيسى بذلك ، ولمّا وصل الإمام إلى بغداد أمر الرشيد باعتقاله عند الفضل فأخذه وحبسه في بيته .
وأشرف هارون على سجن الإمام ( عليه السّلام ) إذ كان يتوجّس في نفسه الخوف من الإمام ( عليه السّلام ) فلم يثق بالعيون التي وضعها عليه في سجنه فكان يراقبه ويتطلّع على شؤونه خوفا من أن يتصل به أحدا ويكون الفضل قد رفّه عليه ، فأطلّ من أعلى القصر على السجن فرأى ثوبا مطروحا في مكان خاص لم يتغيّر عن موضعه .
فقال للفضل : ما ذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع ؟ !
فقال الفضل : يا أمير المؤمنين ، وما ذاك بثوب ، وانّما هو موسى بن جعفر له في كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال ، فانبهر هارون وقال : أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم !
والتفت اليه الربيع بعد ما سمع منه اعترافه بعبادة وزهد الإمام قائلا له :
يا أمير المؤمنين مالك قد ضيقت عليه في الحبس ؟ ! ! فأجابه هارون قائلا : هيهات ، لا بد من ذلك[6].
دعاء الإمام ( عليه السّلام ) واطلاق سراحه
ولمّا طالت مدة الحبس على الإمام ( عليه السّلام ) وهو رهين السجون ، قام في غلس الليل البهيم فجدّد طهوره وصلى لربه أربع ركعات وأخذ يدعو بهذا الدعاء :
« يا سيدي : نجّني من حبس هارون ، وخلّصني من يده ، يا مخلّص الشجر من بين رمل وطين ، ويا مخلّص النار من بين الحديد والحجر ، ويا مخلص اللبن من بين فرث ودم ، ويا مخلّص الولد من بين مشيمة ورحم ، ويا مخلّص الروح من بيت الأحشاء والأمعاء ، خلصني من يد هارون » .
واستجاب اللّه دعاء العبد الصالح فأنقذه من سجن الطاغية هارون وأطلقه في غلس الليل[7].
لقد مكث الإمام ( عليه السّلام ) في سجن الفضل مدة طويلة من الزمن لم يعيّنها لنا التأريخ .
وبقي ( عليه السّلام ) بعد إطلاق سراحه في بغداد لم يخرج منها إلى يثرب وكان يدخل على الرشيد في كل أسبوع مرة يوم الخميس[8].
[1] عيون أخبار الرضا : 1 / 85 ح 10 .
[2] عيون أخبار الرضا : 1 / 85 ح 10 .
[3] عيون أخبار الرضا : 1 / 27 ح 13 .
[4] المناقب : 4 / 343 .
[5] النجاشي : 453 برقم 1227 .
[6] عيون أخبار الرضا : 1 / 95 ، وعنه في بحار الأنوار : 48 / 220 .
[7] عيون أخبار الرضا : 1 / 94 ح 13 وراجع المناقب : 4 / 330 .
[8] عيون أخبار الرضا : 1 / 93 ح 13 ، وعنه في بحار الأنوار : 48 / 219 ح 20 .
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد 112 من مجلة حيدرة للفتيان
|
|
|