المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28



الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) وبناء الجماعة الصالحة  
  
2115   03:50 مساءً   التاريخ: 8-1-2023
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 9، ص104-111
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام موسى بن جعفر الكاظم / قضايا عامة /

كرّس الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) جهده لإكمال بناء الجماعة الصالحة التي يهدف من خلالها إلى الحفاظ على الشريعة من الضياع ويطرح النموذج الصالح الذي يتولّى عملية التغيير والبناء في الأمة ، حيث مارس الإمام ( عليه السّلام ) تحرّكا مشهودا في هذا المجال وقدّم للأمة النموذج الصالح الذي صنعته مدرسة أهل البيت ( عليهم السّلام ) .

أولا : تركيز الانتماء لخط أهل البيت ( عليهم السّلام )

1 - الانتماء السياسي : ركّز الإمام ( عليه السّلام ) على بعد الانتماء لخطّ أهل البيت ( عليهم السّلام ) ولا سيّما الانتماء السياسي لهم وتحرك الإمام على مستوى تجويز اندساس بعض أتباعه في جهاز السلطة الحاكمة ، وأبرز مثال لذلك توظيف علي بن يقطين ووصوله إلى مركز الوزارة ؛ وذلك لتحقيق عدّة أهداف في هذه المرحلة السياسية الحرجة وهي كما يلي :

الهدف الأول : الإحاطة بالوضع السياسي

إنّ الاقتراب من أعلى موقع سياسي ، من أجل الإحاطة بالمعلومات السياسية وغيرها التي تصدر من البلاط الحاكم أمر ضروري جدّا وذلك ليتخذ التدابير والحيطة اللازمة لئلّا يتعرّض الوجود الشيعي للإبادة أو الانهيار .

والشاهد على ذلك :

أنّه لمّا عزم موسى الهادي على قتل الإمام موسى ( عليه السّلام ) بعد ثورة الحسين - صاحب فخ - وتدخل أبو يوسف القاضي في تغيير رأي الهادي عندما قال له بأن موسى الكاظم ( عليه السّلام ) لم يكن مذهبه الخروج ولا مذهب أحد من ولده حيث استطاع أبو يوسف أن يقنع الخليفة .

هنا كتب علي بن يقطين إلى أبي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السّلام ) بصورة الأمر[1] من أجل أن يكون الإمام على علم بنشاطاته وسترى في المرحلة التالية الدور الفاعل الذي لعبه علي بن يقطين في خلافة الرشيد لمصالح الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) والشيعة الموالين له .

الهدف الثاني : قضاء حوائج المؤمنين

إنّ قضاء حوائج المؤمنين بخطّ أهل البيت والذين يعيشون في ظل دولة ظالمة تطاردهم وتريد القضاء على وجودهم يشكّل هدفا مهمّا يصب في رافد بقاء واستمرار وجود هذه الجماعة الصالحة .

وقد طلب علي بن يقطين من الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) التخلي عن منصبه أكثر من مرة ، وقد نهاه الإمام ( عليه السّلام ) قائلا له :

« يا علي إنّ للّه تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه وأنت منهم يا علي »[2].

وقال له في مرة أخرى : « لا تفعل فإن لنا بك انسا ولإخوانك بك عزّا وعسى اللّه أن يجبر بك كسيرا أو يكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه . يا علي كفارة أعمالكم الاحسان إلى اخوانكم . . اضمن لي واحدة أضمن لك ثلاثا ، اضمن لي أن لا تلقى أحدا من أوليائنا إلّا قضيت حاجته وأكرمته أضمن لك أن لا يظلك سقف سجن أبدا ولا ينالك حد السيف أبدا ولا يدخل الفقر بيتك أبدا . . . »[3].

وعن علي بن طاهر الصوري : قال : ولّي علينا بعض كتاب يحيى بن خالد وكان عليّ بقايا يطالبني بها وخفت من الزامي ايّاها خروجا عن نعمتي ، وقيل لي : انه ينتحل هذا المذهب ، فخفت أن أمضي اليه فلا يكون كذلك ، فأقع فيما لا أحبّ .

فاجتمع رأيي على أني هربت إلى اللّه تعالى ، وحججت ولقيت مولاي الصابر - يعني موسى بن جعفر ( عليه السّلام ) - فشكوت حالي اليه فاصحبني مكتوبا نسخته :

« بسم اللّه الرحمن الرحيم اعلم أنّ للّه تحت عرشه ظلا لا يسكنه إلّا من أسدى إلى أخيه معروفا ، أو نفّس عنه كربة ، أو أدخل على قلبه سرورا ، وهذا أخوك ، والسلام »[4].

ومن مصاديق قضاء حوائج الاخوان المؤمنين : جباية الأموال جهرا وإرجاعها إليهم سرا .

عن علي بن يقطين قال : قلت لأبي الحسن ( عليه السّلام ) ما تقول في أعمال هؤلاء ؟

قال : « ان كنت لا بدّ فاتق اللّه في أموال الشيعة » .

قال الراوي : فأخبرني علي انه كان يجبيها من الشيعة علانية ويردّها عليهم في السرّ[5].

الهدف الثالث : التأثير في السياسة العامّة ( عليه السّلام )

استخدم الإمام آليات متقنة ومحكمة في نشاطه الاستخباري وتأمين الاتّصال السري مع علي بن يقطين أو غيره من الشيعة المندسين في مراكز النظام الحاكم ، ولعل الهدف من هذا الاختراق ومسك مواقع متقدمة من السلطة إمّا للتأثير في السياسة العامة للسلطة أو لإنجاز أعمال سياسيّة أو فقهيّة لصالح الامّة من خلال قربه لهذه المواقع .

يحدّثنا إسماعيل بن سلام عن آليات هذا الارتباط وما يتضمّنه من نشاط في النصّ التالي :

قال إسماعيل بن سلام وابن حميد : بعث الينا علي بن يقطين فقال :

اشتريا راحلتين ، وتجنّبا الطريق . ودفع الينا أموالا وكتبا حتى توصلا ما معكما من المال والكتب إلى أبي الحسن موسى ( عليه السّلام ) ولا يعلم بكما أحد ، قال :

فأتينا الكوفة واشترينا راحلتين وتزوّدنا زادا ، وخرجنا نتجنّب الطريق حتى إذا صرنا ببطن الرّمة شدّدنا راحلتنا ، ووضعنا لها العلف ، وقعدنا نأكل فبينا نحن كذلك ، إذ راكب قد أقبل ومعه شاكري ، فلما قرب منّا فإذا هو أبو الحسن موسى ( عليه السّلام ) فقمنا اليه وسلمنا عليه ودفعنا إليه الكتب وما كان معنا فأخرج من كمّه كتبا فناولنا ايّاها فقال : هذه جوابات كتبكم[6]. . .

ثانيا : التثقيف السياسي

إنّ النشاط السياسي الذي يقوم به أصحاب الإمام ( عليه السّلام ) في هذه المرحلة ولما يمتاز به من صعوبات كان يحتاج إلى لون خاص من الوعي ودقة في الملاحظة وعمق في الايمان ، ممّا دفع بالإمام ( عليه السّلام ) إلى أن يرعى ويشجع الخواص ويعمق في نفوسهم روح التديّن ويمنحهم سقفا خاصا من المستوى الايماني ويدفعهم إلى أفق سياسي يتحرّكون به ضد الخصوم بشكل سليم ويوفّر لهم قوة تمنحهم قدرة المواصلة وسموّ النفس .

وفي هذا المجال نلاحظ ما يلي :

1 - شحّذ الإمام ( عليه السّلام ) الهمم التي آمنت بالحق موضحا أنّ الأمر لا يتعلق بكثرة الأنصار أو قلتها .

فعن سماعة بن مهران قال : قال لي العبد الصالح ( عليه السّلام ) : « يا سماعة أمنوا على فرشهم ، وأخافوني أما واللّه لقد كانت الدنيا وما فيها إلّا واحد يعبد اللّه ، ولو كان معه غيره لاضافه اللّه عزّ وجلّ اليه حيث يقول : إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[7] فصبر بذلك ما شاء اللّه . ثم إن اللّه آنسه بإسماعيل وإسحاق ، فصاروا ثلاثة .

أما واللّه إن المؤمن لقليل ، وإنّ أهل الباطل لكثير أتدري لم ذلك ؟

فقلت : لا أدري جعلت فداك . فقال : صيّروا انسا للمؤمنين يبثّون إليهم ما في صدورهم ، فيستريحون إلى ذلك ويسكنون إليه »[8].

2 - لقد سعى الإمام ( عليه السّلام ) لتربية شيعته على أساس تقوية أواصر الاخوة والمحبة الايمانية بحيث تصبح الجماعة الصالحة قوة اجتماعية متماسكة لا يمكن زعزعتها أو تضعيفها لقوة الترابط العقائدي والروحي فيما بينها .

لنقرأ النص التالي معا :

سأل الإمام موسى ( عليه السّلام ) يوما أحد أصحابه قائلا له : « يا عاصم كيف أنتم في التواصل والتبارّ ؟ فقال : على أفضل ما كان عليه أحد .

فقال ( عليه السّلام ) : أيأتي أحدكم عند الضيقة منزل أخيه فلا يجده ، فيأمر باخراج كيسه فيخرج فيفضّ ختمه فيأخذ من ذلك حاجته ، فلا ينكر عليه ؟ ! قال : لا ، قال : لستم على ما أحب من التواصل والضيقة والفقر »[9].

ثالثا : البناء العملي والانتماء الفكري :

ركّز الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) في تربيته للجماعة الصالحة على ضرورة الانتماء الفكري والمعرفي لمدرسة أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، وتحرك الإمام ( عليه السّلام ) بهذا الاتّجاه مستغلا للنهضة الفكرية التي حقّقها الإمام الصادق ( عليه السّلام ) من قبل فقام باكمال عمل أبيه في بناء الكادر المتخصص فامتدّت قواعده من هذا النوع حتى ذكر له ( 319 ) صحابيا[10] كل منهم تلقى العلم والمعرفة من الإمام الكاظم ( عليه السّلام ) وقد خضعت هذه الجماعة بانتمائها الفكري إلى برمجة متقنة يمكنها مواجهة التحديات الثقافية والفقهية والابداع في ميدانها الخاص .

وفيما يلي نشير إلى جانب من نشاط الإمام ( عليه السّلام ) بهذا الاتّجاه :

قام الإمام موسى الكاظم ( عليه السّلام ) بإعداد نخبة من الفقهاء ورواة الحديث تقدّر كما ذكرنا ب ( 319 ) شخصا لكن قد تميّز من بين أصحابه ستة بالصدق والأمانة وأجمع الرواة على تصديقهم فيما يروونه عن الأئمة ( عليهم السّلام ) على أنه اشتهر بين المحدثين ثمانية عشر فقيها ومحدّثا من أصحاب الأئمة الثلاثة :

( الباقر والصادق والكاظم ) وهم المعروفون بأصحاب الاجماع ، ستة من أصحاب « أبي جعفر » وستة من أصحاب « أبي عبد اللّه » وستة من أصحاب « أبي الحسن موسى ( عليهم السّلام ) » ، وهم : « يونس بن عبد الرحمن » ، و « صفوان بن يحيى بياع السابري » ، و « محمد بن أبي عمير » ، و « عبد اللّه بن المغيرة » ، و « الحسن ابن محبوب السرّاد » ، و « أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي »[11] هذا في المجال الفقهي أما الميادين الفكرية الأخرى مثل الكلام والقرآن ، واللغة وما شاكل ذلك فلها أيضا نخبة متخصصة فيها .

 

[1] مهج الدعوات : 229 / ح 1 ، عوالم العلوم والمعارف والأحوال : 366 .

[2] اختيار معرفة الرجال : 433 ح 817 .

[3] خبر الضمان في اختيار معرفة الرجال : 433 ح 818 وعنه في حياة الإمام موسى بن جعفر : 2 / 286 - 287

[4] راجع تمام الخبر ومصادره في : 36 - 38 من هذا الكتاب .

[5] الكافي : 5 / 110 ، ح 3 ، وعنه في البحار : 48 / 158 ، ح 31 ، وفي اختيار معرفة الرجال : 435 ح 820 عن كاتبه أمية وغيره .

[6] اختيار معرفة الرجال : 436 ح 821 والخرائج والجرائح : 1 / 327 وعنهما في بحار الأنوار : 48 / 34 ، ح 5 .

[7]  النحل ( 16 ) : 120 .

[8] الكافي : 2 / 243 وعنه في بحار الأنوار : 47 / 373 ، ح 94 و 67 / 162 قال المجلسي معلقا ومفسرا على هذا الخبر : اي انّما جعل اللّه تعالى هؤلاء المنافقين في صورة المؤمنين مختلطين بهم لئلا يتوحش المؤمنون لقلتهم .

[9] مكارم الأخلاق : 165 وفي ط : 2 / 144 عن بصائر الدرجات ، وفي بحار الأنوار : 48 / 119 ، ح 35 وفي وسائل الشيعة : 25 / 35 .

[10] الإمام موسى الكاظم لباقر شريف القرشي : 2 / 223 .

[11] انظر اختيار معرفة الرجال : 556 ح 1050 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.