أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-10-2019
5922
التاريخ: 5-1-2023
928
التاريخ: 2023-06-07
1655
التاريخ: 17-10-2019
1492
|
مقال الخاطرة
في هذا النوع من المقالات، يعطي الكاتب لقلمة مساحة واسعة من الحرية لكتابة قطعة نثرية تتصف بالصدق والعفوية وتدفق المشاعر الذاتية في أبعادها المتفائلة أو الحزينة، وفيها تلك الشحنة العاطفية والانسانية، التي تجعل من البوح الشخصي لوحة كتابية تعبر عن أسلوب الكاتب ومرئياته، وأفكاره، وذكرياته. ونقرأ هذا النوع من المقالات في صفحات اليوميات، وفي الملاحق الأدبية، وفي كتابات القراء، وفي الصفحة الأخيرة من المجلات التي تعطي الكاتب مساحة حرة يقول فيها ما يريد، وفيما يعتقد أنه بهذا النوع من الكتابة يوصل إلى قرائه رسالة يجدون فيها ما يقترب من مشاعرهم ويعبر عن شيء كامن في نفوسهم.
إن هذا النوع من المقالات التي تبدو فيها شخصية الكاتب بوضوح، معبرا فيها عن عواطفه ومواقفه واعترافاته، والمحطات التي تميز مسيرته ورحلته في الحياة، رأينا في صحافتنا العربية العديد من النماذج المقالية التي تمثلها، والكثيرين من الكتاب الذين برعوا فيها، وفي صحيفة (الرأي) توجد أسماء مهمة متخصصة بكتابة هذا النوع من المقالات، نذكر منها على سبيل المثال: د. لانا مامكغ، وغيداء درويش، وليلى الحمود ..إلخ.
ومن الأمثلة على مقال الخاطرة، سلسلة المقالات التي يكتبها الكاتب الصحفي (فوز الدين البسومي) في صحيفة (الدستور) وقد نشر عدداً منها في كتاب بعنوان (النحت في الذاكرة) وهي مقالات تتسم بالطابع الأدبي والإنساني والوجداني، القائم على التذكر والذكريات لفترة الصبا التي عاشها في مدينة الرملة بفلسطين. وقال (البسومي) في تعريفه بمادة هذه المقالات، إنها: (شهادات استخرجتها من ذاكرتي.. بعد أن أجهدتها نحتا فجاءت كما لو حدثت.. لحظتها.. وهي شهادات حية.. أحمد الله أنها تحكي عن وقائع وأحداث وأماكن وشخوص سيجد القارئ الكريم في قراءتها لوحات تمهد لإحياء أمل كاد يموت في النفوس).
وقال الكاتب الصحفي (عرفات حجازي) في تقديمه لهذا الكتاب بعنوان (عودة الذاكرة): إن كتاب (النحت في الذاكرة أشعرني أن رفقتي الطويلة مع فوز الدين البسومي، ليست مجرد رفقة قارئ وكاتب بل هي رحلة مع اطياف ظن البعض أننا نسيناها ولكن جاء (البسومي) ليؤكد لنا أننا نعيش في ازقتها وأحيائها وحاراتها. واننا في اللد والرملة كما في يافا وحيفا والقدس والخليل وموسم النبي موسى وموسم النبي روبين.. وموسم النبي صالح. هزني أخي فوز وهو يتحدث عن المضيفة الألمانية التي كانت تتولى تنفيذ برامج زيارته لبرلين وهي تقول له في نهاية الرحلة وهو عائد للفندق: أنت الآن في أجمل منطقة في برلين. وقالت كأنها تتغزل بوطنها: أنت الآن تحت ظلال الزيزفون.
وصورة المرافقة الألمانية التي تتباهى بمعالم الوطن هزت فوز الدين البسومي من أعماقه ودفعته وهو يهذي ويرد عليها: تقولين ذلك لأنك لم تعرفي الطريق المؤدي من الرملة إلى موسم النبي روبين. طريق تتخلله الغابات الكثيفة من أشجار الزيزفون والكليبتس وتنام على أغصانها عصافير وطيور من أجمل وأندر الطيور والعصافير في الوجود.
ولا بد لفوز الدين في كل شهاداته أن يتحدث عن (الرملة).. الرملة التي عاش فيها بدايات العمر
- حلوها ومرها- الرملة بالنسبة للبسومي هي الوطن وكل شيء في الوطن وكل ما يذكره بالوطن."
ومن نماذج ما كتب (البسومي) هذا المقال بعنوان (من الذاكرة) حول طفولته ودوافعه للكتابة وأثر الأحداث التي شهدتها فلسطين في أجواء نكبة عام 1948م في دفعه إلى الكتابة. وجاء في هذا المقال:
حين كانت المعارك تدور في فلسطين بين العرب واليهود كان صاحبنا ما زال طفلاً.. لم يبلغ الحداثة بعد.. كانت تستهويه المعارك الدائرة فيروح يخط بقلمه.. عما يسمعه وما يدور حوله.. نسف الملجأ قرب الرملة.. جنازة عبدالقادر الحسيني في القدس-نسف السراي في يافا- دفاع أهالي سلمة عن بلدتهم، استبسال أهالي يازور.. كان يصيغ هذه الأخبار.. ويروح يقرأها خلف باب منزل العائلة في شارع حوش المصري في الرملة.. وكأنه مذيع عادي يقرأ نشرة أخبار من إذاعة مسموعة.. وحين كان الرحيل القسري عن المدينة، وجد نفسه يبدأ حياة جديدة.. ليس فيها من فرح الطفولة شيء.. نظر حواليه.. وإذا بالأب لا حول له ولا طول.. والأم ما زالت تربي إخوانه الصغار، والأفواه جائعة.. والعيون غائرة في الوجوه.. والأمل قد انسل من النفس ليحل محله الإحباط.
وسط هذا الزخم من الأحزان وجد صاحبنا نفسه يصطف في طابور الأمم المتحدة للحصول على بضعة أرغفة من الخبز.. وسطل فيه قليل من الحليب وقليل من السكر الأحمر والمرغرين والتمر.. ونظراً لأن هذه المواد لم تكن لتستطيع أن تسد كل الأفواه الجائعة فقد رأى صاحبنا نفسه يبيع الكعك المحمص بالسمسم، ثم يبيع الصحف ثم يطرق الأبواب بحث عن عمل.. أجير هنا في مستودع أدوية.. وأجير هناك في صيدلية.. وبائع خلال الليل للكازوز المثلج.. ثم بائع دخان بالعلبة. والفراطة. كان يبيع البلايرز الإنجليزي ودخان السبع.. والیاتر.. والأوتومان والسبورت، وألهاه العمل عن الالتحاق بالمدرسة بل إن العمر حين امتد به رأى نفسه يحن إلى الأيام القديمة فهو ما زال صديقاً للكتاب والصحيفة والمجلة ورأى نفسه يخربش خربشات لم يعتقد يوما أنها من الممكن أن تكون شيئا.. كانت محاولاته الأولى عن الخروج من الوطن.. بدءا من محطة الرملة - يافا. مرورا بالقباب فسلبيت.. فبيت نبالا. فبيت عور الفوقا.. وبيت عور التحتا ثم رام الله.. يومها استدعاه رئيس تحرير إحدى المجلات التي كتب لها وبادره قائلاً.
- تكتب وكأنك أمضيت عمرك في الكتابة فكيف كان هذا..
- إن الفضل في ذلك الله الذي هداني لقراءة القرآن، ثم إن النكبة التي عشت أيامها ودقائقها المؤلمة هي التي دفعتني للكتابة دفعة.. ومن يومها بدأ مشواري الطويل مع الكتابة وملاحقة الأحداث والسفر والتنقل والمعاناة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|