المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



متى تبدأ التربية الأخلاقية؟  
  
1269   10:03 صباحاً   التاريخ: 12/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص18 ــ 20
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ان التربية الأخلاقية للطفل تبدأ عندما يكون الطفل ذو قدرة على أن يعي مسألة ايجاد العلاقات. وهذا الأمر يكون في الشهر الرابع من عمر الطفل ففي هذا السن يكون الطفل قادراً على ايجاد علاقة مع أمه وأبيه. حيث يقوم بتبادل الارادة والأمر والنهي ومن هذا السن تبدأ عملية التربية وتكون ضرورية.

ومن مرحلة الرضاعة يجب أن يتعلم الطفل بالتدريج ضوابط ومقررات وثقافة عائلته، مثلاً يجب أن يتعلم بانه يستطيع ان يرتضع الحليب من ثدي أمه بشرط أن لا يعض حلمة ثدي أمه ويؤذيها. له الحرية ان يمسح على وجه أمه ولكن أن يضربها على وجهها فأمر ممنوع وغير مقبول.

وفي السنة الثالثة يجب أن يتعلم الطفل حسن الاعمال وقبحها. والضرر والخسارة الناتجة عن القبح، ويجب ان يعلم ان العمل السيء هو العمل الذي يجب ان لا يقوم به وان العمل الحسن هو العمل الذي إذا قام به الطفل يلقى تشجيعاً ومحبة وتحسيناً على صنعه. فيكافاً على العمل الحسن ويعاقب على إداء العمل السيء.

ان الاستفادة من الأرضية التي يمتلكها الأطفال ومع الأخذ بنظر الاعتبار بأن الطفل يستطيع أن يتعلم، هنا يجب علينا أن نقوم ببناء الأسس الأخلاقية وصور المعاملة والسلوك مع الطفل وذلك في سن السادسة والسابعة من عمره، هذه الاسس يستطيع الطفل الاستفادة منها طول حياته، وبالأخص فان سن السادسة والسابعة لدى الطفل تمثل بدء مرحلة التمييز وتشخيص العمل الحسن من العمل السيء. أما فيما يرتبط بتعلم الأخلاق بصورة عملية ونظرية فان هذا الأمر يؤجل إلى ما بعد السادسة والسابعة من العمر حيث يستطيع وبشكل كامل ان يشعر بالحسن والقبيح وأحيانا يشعر من قريب أو بعيد بالمسائل الشرعية والمذهبية. وفي كل هذه المراحل فإن القدوة لها تأثير مهم وضروري على الوضع التربوي للطفل.

ملاحظة مهمة

ان الطفل بحاجة إلى الوقت اللازم كي يستطيع الاحاطة بما يتعلق بحياته وعلاقته بالآخرين. إننا لا نستطيع في يوم وليلة ان نعلم الطفل كل ما يتعلق بحياته. فالأصول تقتضي التدرج في التعلم والفهم وتقتضي أن يكون لذلك زماناً معيناً.

ان الانسان لا يستطيع أن يفرض الضوابط والنظام على أي عمر من الأعمار، فلعله بالإمكان ان نقف ساعة بدون أية حركة ولكن هذا الأمر لا يمكن أن نفرضه على طفل في عمر الثالثة أو الرابعة. حيث يكون في هذا السن في حال حركة دائبة ومستمرة، فهو يتحرك باستمرار من دون أن يكون هناك هدف أو دليل لحركته، يتكلم باستمرار من دون أن يشعر بأن هناك ضرورة لكلامه. وعلى هذا الأساس فإننا نستطيع في كل عمر أن نملي على الطفل ونعلمه شيئاً خاصا او ان نتوقع منه امراً خاصا، وبدون الاهتمام بالضوابط والمقررات المرسومة لعملية التربية فإن هذه العملية سوف تتعثر وتنقلب إلى فوضى وعندها لا نحصل على الفائدة المرجوة من التربية. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.