الأغراض السياسية والعسكرية :

قد تتطلب الخطة السياسية والاستراتيجية للدولة مد طرق مرصوفة أو تشييد خطوط للسكك الحديدية إلى أقاليم هامشية داخل الدولة الواحدة لتشديد قبضتها على الإقليم النائي وتثبيت سلطاتها عليها وحمايتها استراتيجياً. والأمثلة على ذلك كثيرة منها خط حديد سيبريا والتركستان والخطوط الحديدة الأمريكية إلى داخل الغرب الأمريكي البري أو الوحشي. وقد انشات فرنسا مشروعها من أجل بناء خط حديدي من السنغال إلى النيجر الا ان الذي لم يتحقق مشروعها لمد خط حديدي من الجزائر إلى النيجر، وبالرغم من نشأة هذه الطرق العسكرية غير الاقتصادية تحولت هذه الطرق لمجاور للنشاط الاقتصادي تغير شكل الإنتاج في الإقليم الذي يمر به والدليل على ذلك أن خط حديد سيبريا قد أصبح الآن وبعد مرور حوالي 70 سنة على إنشائه يجرى داخل أكبر منطقة اقتصادية في العمق الأرضي السوفيتي.

وبالمثل فإن الأغراض العسكرية قد ساعدت دائماً في نمو أشكال جديدة لوسائط النقل في حجمها وكفاءتها وسرعتها فقد قفز سريعاً استخدام العجلة كواسطة لتسهيل لجر العربات بواسطة الحيوان إلى استخدامها في مركبات القتال الحيثية والفرعونية والآشورية وفي حضارات الشرق الأوسط القديم وكذلك حظيت السفن وحاملات الطائرات والطائرات بدفعه تطور قوية خلال سباق التسلح قبل وخلال الحرب العالمية الأولى والثانية. وبصورة أكبر في فترة سباق التسلح التي يعيشها عالمنا المعاصر.