رغم أن الأدوية المحتوية على مادة الكورتيزون تستخدم في علاج العديد من الأمراض والالتهابات، إلا أنها مقرونة بأعراض جانبية حادة وسمعة مخيفة إلى حد ما. فكيف يمكن استخدام هذا الدواء القوي دون الإصابة بإعراضه الجانبية؟

لا يوجد دواء يشابه الكورتيزون من ناحية تعدد استعمالاته في علاج الأمراض والأعراض الطارئة على الجسم، فهو يوصف من قبل الأطباء في حالات الروماتيزم (التهاب المفاصل) وأمراض الحساسية والعلل الجلدية، بالإضافة إلى الربو وأمراض الأمعاء. ومثلما تتنوع الأسباب لاستخدام الكورتيزون، تتنوع أيضاً طرق استخدامه، من الحقن إلى المراهم إلى البخاخات إلى قطرات العين وانتهاء بالحبوب والأقراص.

ويتلخص المفعول "السحري" للكورتيزون ومشتقاته، بحسب ما يكتب موقع "أبوتيكين أومشاو" الإلكتروني الألماني، بتثبيط إنتاج النواقل العصبية المنشطة لعملية الالتهاب داخل خلايا جهاز المناعة. كما تضيف البروفسور مارغيتا فورم من عيادة الأمراض الجلدية بمستشفى شاريتيه في برلين أن الكورتيزون يضعف من جهاز المناعة لدى الإنسان، وهذا يفيد في تقليل الحساسية المفرطة، ما يهم في علاج أمراض الحساسية.

ورغم هذا المفعول "السحري"، إلا أن هناك تحذيرات كثيرة من عدم استخدام الكورتيزون ومشتقاته بكثرة أو لفترة طويلة، وخوفاً عاماً لدى الناس عندما يصف الطبيب لهم دواءاً يحتوي على الكورتيزون. لكن البروفسور فورم تعتبر أن هذا الخوف نابع من الماضي، وأنه مرتبط بفترة اكتشافه عام 1948 وما بعدها، عندما كان يستخدم بكثافة وعلى نطاق واسع.

وتضيف مارغيتا فورم: لم يكن يتم إطلاع المرضى على معلومات كافية حول الكورتيزون ومشتقاته. كما لم يتم استعمال هذا الدواء بطريقة صحيحة، ذلك أن استخدامه بصورة صحيحة يؤدي إلى تقليل أعراضه الجانبية أو التخلص منها تماماً. هذا ويؤدي استخدام الكورتيزون ومشتقاته باستمرار لفترة طويلة إلى تأثير جدي على عملية الأيض، ما يتسبب في أمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى تخثر الدم وهشاشة العظام وتخزين الماء في الجسم وزيادة الوزن.

أما موقع "نافيغاتور ميديتسين" الإلكتروني الطبي، فيرى أن البدائل الحديثة المتوفرة للكورتيزون يمكن للمرضى تحملها دون أي أعراض جانبية تذكر، وذلك لأن المادة الفعالة – خاصة في الكريمات – مصممة بحيث لا تصل بكميات كبيرة إلى مجرى الدم. ولكن بالرغم من ذلك، فإن الاستخدام المستمر لفترة مطولة يؤدي إلى آثار موضعية، منها تشقق الجلد وفقدانه للمرونة. لذلك، ينصح الموقع باستشارة الطبيب عند استخادم الكورتيزون ومشتقاته لفترات طويلة.

أما بالنسبة للأدوية المحتوية على الكورتيزون والتي يمكن شراؤها دون وصفة من الطبيب، فيوصي موقع "أوبتيكين أومشاو" الإلكتروني بعدم استخدامها لفترات لا تتجاوز أسبوعين، بحسب ما ترى الدكتورة الصيدلية ماريون إنغلماير، التي تلاحظ "تشقق الجلد وتقشره والإفراط في نمو الشعر في أنحاء الجسم".

كما تعتبر إنغلماير أن الأعراض الجانبية للكورتيزون تزداد عندما يتم تناوله في صورة أقراص وكبسولات، ذلك أن الكورتيزون يتزوع من الجهاز الهضمي إلى كافة أنحاء الجسم، وبالتالي تزداد احتمالية تسببه بالأعراض الجانبية، مقارنة بأشكال الأدوية الأخرى.

وأخيراً، لا يُنصح المرضى بالتوقف عن تناول الكورتيزون لوحدهم، وذلك لأن الجسم يقلل من إنتاجه عندما يحصل عليه من مصادر خارجية. وعندما يتوقف المريض فجأة عن تناول الكورتيزون، فإن نقصاً حاداً ينشأ في الجسم، بحسب ما تقول أخصائية الجلد ماغيتا فورم. لذلك يجب خفض الجرعات تدريجياً.