أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-5-2022
1554
التاريخ: 17-04-2015
3874
التاريخ: 17-04-2015
3960
التاريخ: 17-04-2015
4028
|
ملامح عصر الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) ومواقفه
لقد واجه الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) بعد استشهاد أبيه الحسين ( عليه السّلام ) ما يلي :
1 - التعاطف مع أهل البيت ( عليهم السّلام ) تعاطفا كان يفتقد الوعي ويقتصر على الشعور الإيجابي بالولاء مع خلوّه عن الموقف العملي الجادّ .
2 - ثورات انتقاميّة كانت تتحرّك نحو هدف محدود ، وثورات نفعية مصلحيّة ، ونشوء حركات منافقة ، وظهور وعّاظ السلاطين لاسباغ الشرعية على السلطة القائمة .
3 - بروز ظاهرة الشعور بالإثم عند الامّة بسبب ما ارتكبته من خذلان لأبيه الحسين السبط ( عليه السّلام ) لكن هذا الشعور كما هو معروف كان بلا ترشيد واضح ، والعقليات المدبّرة للثورة على الوضع القائم كانت تفكّر بالثأر فحسب .
وهنا خطّط الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) لعمله على مرحلتين أو خطوتين :
الخطوة الأولى : تناول الإمام ( عليه السّلام ) ظاهرة الشعور بالاثم وعمل على ترشيدها بعد أن عمّقها بشكل متواصل عبر تذكيره الامّة بمأساة كربلاء والمظالم التي لحقت بآل البيت ( عليهم السّلام ) . وقد استغرق هذا التذكير زمنا طويلا ، حيث حاول إعطاء ظاهرة الشعور بالإثم بعدا فكريا صحيحا ليجعل منه أداة دفع وتأثير في عملية البناء والتغيير .
وبعد أن تراكم هذا الشعور شكّل في نهاية الأمر خزينا داخليا كانت لا تقوى الامّة أن تصبر عليه طويلا وأصبح الإلحاح على مخرج تعبّر به الامّة عن ألمها أمرا جدّيا ، حتّى حدثت الثورة الكبرى . وطبيعي أنّ هذا الجوّ المشحون الذي كان ينبئ بالثورة والإطاحة بالامويين جعلهم يشدّدون الرقابة على الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) باعتباره الرأس المدبّر لهذه المطالبة ولكونه الوريث الشرعي للخلافة بعد أبيه الحسين ( عليه السّلام ) . ومن هنا كانت الحكومة الامويّة تفسّر أيّ حركة تصدر من الإمام ( عليه السّلام ) على أنها تمهيد للثورة .
الخطوة الثانية : توزّع نشاط الإمام ( عليه السّلام ) في هذه الخطوة على عدّة اتّجاهات .
الاتجاه الأوّل : قام الإمام ( عليه السّلام ) ببلورة العواطف الهائجة وحاول أن يدفعها باتّجاه الفكر الصحيح ويضع لها الأسس العقائديّة ويجعل منها مقدمة لعملية التغيير التي ينشدها الإمام ( عليه السّلام ) ، وقد تمثّلت في إيجاد الفكر الإسلامي الصحيح الذي طالما تعرّض للتشويه والتحريف . ثم إعداد الطليعة الواعية التي تشعر بالمسؤولية وتكون أهلا لحمل الأمانة الإلهيّة .
الاتّجاه الثاني : تحرّك الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) انطلاقا من مسؤوليته في حماية الإسلام وبقائه كشريعة دون تحريف وتشويه لمحتواه ضمن عدّة نشاطات :
1 - النشاط الأول : واجه الإمام ( عليه السّلام ) الحركات الانحرافية والفرق الضالّة والمغالية التي كانت تستهدف الفكر الإسلامي وتعتمد الإسرائيليات والنظريات الهندية واليونانية حول الكون والحياة في فهم القرآن والحديث الشريف ، وقام بنشر مختلف العلوم والفنون وتبيان الصيغة الصحيحة للعلاقات الاجتماعية والسياسية والأخلاقية التي كان قد أصابها الفساد ، كما يتّضح ذلك بجلاء في رسالته المعروفة برسالة الحقوق ، كما ساهم في حلّ المشاكل التي كانت تهدّد كرامة الدولة الإسلامية كما يلاحظ ذلك جليّا فيما حدث في جوابه على رسالة ملك الروم حين هدّد الخليفة بالحصار الاقتصادي[1].
النشاط الثاني : إن الأمويين كانوا قد ضيّقوا على حركة الإمام ( عليه السّلام ) ونشاطه مع الامّة إلّا أن الإمام ( عليه السّلام ) استخدم الدعاء سلاحا للارتباط الفكري والمعنوي بها . وحيث انّ هذا السلاح لم يستهدف الأمويين مباشرة ، توفّر للإمام ( عليه السّلام ) مجال أوسع لمعالجة الظواهر المرضية والانحرافات الأخلاقية .
الاتّجاه الثالث : التأكيد على أهمّية العمل الثوري ومكافحة الظلم والانحراف وايقاد روح الجهاد التي كانت خمدت في الامّة عبر سنوات الانحراف ، كما يتجلّى ذلك في دعائه للمختار الذي طالب بثأر الحسين وكان على اتّصال دائم بالإمام ( عليه السّلام ) أثناء ثورته من خلال عمّه محمد بن الحنفيّة .
الاتّجاه الرابع : لم يكن موقف الإمام ( عليه السّلام ) من الحكّام موقف المواجهة والتحدّي المباشر ؛ إذ لو كان قد فعل الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) ذلك لما كان يستطيع أن يحقّق ما حقّقه من مكاسب في الأمة في مجال التربية ، ولما توفّرت أجواء سليمة وفرص واسعة لنشاط الإمام الباقر ( عليه السّلام ) من بعده وللجماعة الصالحة التي ربّاها .
لكنّ هذا لا يعني أن الإمام ( عليه السّلام ) لم يوضّح رأيه في الحكومة فلم يترك الأمر ملتبسا على شيعته بل كانت للإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) مواقف مع الحكّام سوف نشير إلى بعض منها ، وكان هدفه منها إعطاء خطّ في التربية والتغيير حفاظا على الشيعة من الضياع ؛ إذ لم تكن الجماعة الصالحة على سبيل المواجهة ولكنّها كانت كافية في التحصين في تلك المرحلة على مستوى التربية والإعداد وتأسيسا لمستقبل سياسي أفضل .
ونستطيع أن نلاحظ موقف الإمام ( عليه السّلام ) مع السلطة من خلال رسالته الجوابية إلى عبد الملك حين لام عبد الملك الإمام ( عليه السّلام ) على زواجه بأمته التي كان قد أعتقها .
إنّ ردّ الإمام ( عليه السّلام ) على عبد الملك كان يتضمّن تحدّيا للخليفة الذي كان يفكّر بعقلية جاهلية ؛ فإنّ الإمام ( عليه السّلام ) وضّح فيها الموقف الإسلامي الذي يلغي كل الامتيازات التي وضعتها الجاهلية بقوله ( عليه السّلام ) : « فلا لوم على امرئ مسلم إنّما اللوم لوم الجاهلية » .
يظهر هذا التحدّي ممّا جاء في مصادر التأريخ من أن الخليفة الأموي بعد أن قرأها هو وابنه سليمان ، قال الابن : يا أمير المؤمنين لشدّ ما فخر عليك علي بن الحسين ! ! فردّ الخليفة على ابنه قائلا : « يا بنيّ لا تقل ذلك فإنّها ألسن بني هاشم التي تفلق الصخر وتغرف من بحر ، إنّ عليّ بن الحسين يا بني يرتفع من حيث يتّضع الناس[2].
وفي هذا الجواب إشارة إلى أنّ المواجهة مع الإمام من قبل الخليفة لا تخدم سلطان بني أمية .
ومن مواقف الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) تجاه السلطة أيضا موقفه من الزهري ذلك المحدث الذي كان مرتبطا بالبلاط الأموي - فقد أرسل إليه الإمام ( عليه السّلام ) رسالة قرعه فيها على شنيع فعله[3] ، وان كان قد علم الإمام بأنه غارق إلى هامته في موائد السلطان ولهوه ، إلّا أنّها رسالة للأجيال .
ومن الأحاديث التي وضعها هذا الرجل دعما لسياسة بني أمية حينما منعوا حجّ بيت اللّه الحرام لمّا كان ابن الزبير مسيطرا على الحرمين الشريفين ما رواه عن النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) بقوله : لا تشدّ الرحال إلّا إلى ثلاثة : مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى .
ملامح عصر الإمام محمد الباقر ( عليه السّلام )
استشهد الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) سنة ( 95 ه ) في أيام حكم الوليد بن عبد الملك وتولّى الإمام محمد بن علي الباقر ( عليهما السّلام ) مسؤولية الإمامة بوصية من أبيه حيث أعلن عن إمامته أمام سائر أبنائه وعشيرته حين سلّمه صندوقا فيه سلاح رسول اللّه ( عليه السّلام ) وقال له : « يا محمّد هذا الصندوق فاذهب به إلى بيتك ، ثم قال ( عليه السّلام ) : أما إنه لم يكن فيه دينار ولا درهم ولكنه مملوء علما »[4].
إذن فهو صندوق يرمز لمسؤولية القيادة الفكرية والعلمية كما أنّ السلاح يرمز لمسؤولية القيادة الثورية .
وبالرغم من توالي الثورات التي تلت واقعة الطف والتي كان الإمام الباقر ( عليه السّلام ) قد عاصرها جميعا مع أبيه ( عليه السّلام ) بقي موقف الأعمّ الأغلب من الناس الاستجابة لمنطق السيف الأموي إلى جانب القسم الآخر الذي آمن بأنّ الحكّام الأمويين يمثّلون الخلافة الإسلامية .
كما أنه عاصر عمليات الهدم الفكري والتحريف والمسخ الثقافي الذي مارسه الأمويون بحق الرسالة والقيم الإسلامية .
وعند مجيء سليمان بن عبد الملك إلى الحكم بعد وفاة أخيه الوليد بن عبد الملك سنة ( 96 ه ) أصدر قرارات جديدة استراحت الامّة بسببها قليلا حيث أمر بالتنكيل بآل الحجاج بن يوسف الثقفي وطرد كلّ عمّاله وولاته[5] كما أطلق سراح المسجونين في سجون الحجّاج[6].
وفي سنة ( 99 ه ) تقلّد الحكم الأموي عمر بن عبد العزيز فازدادت الحرّيات في مدّة خلافته القصيرة ، كما يراه بعض المؤرّخين ، كما أنه عالج مشكلة الخراج التي قال عنها بأنها سنّة خبيثة سنّها عمّال السوء[7].
وعامل العلويين معاملة خالف فيها أسلافه فقد جاء في كتابه لعامله على المدينة : « فأقسم في ولد علي من فاطمة رضوان اللّه عليهم عشرة آلاف دينار فطالما تخطّتهم حقوقهم »[8] وردّ فدكا - التي كان قد صادرها الخليفة الأوّل - على الإمام الباقر ( عليه السّلام )[9] ورفع سبّ الإمام عليّ ( عليه السّلام ) الذي كان قد سنّه معاوية[10].
أما الناحية الفكرية : فتبعا للتغيّرات السياسية نلمس تطوّرا في الجانب الفكري أيضا . فقد برزت في هذا الظرف تيارات فكريّة جديدة واتّجه الناس للبحث والدرس وتلقي المعرفة الإسلامية ورفع المنع الحكومي عن تدوين الحديث النبوي وبدأت تتميّز مدرسة أهل الحديث عن مدرسة أهل الرأي ومال الموالي من غير العرب إلى مدرسة أهل الرأي في الكوفة ، وتزعّم أبو حنيفة هذه المدرسة في حينها ضدّ مدرسة أهل الحديث في المدينة[11].
وكنتيجة طبيعية للإخفاق الذي سجّلته الحركات الفكرية ، ظهرت فكرة الاعتزال التي نادى بها واصل بن عطاء في البصرة عندما اعتزل حلقة درس أستاذه الحسن البصري وهي تعتبر تعديلا لفكرة الخوارج التي لم تلق رواجا حينما قالت بكفر مرتكب الكبيرة[12] والمرجئة التي قالت بأنّه لا تضرّ مع الإيمان معصية[13] فقال واصل ( مؤسس اتّجاه الاعتزال والمتوفى في ( 131 ه ) : إنّ صاحب الكبيرة ليس بمؤمن بإطلاق بل هو في منزلة بين منزلتين أي انّ مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن ولا كافر لكنّه فاسق والفاسق يستحق النار بفسقه[14] .
هذه صورة مجملة عن الواقع الذي عايشه الإمام الصادق ( عليه السّلام ) خلال مرحلة قيادة أبيه الباقر ( عليه السّلام ) .
متطلّبات عصر الإمام الباقر ( عليه السّلام )
ونلخّص دور الإمام الباقر ( عليه السّلام ) في ثلاثة خطوط أساسية :
الخط السياسي ، وإكمال بناء الجماعة الصالحة وتأسيس جامعة أهل البيت ( عليهم السّلام ) العلمية .
1 - الخط السياسي للإمام الباقر ( عليه السّلام )
لقد كان الخيار السياسي للإمام الباقر ( عليه السّلام ) في فترة تصدّيه للإمامة هو الابتعاد عن الصدام والمواجهة مع الأمويين . وهذا واضح من خلال تصريحه الذي تضمّن بيانا للجوّ السائد وحالة الامّة ومستوى وعيها آنذاك حيث قال ( عليه السّلام ) : « إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا »[15].
كما نجده فيما بعد يستوعب سياسة الانفتاح والاعتدال التي أبداها عمر ابن عبد العزيز ، سواء كان هذا الاعتدال بدافع ذاتي لعلاقته بالإمام ( عليه السّلام ) أم بدافع الضغوط الخارجيّة وخوفه من انهيار الدولة الأموية .
إنّ الإمام قد رسم خطّه السياسي مع عمر بن عبد العزيز عبر أسلوبين :
الأسلوب الأول : التصريح برأيه حول عمر بن عبد العزيز وحكومته قبل تصدّيه للخلافة . فعن أبي بصير ، قال : كنت مع أبي جعفر الباقر ( عليه السّلام ) في المسجد ودخل عمر بن عبد العزيز وعليه ثوبان ممصّران[16] متكئا على مولى له فقال ( عليه السّلام ) : « ليلينّ هذا الغلام [ أي سوف يتولّى السلطة ] فيظهر العدل ويعيش أربع سنين ( كذا ) ثم يموت فيبكي عليه أهل الأرض ويلعنه أهل السماء !
قال أبو بصير : فقلنا : يا ابن رسول اللّه أليس ذكرت إنصافه وعدله ؟ !
فقال : يجلس في مجلسنا ولا حقّ له فيه »[17].
الأسلوب الثاني : أسلوب المراسلة واللقاء . فقد روي أنّ عمر بن عبد العزيز كرّم الإمام أبا جعفر ( عليه السّلام ) وعظّمه وأرسل خلفه فنون بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود وكان من عبّاد أهل الكوفة فاستجاب له الإمام ( عليه السّلام ) وسافر إلى دمشق فاستقبله عمر استقبالا رائعا واحتفى به وجرت بينهما أحاديث وبقي الإمام الباقر ( عليه السّلام ) أيّاما في ضيافته[18].
وروي أيضا أنّه كتب عمر للإمام ( عليه السّلام ) بقصد الاختبار فأجابه الإمام برسالة فيها موعظة ونصيحة له[19].
ولكن سياسة الابتعاد عن الصدام المباشر لم تمنع الإمام الباقر ( عليه السّلام ) من أن يقف من الأمة بشكل عام ومن الأمويين وهشام بن عبد الملك بشكل خاص موقف التحدي الفكري والعقائدي والعلمي لبيان الحق المغتصب وكشف ستار الباطل الذي كان قد أسدله الحكّام على الحق ورموزه .
فحين حجّ هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين وكان قد حجّ في تلك السنة محمّد بن علي الباقر ( عليه السّلام ) وابنه جعفر ، قال جعفر بن محمد ( عليه السّلام ) في بعض كلامه : « الحمد للّه الذي بعث محمّدا نبيّا وأكرمنا به ، فنحن صفوة اللّه على خلقه وخيرته من عباده فالسعيد من اتّبعنا والشقيّ من خالفنا ، ومن الناس من يقول : إنه يتولّانا وهو يتولّى أعدائنا ومن يليهم من جلسائهم وأصحابهم ، فهو لم يسمع كلام ربّنا ولم يعمل به . . . »[20].
فبيّن الإمام ( عليه السّلام ) مفهوم القيادة الإلهية ومصداقها الحقيقي والذي كان يمثّلها هو آنئذ .
وهذا الطرح وان كان فيه نوع مجابهة صريحة للحاكم وما كان يدور في أذهان الناس لكنه لم يكن مغامرة ؛ لأنّ الظرف كان بحاجة إلى مثل هذا الطرح والتوضيح بالرغم من أنه قد أدّى - فيما بعد - إلى أن يستدعي هشام ، الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السّلام ) إلى الشام .
2 - إكمال بناء الجماعة الصالحة
لم تكن عملية بناء الجماعة الصالحة وليدة عصر الإمام الباقر ( عليه السّلام ) فقد باشرها الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) ثم الإمام علي ( عليه السّلام ) ، حيث نجد لمالك الأشتر وهاشم المرقال ، ومحمد بن أبي بكر ، وحجر بن عدي ، وميثم التمار ، وكميل بن زياد ، وعبد اللّه بن العباس دورا كبيرا في الصراع الذي خاضه الإمام علي ( عليه السّلام ) مع مناوئيه ، وهؤلاء يشكّلون اللبنة الأولى للجماعة الصالحة في عصر الإمام علي ( عليه السّلام ) .
واستمرت عملية البناء هذه بشكل فاعل في عصر الإمامين الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) ثم تقلّص النشاط المباشر في بناء هذه القاعدة وتوسيعها ، ثم استمرّت عملية البناء في العقود الأخيرة من حياة الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) .
وتكاملت في عصر الإمام الباقر ( عليه السّلام ) حيث سنحت الفرصة له بأن يتحرّك نحو تطوير الجماعة الصالحة بتوضيح أهدافها التي تمثلت في الدفاع عن المجتمع الإسلامي وحفظ الشريعة الإسلامية من التحريف إلى جانب توسيع القاعدة كمّا مع تطويرها كيفا .
ونقتصر فيما يلي على بعض ما قام به الإمام الباقر ( عليه السّلام ) من خطوات :
الخطوة الأولى : أخذ الإمام ( عليه السّلام ) يعمّق ويوضح صفات الجماعة الصالحة الموالية لأهل البيت ( عليهم السّلام ) ودورها في المجتمع فقد جاء في وصفه لهذه الجماعة قوله ( عليه السّلام ) : « إنما شيعتنا - شيعة علي - المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا ، المتزاورون لإحياء أمرنا الذين إذا غضبوا لم يظلموا ، وإذا رضوا لم يسرفوا ، بركة على من جاوروا ، سلم لمن خالطوا »[21] ، وقال أيضا : « شيعتنا من أطاع اللّه »[22].
وبهذا أراد الإمام ( عليه السّلام ) أن يرسّخ الكمالات الإنسانية في جانبي الأخلاق والعبادة التي تعرّضت للضياع طيلة سنوات المحنة ، ويوضّح أن الانتماء لخطّ أهل البيت ( عليهم السّلام ) هو بالعمل والتحلي بهذه الصفات .
الخطوة الثانية : قام الإمام ( عليه السّلام ) - بالإضافة إلى توضيح مستوى الروح الإيمانية التي ينبغي أن يتمتّع بها أفراد الجماعة الصالحة - بشحذ هممها وتربيتها على روح الصبر والمقاومة لكي تمتلك القدرة على مواصلة العمل في سبيل اللّه ومواجهة التحديات المستمرة وعدم التنازل أمام الإغراءات أو الضغوط الظالمة ، فقد جاء في كلامه ( عليه السّلام ) لرجل حين قال له : واللّه إني لاحبّكم أهل البيت . فقال ( عليه السّلام ) : « فاتّخذ للبلاء ، جلبابا ، فو اللّه إنه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي ، وبنا يبدو البلاء ثم بكم ، وبنا يبدو الرخاء ثم بكم[23].
هكذا رسم الإمام ( عليه السّلام ) معالم الطريق الشائك أمامه ، إنه طريق مفروش بالدماء والدموع ، والإمام رائد المسيرة على هذا الطريق يصيبه البلاء أوّلا قبل أن يصيب شيعته .
وقد كان الإمام ( عليه السّلام ) يذكّرهم بمعاناة شيعتهم وأتباعهم قبل هذا الظرف بقوله ( عليه السّلام ) : « قتلت شيعتنا بكلّ بلدة وقطعت الأيدي والأرجل على الظنة وكان من يذكر بحبّنا والانقطاع إلينا سجن ونهب ماله وهدمت داره »[24].
ومن الأعمال التي قام بها الإمام ( عليه السّلام ) في بناء الجماعة الصالحة هو إلزام أتباعه وخاصّته بمبدأ التقيّة حفاظا عليهم من القمع والإرهاب والإبادة التي طالما تعرّضوا لها . وقد اعتبر هذا المبدأ من الواجبات الشرعية ذات العلاقة بالإيمان ، فكان يوصيهم بالتقيّة قائلا : « التقيّة من ديني ودين آبائي ، ولا إيمان لمن لا تقيّة له »[25].
ومن المبادئ التي تتداخل مع التقيّة : مبدأ كتمان السرّ ، فقد جاء عنه ( عليه السّلام ) في وصيّته لجابر بن يزيد الجعفي في أوّل لقاء له بالإمام ( عليه السّلام ) : أن لا يقول لأحد أنه من أهالي الكوفة ، وليظهر بمظهر رجل من أهل المدينة . . . وجابر الجعفي هذا قد أصبح فيما بعد صاحب سرّ الإمام ( عليه السّلام ) ، ولشدّة فاعليّته وتأثيره في الأمة أمر هشام بن عبد الملك واليه في الكوفة بأن يأتيه برأس جابر ، لكنّ جابرا قد تظاهر بالجنون قبل أن يصدر الأمر بقتله حسب إرشادات الإمام الباقر ( عليه السّلام ) التي كانت تصله سرّا ، فقد جاء في كتاب هشام إلى واليه : أن انظر رجلا يقال له :
جابر بن يزيد الجعفي ، فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه .
فالتفت الوالي إلى جلسائه فقال لهم : من جابر بن يزيد الجعفي ؟
قالوا : أصلحك اللّه ، كان رجلا له علم وفضل وحديث وحجّ فجنّ وهو ذا في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب معهم .
فأشرف عليه فإذا هو مع الصبيان يلعب على القصب . فقال : الحمد للّه الذي عافاني من قتله[26].
وكان في هذه المرحلة رجال كتموا تشيّعهم وما رسوا نشاطات مؤثرة في حياة الامّة فكريّة وعسكريّة وفقهيّة مع الاحتفاظ بعلاقاتهم . منهم :
سعيد بن المسيّب ، والقاسم بن محمد ، فقد كانا بارزين بين علماء ذلك العصر في الفقه وغيره إلّا أنّه لم تكن لهم صبغة التشيع الصريح ، فقد شاع عن سعيد ابن المسيّب أنه كان يجيب أحيانا برأي غيره من علماء عصره أو برأي من سبقه من الصحابة مخافة أن يصيبه ما أصاب سعيد بن جبير ويحيى بن أمّ الطويل ، وغيرهما ممّن تعرضوا للقتل والتشريد بسبب تشيّعهم .
وهذا موسى بن نصير من رجالات الكوفة العسكريين وزهّادها المؤمنين ممّن عرف بولائه لأهل البيت ( عليهم السّلام ) هو وأبوه نصير ، ولقد غضب عليه معاوية ؛ إذ لم يخرج معه لصفّين ، وموسى هو الذي فتح الفتوحات العظيمة في بلاد المغرب وكان تحت امرته مولاه طارق بن زياد وولده عبد العزيز وبسبب تشيّعه غضب عليه سليمان بن عبد الملك وقبل أن يقتله عرّضه لأنواع العذاب فقتل ولده أمامه وألزمه بدفع مبلغ كبير[27].
وكان لجابر الجعفي وزرارة وأبان بن تغلب وغيرهم دور بالغ في نجاح حركة الإمام الباقر ( عليه السّلام ) الفكرية وأصبحوا فيما بعد النواة لجامعته وبقي هؤلاء بعد وفاته بصحبة ولده الإمام الصادق ( عليه السّلام ) ليمارسوا مسؤولياتهم بحجم أكبر كما سيأتي توضيحه .
3 - تأسيس جامعة أهل البيت ( عليهم السّلام )
لقد أصبح تشكيل النواة الأولى لجامعة علمية إسلامية في هذه المرحلة ضرورة حضارية لمواجهة التحدّي الحاضر ونسف البنى الفكرية لكل الأطروحات السابقة التي وجدت في ظروف المحنة مناخا مناسبا لبثّ أفكارها .
انّ من الضروري وجود تيّار فكري يبلور الأفكار الإسلامية الأصيلة ويعبّئ بها ذهن الأمة ويفوّت الفرصة على الظالمين في حالة تبدّل الظروف .
ويمكن تلخيص الأسباب التي شكّلت عاملا مهمّا في التهيئة لنجاح هذه الجامعة فيما يلي :
1 - لقد أبعدت الأمة عن تبنّي أفكار الأئمة من أهل البيت ( عليهم السّلام ) وفقههم أكثر من قرن وبقيت تتناقله الخواصّ في هذه الفترة عن طريق الكتابة والحفظ شفاها وبالطرق السرّية .
2 - في هذه الفترة طرحت على العالم الإسلامي تساؤلات فكريّة ومستجدّات كثيرة لم تمتلك الامّة لها حلّا بسبب اتّساع البلاد الإسلامية وتبدّل الظروف وحاجات المسلمين .
3 - شعر المسلمون في هذا الظرف بأهمّية البحث عن مبدأ فكري يتكفّل حلّ مشكلاتهم ؛ لأنّ النصّ المحرّف واجتهادات الصحابة أصبح متخلّفا عن المواكبة بل أصبح بنفسه مشكلة أمام المسلم لتعارضه مع العقل والحياة .
4 - في هذا العصر ظهرت مدارس فكرية متطرّفة مثل مدرسة الرأي القائلة بالقياس والاستحسان . زاعمة أنّ النصوص التي نقلت عن الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) قليلة[28] لا تفي بالغرض ، الأمر الذي تسرّب فيه العنصر الذاتي للمجتهد ودخل الإنسان بذوقه الخاص إلى التشريع[29] ، كما ظهرت مدرسة الحديث قبال مدرسة الرأي والتي عرفت بالجمود على ظاهر النص ولم تتفرّغ لتمييز صحيح النصوص من غيره .
5 - غياب القدوة الحسنة والجماعة الصالحة التي تشكّل مناخا لنموّ الفضيلة وزرع الأمل في نفوس الامّة باتّجاه الأهداف الربّانيّة .
في هذا الظرف الذي ذهب فيه الخوف واستطاع المسلم أن يبحث عن المعرفة وعن حلّ لمشكلاته الفكرية ، قام الإمام الباقر ( عليه السّلام ) بتشكيل حلقاته العلمية في مسجد الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) فكان وجوده ( عليه السّلام ) مركز جذب لقلوب طلّاب الحقيقة فالتفّ حوله صحابة أبيه الإمام زين العابدين ( عليه السّلام ) ، وبدأ منذ ذلك الحين بالتركيز على بناء الكادر العلمي آملا أن يواجه به المشكلات الفكرية التي بدأت تغزو الامّة المسلمة . وكان يشكّل هذا الكادر فيما بعد الأرضية اللازمة لمشروع الإمام الصادق ( عليه السّلام ) المرتقب فتناول الإمام ( عليه السّلام ) أهمّ المشكلات الفكرية التي كان لها ارتباط وثيق بحياة الناس العقائدية والأخلاقية والسياسية .
وزجّ الإمام بكادره العلمي وسط الأمة بعد أن عبّأه بكل المؤهّلات التي تمكنه من خوض المعركة الفكرية حينما قال لأبان بن تغلب : « جالس أهل المدينة فانّي أحبّ أن يرى في شيعتنا مثلك »[30].
وعندما يدرك الأصحاب مغزى هدف الإمام من هذا التوجيه وضرورة الحضور مع الناس يتصدّى هؤلاء بأنفسهم لمعالجة المشكلات الفكرية وإبطال الشبه عن طريق الحوار والمناظرة حسب الخطّ الذي رسمه لهم الإمام ( عليه السّلام ) في وقت سابق .
قال عبد الرحمن بن الحجّاج : كنّا في مجلس أبان بن تغلب فجاء شاب فقال له : يا أبا سعيد أخبرني كم شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب النبي ( صلّى اللّه عليه وآله ) ؟ وأدرك أبان مراده فانبرى قائلا : كأنك تريد أن تعرف عليّا بمن تبعه من أصحاب رسول اللّه ؟ فقال هو ذاك .
فأجابه أبان : واللّه ما عرفنا فضلهم - أي الصحابة - إلّا باتّباعهم إيّاه .
وتعميقا لهذا التوجيه وبنفس السياق يبادر محبوب أهل البيت ( عليهم السّلام ) ولسانهم مؤمن الطاق ليواجه أفكار الخوارج ويردّ على جرأتهم في التشكيك بموقف الإمام علي ( عليه السّلام ) من مسألة التحكيم[31].
فقد دخل مؤمن الطاق على بعض زعماء الخوارج في الكوفة فقال له : أنا على بصيرة من ديني وقد سمعتك تصف العدل فأحببت الدخول معك ، فقال الخارجي لأصحابه : إن دخل هذا معكم نفعكم .
فقال له مؤمن الطاق : لم تبرّأتم من عليّ بن أبي طالب واستحللتم قتله وقتاله ؟
فأجابه الخارجي : لأنّه حكّم الرجال في دين اللّه .
فقال له : وكلّ من حكّم في دين اللّه استحللتم قتله ؟
فأجاب الخارجي : نعم .
فقال له : أخبرني عن الدين الذي جئت انظارك به لأدخل معك فيه ، إن غلبت حجتي حجتك ، من يوقف المخطئ منّا عن خطئه ويحكم للمصيب بصوابه ؟
فأشار الضحّاك إلى رجل من أصحابه وقال : هذا هو الحكم بيننا .
هنا توجّه مؤمن الطاق إلى من كان حاضرا من الخوارج وقال : زعيمكم هذا قد حكّم في دين اللّه[32]. وهكذا أفحمهم بحجّته البالغة ومنطقه القويم .
وقبل أن ننتهي من حياة الإمام الباقر ( عليه السّلام ) نشير إلى ثلاث وقائع تاريخية لها صلة بالمرحلة التي سوف يتصدى لها الإمام الصادق ( عليه السّلام ) .
الواقعة الأولى : ان هشام بن عبد الملك هو واحد من الحكّام الأمويين الّذين نصبوا العداوة لأهل البيت ( عليهم السّلام ) ، بل نراه قد زاد على غيره حتّى أنه على أثر الخطبة التي خطبها الإمام الصادق ( عليه السّلام ) في مكة والتي أوضح فيها معنى القيادة ولمن تكون القيادة ، يأمر هشام فور رجوعه إلى الشام بجلب الإمامين الباقر والصادق ( عليهما السّلام ) إلى دمشق لغرض التنكيل بهما .
وبعد اللقاء بهشام تفوّق الإمام الباقر ( عليه السّلام ) في البلاط الأموي في الحوار الذي أجراه مع هشام ثم حواره مع عالم النصارى في الشام ، يسمح لهما هشام بالرجوع إلى المدينة ولكنّه يأمر أمير ( مدين ) - وهي المدينة الواقعة في طريقهما - بإيذائهما فقد جاء في رسالته : إنّ ابني أبي تراب الساحرين محمّد بن علي وابنه جعفر الكذابين فيما يظهران من الإسلام ، قد وردا عليّ فلما صرفتهما إلى المدينة مالا إلى القسيسين والرهبان من كفّار النصارى ، وتقربّا إليهم بالنصرانية فكرهت أن انكّل بهما لقرابتهما ، فإذا قرأت كتابي هذا فناد في الناس : برئت الذمّة ممّن يشاربهما ، أو يبايعهما ، أو يصافحهما ، أو يسلّم عليهما فإنّهما قد ارتدّا عن الإسلام ، ورأى أمير المؤمنين أن تقتلهما ودوابّهما وغلمانهما ومن معهما شرّ قتلة والسلام[33].
ولم يترك هشام الإمام الباقر ( عليه السّلام ) حرّا يتحرّك في المدينة ، ولم يسترح من تواجده في الساحة الإسلامية حتّى أقدم على قتله غيلة بالسمّ سنة ( 114 ه )[34].
الواقعة الثانية : في هذه الفترة تحفّز زيد بن علي بن الحسين ( عليه السّلام ) وصمّم على الثورة ضد هشام بن عبد الملك على أثر تصرّفات الأمويين ، ولا سيّما تصرّف هشام المهين بحقّ زيد ، والنيل من كرامته ، وما كان يفعله هشام بحقّ الشيعة بشكل خاص .
لقد دخل زيد على هشام فسلّم عليه بالإمرة فلم يردّ السلام إهانة له ، بل أغلظ في الكلام ولم يفسح له في المجلس .
فقال زيد : السلام عليك يا أحول ، فإنّك ترى نفسك أهلا لهذا الاسم .
فغضب هشام وجرت بينهما محاورة كان نصيب هشام فيها الفشل ، وخرج زيد وهو يقول : ما كره قوم حرّ السيوف إلّا ذلّوا .
وأمر هشام بردّه . وقال له : اذكر حوائجك فقال زيد : أما وأنت ناظر على أمور المسلمين فلا . وخرج من عنده وقال : من أحبّ الحياة ذلّ[35].
ومضى زيد إلى الكوفة ثمّ خطّط للثورة واستشار بذلك الإمام الباقر ( عليه السّلام ) .
قال الإمام الصادق ( عليه السّلام ) : إنّ عمي أتى أبي فقال إني أريد الخروج على هذا الطاغية .
ولمّا أزمع على الخروج أتاه جابر بن يزيد الجعفي فقال له : إني سمعت أخاك أبا جعفر يقول : إن أخي زيد بن علي خارج ومقتول وهو على الحق فالويل لمن خذله ، والويل لمن حاربه ، والويل لمن يقتله .
فقال له زيد : يا جابر لم يسعني أن أسكت وقد خولف كتاب اللّه تعالى وتحوكم بالجبت والطاغوت[36].
الواقعة الثالثة : لمّا قربت وفاة الإمام محمّد الباقر ( عليه السّلام ) دعا بأبي عبد اللّه جعفر الصادق ( عليه السّلام ) فقال له : إن هذه الليلة التي وعدت فيها . ثم سلّم إليه الاسم الأعظم ومواريث الأنبياء والسلاح وقال له : يا أبا عبد اللّه ، اللّه اللّه في الشيعة ! فقال أبو عبد اللّه : لا تركتهم يحتاجون إلى أحد . . .[37].
بهذا العرض ننتهي من تصوير حياة الإمام الصادق مع أبيه الباقر ( عليهما السّلام ) لتبدأ مرحلة تصدّيه للإمامة ، وبها يبدأ عصر جديد من العمل والجهاد والاصلاح .
[1] البداية والنهاية : 9 / 122 .
[2] بحار الأنوار : 46 / 165 عن فروع الكافي : 5 / 344 ، والعقد الفريد : 7 / 121 .
[3] تحف العقول : 272 - 277 .
[4] بصائر الدرجات : 4 / 44 و 48 ، وأصول الكافي : 1 / 305 ح 1 و 2 وعنهما في بحار الأنوار : 46 / 229 .
[5] الكامل لابن الأثير : 4 / 138 .
[6] تاريخ ابن عساكر : 4 / 80 .
[7] تاريخ الطبري : 8 / 139 ، وعنه في الكامل لابن الأثير : 5 / 29 .
[8] مروج الذهب : 3 / 194 .
[9] الكامل : 4 / 164 ، والمناقب : 4 / 225 وسفينة البحار : 6 / 494 و 7 / 45 عن المجلد الثامن من بحار الأنوار الطبعة الحجرية و 46 / 320 و 327 ، وفي الكامل للجزري : 4 / 164 .
[10] انظر الفكر السامي : 1 / 276 عن صحيح مسلم ، وتاريخ اليعقوبي : 2 / 223 و 230 و 235 و 305 ، وشرح النهج للمعتزلي : 15 / 98 في قنوت معاوية على علي والحسن والحسين ! تاريخ الخميس : 2 / 317
[11] ضحى الإسلام لاحمد امين : 2 / 178 .
[12] الملل والنحل : 1 / 158 .
[13] تاج العروس ، مادة رجأ .
[14] الأغاني : 7 / 15 .
[15] الارشاد ، للشيخ المفيد : 2 / 167 ، 168 وعنه في مناقب آل أبي طالب : 4 / 206 وعنهما في بحار الأنوار :
46 / 288 .
[16] الممصّر : الثوب المصبوغ بصفرة خفيفة - النهاية : 4 / 336 .
[17] الخرائج والجرائح : 1 / 276 ح 7 وعنه في بحار الأنوار : 46 / 251 و 327 وعنه في سفينة البحار : 6 / 495 و 496 .
[18] تاريخ دمشق : 51 / 38 .
[19] تاريخ اليعقوبي : 2 / 305 .
[20] دلائل الإمامة : 104 - 109 ، بحار الأنوار : 46 / 306 .
[21] تحف العقول : 295 و 300 .
[22] تحف العقول : 295 و 300 .
[23] أمالي الشيخ الطوسي : 95 ، وعنه في بحار الأنوار : 46 / 360 .
[24] حياة الإمام الحسن ( عليه السّلام ) دراسة وتحليل : 2 / 257 .
[25] أصول الكافي : 2 / 219 .
[26] أصول الكافي : 1 / 396 وعنه في بحار الأنوار : 46 / 282 .
[27] تاريخ اليعقوبي : 2 / 294 .
[28] هذا في غير مدرسة أهل البيت ( عليهم السّلام ) الذين حرصوا على نقل تراث الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) وواجهوا منع تدوين السنّة النبوية بالحثّ على التدوين والنقل والتعليم لئلّا تندرس معالم الدين .
للمزيد يراجع ج 1 من دروس في فقه الإمامية للدكتور الشيخ الفضلي ، ومقدمتي القول السديد في الاجتهاد والتقليد ، والروضة البهية ، للشيخ الآصفي ، وتدوين السنة الشريفة للسيد الحسيني الجلالي .
[29] فقد عرف عن أبي حنيفة أنه لم يصح عنده من أحاديث الرسول الفقهية سوى سبعة عشر حديثا . راجع الإمام الصادق والمذاهب الأربعة : 1 / 296 نقلا عن مقدمة ابن خلدون : 372 .
[30] اختيار معرفة الرجال للكشي : 2 / 622 ، ح 603 مولى بني جرير ، وعن رجال النجاشي : 10 ، حرف الألف برقم 7 : « اجلس في مسجد المدينة وأفت الناس فإني أحبّ أن يرى في شيعتي مثلك » .
[31] معجم رجال الحديث : 1 / 21 - 22 وتنقيح المقال : 1 / 4 .
[32] الإمام الصادق والمذاهب الأربعة : 2 / 72 .
[33] دلائل الإمامة : 104 - 109 وعنه في بحار الأنوار : 46 / 306 .
[34] شذرات الذهب : 1 / 149 تاريخ ابن الأثير : 4 / 217 طبقات الفقهاء : 36 .
[35] تاريخ الطبري : حوادث سنة ( 121 ) وتاريخ ابن عساكر : 6 / 22 - 23 .
[36] راجع تيسير المطالب : 108 - 109 .
[37] اثبات الهداة : 5 / 330 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|