المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



اخبار الصادق (عليه السلام) واخباره بما هو كائن  
  
3879   03:12 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص402-405.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

وجدت بخط أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الاصفهاني في أصل كتابه المعروف بمقاتل الطالبيين  : اخبرني عمر بن عبدالله العتكى قال : حدثنا عمربن شيبة، قال : حدثني فضل بن عبدالرحمن الهاشمي، وابن داحة قال أبوزيد : وحدثني عبدالرحمن بن عمرو بن جبلة، قال : حدثنى الحسن ابن ايوب مولى بني نمير عن عبد الأعلى بن أعين قال : وحدثني إبراهيم بن محمد بن أبى الكرام الجعفري عن أبيه قال : وحدثني محمد بن يحيى عن عبدالله بن يحيى، قال : وحدثني عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي (عليه السلام) عن أبيه وقد دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين ان جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالا بواء وفيهم إبراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس، وأبو جعفر المنصور وصالح بن علي، وعبدالله بن الحسن، وابناه محمد وإبراهيم، ومحمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان، فقال صالح بن علي : قد علمتم انكم الذين يمد الناس إليهم أعينهم وقد جمعكم الله في هذا الموضع فاعقدوا بيعة لرجل منكم تعطونه اياها من أنفسكم، وتواثقوا على ذلك حتى يفتح الله وهو خير الفاتحين : 

فحمدالله عبدالله بن الحسن وأثنى عليه، ثم قال : قد علمتم ان ابني هذا هو المهدى فهلم فلنبايعه، قال ابوجعفر : لأي شيء تخدعون أنفسكم والله لقد علمتم ما الناس إلى أحد أصور اعناقا ولا أسرع اجابة منهم إلى هذا الفتى يريد به محمد بن عبدالله، قالو : قد والله صدقت، ان هذا الذي نعلم، فبايعوا محمدا جميعا ومسحوا على يده، قال عيسى : وجاء رسول عبدالله بن الحسن إلى أبى ان اثتنا فانا مجتمعون لأمر، وارسل بذلك إلى جعفر بن محمد  (عليهما السلام) ، وقال غير عيسى : إن عبدالله بن الحسن قال لمن حضر : لا تريدوا جعفرا فانا نخاف أن يفسد عليكم أمركم، قال غير عيسى بن عبدالله بن محمد : فأرسلني أبى أنظر ما اجتمعوا له، فجئتهم ومحمد بن عبدالله يصلى على طنفسة رحل مثنية، فقلت لهم ارسلني أبى إليكم أسئلكم لأي شيء اجتمعتم، فقال عبدالله : اجتمعنا لنبايع المهدي محمد بن عبدالله، قال : وجاء جعفر بن محمد  (عليهما السلام)  فأوسع له عبدالله بن الحسن إلى جنبه فتكلم بمثل كلامه، فقال جعفر (عليه السلام) : لا تفعلوا فإن هذا الامر لم يأت بعد، إن كنت ترى يعنى عبدالله ان ابنك هذا هو المهدى فليس به، ولا هذا أوانه، وان كنت إنما تريدان تخرجه غضب الله وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فانا والله لا ندعك، فأنت شيخنا ونبايع ابنك في هذا الامر؟ فغضب عبدالله وقال : لقد علمت خلاف ما تقول، ووالله ما اطلعك الله على غيبه، ولكنه يحملك على هذا الحسد لأبنى، فقال : والله ما ذاك يحملني، ولكن هذا واخوته وأبنائهم دونكم وضرب بيده على ظهر أبي العباس، ثم ضرب بيده على كتف عبدالله بن الحسن، وقال : أيها والله ماهي إليك ولا إلى ابنيك ولكنها لهم، وإن ابنيك لمقتولان، ثم نهض وتوكأ على يد عبدالعزيز بن عمر ان الزهري فقال : أرأيت صاحب الرداء الاصفر يعنى أبا جعفر؟ فقال له : نعم، فقال : انا والله نجده يقتله، قال له عبدالعزيز : أيقتل محمدا؟ قال : نعم فقلت في نفسي : حسده ورب الكعبة قال : ثم والله ما خرجت من الدنيا حتى رأيته قتلهما، قال : فلما قال جعفر ذلك نهض القوم وافترقوا وتبعه

عبدالصمد وأبو جعفر فقالا : يا أبا عبدالله أتقول هذا؟ قال : نعم أقوله والله وأعلمه.

قال أبو الفرج : وحدثني علي بن العباس المقانعي قال : أخبرنا بكار بن أحمد قال : حدثنا حسن بن حسين، عن عنبسة بن نجاد العابد، قال : كان جعفر بن محمد  (عليهما السلام)  اذا راى محمد بن عبدالله بن الحسن تغر غرت عيناه بالدموع، ثم يقول : بنفسي هو، ان الناس ليقولون فيه وانه لمقتول؟ ! ليس هو في كتاب علي (عليه السلام) من خلفاء هذه الامة.

وهذا حديث مشهور كالذي قبله، لا تختلف العلماء بالآثار في صحتهما، وهما مما يدلان على امامة أبى عبدالله الصادق (عليه السلام)، وان المعجزات كانت تظهر على يده لأخباره بالغائبات و الكائنات قبل كونها، كما كان يخبر الانبياء (عليهم السلام)، فيكون ذلك من آياتهم وعلامات نبوتهم و صدقهم على ربهم عزوجل.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.