المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

SYNTHESIS GAS
7-8-2017
مركبات السامة للإنسان Anthropogenic Toxic Compounds
15-5-2017
الموقف من الأجانب في العصور الحديثة
2023-04-26
حلمة الرمان الكاذبة Pomegrant False Red Mite
8-7-2021
لباب القول في معنى البداء
10-4-2018
التعرف على الناس
1-1-2022


موقف الإمام الصادق ازاء ثورة محمد النفس الزكية  
  
8349   03:06 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيرة الائمة-عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص367-370.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

موقف الأئمة (عليهم السَّلام) ازاء ثورات العلويين ينطبق إلى حد كبير على ثورة محمد النفس الزكية أيضاً، لأنّ ثورته هذه لم تخرج عن الطبيعة العامة لمجموع ثورات العلويين، ومن الطبيعي أن يكون موقف الصادق هو نفس ذلك الموقف الذي كان يتخذه الأئمّة ازاء تلك الثورات ؛ وفيما يتعلّق بثورة النفس الزكية يجب إضافة انّ الإمام الصادق (عليه السَّلام)  لم يوافق على تحركه ذلك انّ محمداً كان يستغل المهدوية آي انتظار ظهور الإمام المهدي الموعود من بيت النبوة وسمّي رسول اللّه  لصالح ثورته على نطاق واسع، وكان أبوه وأصحابه ينطلقون من هذه النقطة في نشر دعوتهم، وهكذا أصبح هذا الاعتقاد عقيدة عامة في المجتمع ؛ ولم يكن هذا الأمر بالشيء الذي يتغاضى عنه الإمام الصادق (عليه السَّلام) ، ففي الأيام الأخيرة من الحكم الأموي في اجتماع حضره مجموعة من العباسيين والعلويين كعبد اللّه المحض وابنيه محمد وإبراهيم وأبي جعفر المنصور وصالح بن علي ومحمد بن عبد اللّه حفيد عثمان في الأبواء انْتخب محمد النفس الزكية كقائد للثورة وبايعه الحاضرون ،فدعا أبوه عبد اللّه المحض الذي كان شخصية سياسية بارزة ونافذة ومن أسياد الحسنيين الإمام الصادق للمشاركة في هذا الاجتماع، ولمّا حضره أخبره عبد اللّه بما آل إليه الاجتماع فقال الصادق (عليه السَّلام)   : ما معناه : لا تفعلوا فليس اليوم زمان هذا الأمر فإن رأيت انّ ابنك هو المهدي فليس هو، وليس هذا الزمان زمان ظهوره، وإن كنت ترغب على الخروج غضباً للّه وأمراً بمعروفه ونهياً عن المنكر فواللّه أنت سيدنا ولا ندعك وحيداً في هذا ونبايع ابنك .

غضب عبد اللّه من هذا الكلام وتصوره ناشئاً عن الحسد ؛هذا ومن ناحية أُخرى فانّ الإمام الصادق (عليه السَّلام) وفي ضوء علمه ومعرفته النابعة من الإمامة كان يتنبأ بفشل ثورة محمد النفس الزكية فقد قال له في خاتمة ذلك الاجتماع انّ ابنك لا ينالها يعني الخلافة ولن ينالها إلاّ صاحب القباء الأصفر يعني المنصور ؛ وكما ينقل أبو الفرج الاصفهاني انّ الإمام الصادق (عليه السَّلام) أجاب بعد أن اتّهمه عبد اللّه بالحسد واضعاً يده على ظهر أبي العباس : إنّ هذا وإخوته وأبناءه سينالون الخلافة وليس أنت ؛ ثمّ وضع يده (عليه السَّلام) على عاتق عبد اللّه وقال (عليه السلام) : واللّه لن تنال الحكم لا أنت ولا ابناك بل ينالها هذان وسيقتل ابناك ؛ وفي تلك الفترة أي قبل فشل ثوره محمد النفس الزكية كانت نبوءة الإمام الصادق قد ذاعت في المدينة فكان الناس يرتادون بيته ويسألونه عن ذلك، وممّن راجعه أُمّ الحسن ابنة أُخت الإمام (عليه السَّلام) فقد سألته عن خروج محمد فقال (عليه السلام) : إنّه سيقتل بجانب البيت الرومي وسيقتل أخوه لأُمّه وأبيه في العراق وحوافر فرسه في الماء .

إنّ الإمام الصادق (عليه السَّلام) وإن لم يؤيد خروج محمد ولم يدعمه غير انّه لم يعارضه في نفس الوقت بل بعث بابنيه موسى و عبد اللّه لمناصرته وكانا إلى جانبه وقد آوى (عليه السَّلام) الحسين بن زيد الشهيد الذي كان من أصحاب محمد بعد فشل ثورته ؛ كما ينقل أبو الفرج الاصفهاني، وبالطبع أثار هذا غضب المنصور.

غير انّ عدم دعم الإمام للنفس الزكية لم يكن بمعنى ميله إلى الحكم العباسي أبداً ؛ بل كان يراه حكماً غير شرعي وقد تعرض (عليه السَّلام) مرات عديدة لاضطهاد المنصور وعنجهيته، وقد أحضره من المدينة للكوفة وحاول قتله، لكن اللطف الإلهي كان يبطل نوايا المنصور الشيطانية ويجعلها هباء منثوراً كلّما حاول ذلك ؛ وخلال حوادث قيام النفس الزكية تلقّى الإمام عدة مضايقات ومشاكل من قبل المنصور، ففي زحفه على المدينة عام 144 للقضاء على ثورة النفس الزكية عسكر في الزبدة ، وأمر باعتقال الإمام وإحضاره إلى هناك وخاطبه بلهجة وقحة وقاسية.

وفي عام 145هـ ليلة انطلاق ثورة النفس الزكية اعتقل الإمام مع مجموعة من سادات العلويين على يد حاكم المدينة آنذاك وقال (عليه السَّلام)  لما دفعت إلى أبي جعفر المنصور بعد فشل الثورة انتهرني وكلّمني بكلام غليظ ثمّ قال لي يا جعفر قد علمت بفعل محمد بن عبد اللّه
الذي يسمّونه النفس الزكية وما نزل به، وإنّما انتظر الآن أن يتحرك منكم أحد فأُلحق الكبير بالصغير ؛ وفضلاً عن ذلك صادر عيسى قائد جيش المنصور خلال قمعه لحركة النفس الزكية أملاك ومزرعة الإمام الصادق المسمّاة بعين أبي زياد والقريبة من المدينة. ولمّا التقى المنصور قال (عليه السَّلام) له اردد علي عين أبي زياد آكل من سعفها ؛ فقال المنصور  إياي تكلّم بهذا الكلام؟! واللّه لأزهقن نفسك.

ولم يكتف المنصور بذلك بل أمر بحرق بيت الإمام في المدينة غير انّ الإمام أنقذ نفسه من بين لهيب النيران برحمة ربّه جلّ وعلا، وفي إشارة إلى نجاة إبراهيم من نار نمرود قال الإمام الصادق (عليه السَّلام)  : أنا ابن إبراهيم الخليل .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.