المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



اخبار اولاد الامام الصادق  
  
9964   03:25 مساءً   التاريخ: 17-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج2,ص207-210.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

قال الشيخ المفيد (رحمه اللّه) : و كان لأبي عبد اللّه (عليه السلام)عشرة أولاد: 1- اسماعيل 2- عبد اللّه 3- أم فروة، أمّهم فاطمة بنت الحسين بن عليّ بن الحسين (عليه السلام)4- موسى (عليه السلام)5- اسحاق 6- محمد، لأم ولد 7- العباس 8- عليّ 9- اسماء 10- فاطمة، لأمّهات شتّى.

و كان اسماعيل أكبر الأخوة و كان أبو عبد اللّه (عليه السلام)شديد المحبة له و البرّ به و الاشفاق عليه و كان قوم من الشيعة يظنون انّه القائم بعد أبيه و الخليفة له من بعده إذ كان اكبر اخوته سنا و لميل أبيه و اكرامه له فمات في حياة أبيه (عليه السلام)بالعريض و حمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتى دفن بالبقيع.

و روي انّ أبا عبد اللّه (عليه السلام)جزع عليه جزعا شديدا و حزن عليه حزنا عظيما و تقدّم سريره بغير حذاء و لا رداء و أمر بوضع سريره على الأرض قبل دفنه مرارا كثيرة، و كان يكشف عن وجهه، و ينظر إليه يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده و إزالة الشبهة عنهم في حياته‏.

يقول المؤلف: انّ الاخبار بهذا المضمون كثيرة، فقد روى الشيخ الصدوق عن سعيد بن عبيد اللّه بن‏ الأعرج انّه قال : قال أبو عبد اللّه (عليه السّلام) : لمّا مات اسماعيل أمرت به و هو مسجّى بأن يكشف عن وجهه فقبّلت جبهته و ذقنه و نحره ثم أمرت به فغطّي ثم قلت : اكشفوا عنه، فقبّلت أيضا جبهته و ذقنه و نحره، ثم أمرتهم فغطّوه، ثم أمرت به فغسّل، ثم دخلت عليه و قد كفّن فقلت : اكشفوا عن وجهه، فقبّلت جبهته و ذقنه و نحره و عوّذته ثم قلت : أدرجوه، فقلت: بأيّ شي‏ء عوّذته؟ قال : بالقرآن‏.

و روي انّه (عليه السلام)كتب بحاشية كفنه: اسماعيل يشهد أن لا إله إلّا اللّه و دعا أحد شيعته و أعطاه دراهما و أمر أن يحجّ عن ابنه اسماعيل و ذكر له انّه لو فعل سيكون تسعة أجزاء الثواب له و جزء واحدا لإسماعيل.

و قال السيد ضامن بن شدقم في تحفة الأزهار ما معناه : توفي اسماعيل في سنة142 هـ و جاء الحسين بن أبي الهيجاء وزير العبيدلي إلى المدينة سنة 546هـ فبنا على قبره قبّة، و قال ابن شيبة انّه  : كان ذلك المكان دار زيد الشهيد ابن الامام زين العابدين (عليه السّلام).

 قال الشيخ المفيد: و لما مات اسماعيل (رحمه اللّه) انصرف عن القول بامامته بعد أبيه من كان يظنّ ذلك فيعتقده من أصحاب أبيه، و أقام على حياته شرذمة لم تكن من خاصة أبيه و لا من الرواة عنه و كانوا من الأباعد و الأطراف ؛ فلمّا مات الصادق (عليه السلام)انتقل فريق منهم إلى القول بامامة موسى بن جعفر (عليه السلام) وافترق الباقون فريقين، فريق منهم رجعوا عن القول بحياة اسماعيل و قالوا بامامة ابنه محمد بن اسماعيل لظنّهم انّ الامامة كانت في أبيه و انّ الابن أحقّ بمقام الامامة من الأخ، و فريق ثبتوا على حياة اسماعيل و هم اليوم شذاذا لا يعرف منهم أحدا يومى إليه و هذان الفريقان يسميان بالاسماعيلية و المعروف منهم الآن من يزعم انّ الامامة بعد اسماعيل في ولده وولد ولده الى آخر الزمان‏ .

يقول المؤلف : انّ سلاطين الفاطميين، الذين كانوا حكّاما على المغرب من أولاد اسماعيل، أولهم عبيد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن اسماعيل بن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) الملقب بالمهدي باللّه فهو اوّل خليفة من آل اسماعيل على المغرب و مصر في زمن بني العباس، فحكموا 274هـ سنة، و كان اوّل سلطنتهم في ايّام المعتمد و المعتضد و اوائل الغيبة الصغرى و عددهم أربعة عشر نفرا، و قيل فيهم الاسماعيلية و العبيديّة، و قال القاضي نور اللّه انّ القرامطة غير الاسماعيلية لكن العباسيين و من يهواهم ادخلوهم في الإسماعيلية لشدّة بغضهم و عداوتهم لهم.

يقول المؤلف : انّ أمير المؤمنين (عليه السلام) اشار إلى عبيد اللّه المذكور في إخباره بالمغيبات حيث قال:  ثم يظهر صاحب القيروان الفضّ البضّ ذو النسب المحض المنتجب من سلالة ذي البداء المسجّى بالرداء ؛  و قيروان مدينة المغرب و هي التي بنى في حدودها عبيد اللّه المهدي حصنا و سمّاه المهدية، و المراد من ذي البداء المسجى بالرداء اسماعيل بن جعفر (عليه السلام) كما قال ابن أبي الحديد : و كان عبيد اللّه المهدي أبيض مترفا مشربا بحمرة، رخص‏  البدن، تارّ  الأطراف و ذو البداء اسماعيل بن جعفر بن محمد (عليه السلام) و هو المسجّى بالرداء لانّ أباه أبا عبد اللّه جعفرا (عليه السلام) سجّاه بردائه لمّا مات و أدخل إليه وجوه الشيعة يشاهدونه ليعلموا موته و تزول عنهم الشبهة في أمره.

و أما عبد اللّه بن جعفر فكان أكبر أولاد الامام الصادق (عليه السلام) بعد اسماعيل و لم تكن له عند أبيه منزلة و لا مكانة كبيرة و اتّهم بمخالفة أبيه في اعتقاده و قيل : كان يخالط و يصاحب الحشوية و يميل إلى المرجئة، ادّعى الامامة بعد أبيه حجته على ذلك كبر سنّه، أي انّه أكبر الأولاد فلذا تابعه جمع من اصحاب الامام الصادق (عليه السلام) لكنهم تركوه بعد ما اختبروه و رجعوا إلى الامام موسى الكاظم (عليه السلام) بعد ما رأوا منه البراهين و الآيات و الدلالات الباهرات.

نعم بقي قليل من الناس على الاعتقاد بامامة عبد اللّه و هم الفطحيّة و ذلك لاعتقادهم بامامة عبد اللّه و كان أفطح القدم اي انّ باطن قدمه غير مقعّر ، و قيل انّ السبب، كون الداعي إلى امامة عبد اللّه شخص يسمّى عبد اللّه بن فطيح.

روى القطب الراوندي عن المفضل بن عمر انّه قال : لمّا مضى الصادق (عليه السلام) كانت وصيّته في الامامة إلى موسى الكاظم (عليه السلام) فادّعى أخوه عبد اللّه الامامة و كان اكبر ولد جعفر (عليه السلام) في وقته ذلك و هو المعروف بالأفطح.

فأمر موسى (عليه السلام) بجمع حطب كثير في وسط داره فأرسل إلى أخيه عبد اللّه يسأله أن يصير إليه فلمّا صار عنده و مع موسى (عليه السلام) جماعة من وجوه الامامية، فلمّا جلس إليه أخوه عبد اللّه أمر موسى (عليه السلام) أن تضرم النار في ذلك الحطب فأضرمت و لا يعلم الناس السبب فيه حتى صار الحطب كلّه جمرا، ثم قام موسى (عليه السلام) و جلس بثيابه في وسط النار و أقبل يحدّث القوم ساعة ثم قام فنفض ثوبه و رجع إلى المجلس، فقال لأخيه عبد اللّه : إن كنت تزعم انّك الامام بعد أبيك فاجلس في ذلك المجلس.

قالوا: فرأينا عبد اللّه تغيّر لونه فقام يجرّ رداءه حتى خرج من دار موسى (عليه السّلام)‏ و عاش عبد اللّه بن جعفر بعد أبيه سبعين يوما ثم مات.

و روي عن الامام جعفر الصادق انّه قال لابنه موسى الكاظم (عليه السّلام) : يا بني إنّ أخاك سيجلس مجلسي و يدّعي الامامة بعدي فلا تنازعه بكلمة فانّه اوّل اهلي لحوقا بي‏ .

يقول المؤلف : قال السيد ضامن بن شدقم في تحفة الأزهار : توفي عبد اللّه بن الامام الصادق (عليه السلام) في بلدة بسطام و قبره معروف هناك و هو يقابل قبر عليّ بن عيسى بن آدم البسطامي.

لكن أقول إنّ الذي نقل لي انّ القبر الذي ببسطام مقابل قبر أبي يزيد البسطامي هو قبر محمد بن عبد اللّه المذكور لا قبر أبيه و اللّه العالم.

و أمّا إسحاق بن جعفر فكان رجلا من أهل الفضل و الصلاح و الورع و الاجتهاد و قد روي عنه الحديث و الآثار، إذا روى ابن الكاسب عنه قال : حدّثني الثقة الرضي اسحاق بن جعفر (عليه السلام) و كان اسحاق قائلا بامامة أخيه موسى بن جعفر (عليه السّلام)، روى عن أبيه النص على إمامة أخيه موسى الكاظم (عليه السّلام).

قال صاحب عمدة الطالب : و كان من أشبه الناس برسول اللّه (صلى الله عليه واله) و امّه أمّ أخيه موسى الكاظم (عليه السلام) و كان محدّثا جليلا و ادّعت فيه طائفة من الشيعة الامامة و أعقب من ثلاثة رجال : محمد و الحسين و الحسن‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.