الحركة العسكرية فوق الأسطح الجغرافية المختلفة- الحركة العسكرية في الغابات 

توفر الغابات غطاء طبيعيا محببا للجيوش، فغالبا ما تغطي الغابات المناطق الصخرية أو المستنقعات وحسب التصنيف السوفياتي للغطاءات الطبيعية فان الاراضي الغابية هي الارض التي تغطي الاشجار 30% من مساحتها الكلية، في حين اعتبرت الارض مفتوحة اذا غطت الاشجار مساحة تقل عن 10% من مساحتها الكلية. وفيما بين ذلك اعتبرت الارض طبيعية. وتوفر الغابات النفضية القديمة ذات الاشجار الطويلة غطاء مثاليا للجيوش حيث تسمح تلك الاشجار بحركة الجنود والاليات بسبب اتساع المسافات بينها، وانعدام النمو السفلي للأشجار، في حين تشكل الغابات الصنوبرية، والغابات الحديثة، عائقا أمام حركة الجيوش، بسبب تشابكها، وزيادة النمو السفلي لأشجارها . فتحرم تلك الغابات الجيوش من حرية الحركة، وتقف عائقا امام مراقبتها لحركة اعدائها، كما تحد من مدى نيرانها.

والغابات اربعة انواع هي الغابات الاستوائية والمدارية والمعتدلة والباردة وتنتشر الغابات الاستوائية حول خط الاستواء، وخاصة في المناطق الساحلية القريبة من البحار. ولذلك فهي تنتشر في حوض نهر الامازون في امريكا الجنوبية وحوض نهر الكونغو في افريقيا ، وفي جنوب شرق آسيا والغابات الاستوائية كثيفة، واشجارها عالية جدا، وقريبة من بعضها البعض. غير ان ضعف النمو السفلي للأعشاب، وعدم وجود الاغصان القريبة من السطح، يسهل حركة الافراد فيها. وقد واجهت عمليات الانزال الاوروبية في فترة الاستعمار الاوروبي، على سواحل أفريقيا الغربية مصاعب تتعلق بكثافة الغابات وتشابكها.

أما الغابات المدارية فانها تنتشر في المناطق المدارية شمال وجنوب خط الاستواء، في المناطق الرطبة - الجافة واشجار هذه الغابات هى فى الغالب اشجار نفضية تسقط اوراقها في فصل الخريف. وتنمو على الأرض اسفل تلك الاشجار اعشاب فصلية تختفي في فصل الجفاف. وتنتشر هذه الغابات في اجزاء من الوطن العربي، وخاصة في جنوب السودان، وفي غرب اليمن وحضرموت وعسير ولا تشكل اشجار هذه الغابات عوائق كبيرة في وجه الحركة العسكرية، بسبب تباعد الأشجار عن بعضها البعض. ومن اهم انواع اشجار الغابات المدارية الماهجوني والصمغ.

وتنتشر الغابات المعتدلة في العروض الوسطى بين دائرتي عرض 40 - 60 شمالا وجنوبا. والغابات المعتدلة متشابكة واشجارها متقاربة، واغصانها قريبة من السطح، ولذلك فأنها تشكل عائقا كبيرا امام الحركة العسكرية، سواء اكانت حركة بواسطة الاليات والدبابات، او بواسطة الافراد . ومما يزيد من صعوبة الحركة في هذه الغابات انتشارها في المناطق الجبلية الوعرة، حيث تتزايد معدلات سقوط الامطار. وفي الوطن العربي تنتشر تلك الغابات في جبال زاغروس، واقلیم اطلس في شمال دول المغرب العربي. ومن اهم اشجار تلك الغابات البلوط

والبطم.

ويطلق على الغابات الباردة اسم التايجا ، وتنتشر في العروض العليا، حيث تنخفض درجات الحرارة والغابات الباردة عبارة عن شجيرات قصيرة ومتباعدة، وقد تغطي سطح الارض اسفل منها بعض الاعشاب القصيرة. وتقف الغابات الباردة عائقا كبيرا في وجه الحركة العسكرية خاصة اذا تواجدت في المناطق المنخفضة سيئة التصريف، حيث تنتشر المستنقعات. وقد وقفت الغابات الروسية في وجه تقدم المغول الذي سيطروا على معظم روسيا، باستثناء منطقة الغابات حول موسكو ولننغراد، حيث تمكن الروس من الصمود في . تلك الغابات التي ساعدتهم في الدفاع عنها.