وجود الانهار والأودية

تشكل الانهار والأودية موانع طبيعية من الدرجة الأولى تقف في وجه الحركة العسكرية وتسهم في الدفاع عن حدود الدول السياسية. وتعتبر الحدود الطبيعية كالجبال والانهار مكاسب عسكرية للجيش المدافع تمنحه فرص دفاعية كبيرة لاعاقة وايقاف تقدم الجيش المهاجم، وتشكل الخوانق النهرية والاخاديد موانع يصعب اجتيازها من قبل المهاجمين، وتمنح المدافعين فرصا اكبر لتحطيم الهجوم وايقافة.

وحتى يمكن اعتبار النهر القناة أو الخندق، عائقا يقف في طريق الحركة العسكرية للقوات، يجب ان يوقف حركة الدبابات والاليات العسكرية المتقدمة من حيث عرضه وعمقه. فحتى يوقف العائق المائي او الخندق تقدم الدبابات، يجب ان يزيد عرضه عن ۲۷۰ - ۲۸۰ وبالنسبة للاليات نحو ١٠٠ سم. كما ان عمقه يجب ان يتراوح بين ١٠٠ سم الى ٢٥٠سم اعتمادا على نوع الدبابه او الاليه المدرعه . ويتراوح عرض المجاري المائية بين متر واحد و ١.٥ كيلو مترا ، كما هو الحال بالنسبة لنهر المسيسبي، الذي يعتبر اعرض مجرى مائي عالمي، وعمق النهر الذي هو عبارة عن المسافة بالامتار بين سطح الماء وقاع النهر، له ايضا اهمية كبيرة في العمليات العسكرية. وعرض النهر الرطب هو غالبا اقل من عرض الوادي.

ويؤثر عمق النهر والوادي، وغزارة التدفق الماني فيه، وحجم التباين في الصبيب المائي بين الفصول المختلفة، على امكانيات اجتيازه وتؤثر سرعة جريان الماء في النهر على عرض النهر مما يؤثر على سهولة عبوره ومن العوامل الأخرى المؤثرة على قوة تأثير المجاري المائية على الحركة العسكرية حجم كثافة، وانواع النباتات المحيطة بمجرى النهر. وما لذلك من اثر على فرص اجتياز النهر، والتخفي والتستر عند اجتيازه وتؤثر درجة انحدار ضفاف النهر واتساع مجراه ونسبة ما يشغله الماء من مجمل عرض النهر، على عمليات العبور وامكانيات استخدام ضفاف النهر من قبل الاليات والدبابات البرمائية. فقد كان على الجيش المصري تحطيم الاكتاف الاسمنتية لقناة السويس لتسهيل مرور الدبابات كما يؤثر وجود او عدم وجود المعابر الجسور الممرات الطبيعية والشلالات على اجتياز الانهار والحركة فوقها. كما تؤثر انواع وصفات الترب التي يخترقها المجرى المائي على امكانيات وسرعة عبور المجاري المائية.